نصر المجالي: مع الإعلان عن إرسالها قوات للمساهمة في حماية أمن الملاحة، أكدت بريطانيا مجددا على ضرورة إفراج إيران عن ناقلة النفط التي ترفع علمها، وقالت طهران إنها ستفرج عن الناقلة إذا تم الافراج عن ناقلتها المحتجزة في جبل طارق.

وأكد وزير&الخارجية البريطاني الجديد دومينيك راب، في تصريحات لقناة (سكاي نيوز) اليوم الاثنين أنه يجب الإفراج عن ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها طهران، مشددا في المقابل، على أنه لن يكون هناك تبادل للناقلات.

وأضاف راب، أن "المبادرة البريطانية لإنشاء تحالف أوروبي لحماية الملاحة في مضيق هرمز، تحظى بدعم أميركي"، مطالبا إيران باحترام القانون الدولي.

وقال راب: "إذا كان الإيرانيون يريدون الخروج من الظلام وتقبلهم كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، فإن عليهم الالتزام بنظام المجتمع الدولي المبني على القواعد". وأضاف "لا يمكنكم المضي في احتجاز سفن أجنبية بشكل غير قانوني".

كلام خرازي

وفي طهران، كان رئیس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني کمال خرازي، أكد أمس الأحد، أن طهران يمكنها تسريع الإجراءات القضائية للإفراج عن الناقلة البريطانية "إستينا إمبيرو" المحتجزة في ميناء بندر عباس جنوب&البلاد، إذا أطلقت السلطات البريطانية في جبل طارق سراح الناقلة الإيرانية.

ونقلت وكالة "إرنا" عن خرازي قوله: "إذا أطلق البريطانيون سراح ناقلة النفط الإيرانية في أسرع وقت ممكن، فيمكننا أيضا تسريع الإجراءات القضائية لناقلات النفط البريطانية".

وتصاعدت حدة التوتر بين طهران ولندن بعد احتجاز إيران للناقلة البريطانية "ستينا إمبيرو" بدعوى اصطدامها بقارب صيد في 18 يوليو الجاري، وذلك بعد نحو أسبوعين من احتجاز قوة بريطانية ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"، قبالة منطقة جبل طارق، "للاشتباه في خرقها العقوبات الأوروبية بنقل النفط إلى سوريا".

وكانت طهران قد تعهدت بالتراجع عن احتجاز السفينة البريطانية إذا ما تراجعت بريطانيا عن احتجاز سفينتها بجبل طارق، فيما ذكرت لندن أنها مستعدة لفعل ذلك بعد الحصول على ضمانات بعدم نقل السفينة الإيرانية نفطا إلى سوريا.

قوات بريطانية&

وفي تطور جديد، قالت الحكومة البريطانية، إنها سترسل قوات جديدة إلى الخليج، للمساهمة في حماية الملاحة البحرية، من الاعتداءات الإيرانية.

وأفادت شبكة "سكاي نيوز"، اليوم الاثنين، نقلا عن مصادر بريطانية قولها، بأن "العسكريين البريطانيين الذين سيصلون إلى المنطقة سيتمركزون في البحرين".

وستمثل هذه القوات البريطانية جزءا من عملية حماية الملاحة البحرية في الخليج، بعد الاعتداءات الإيرانية الأخيرة.

ويأتي الحديث عن إرسال القوات الجديدة، بعد وصول سفينتين حربيتين بريطانيتين، ضمن خطة أعلنتها لندن، لمرافقة وحماية السفن التي تحمل العلم البريطاني، وتمر من مضيق هرمز.

وتسعى بريطانيا أيضا إلى تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية لضمان سلامة الإبحار عبر مضيق هرمز بعد احتجاز إيران للناقلة، والذي وصفته لندن بأنه عمل من قبيل "قرصنة الدولة".

لقاء السفير البريطاني

وعلى ذي صلة، أكد السفير البريطاني لدى طهران، يوم الاحد، انه عقد اجتماعا جيدا ومسهبا مع رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني، مضيفا ان ما هو مهم هو ان نتمكن من الحفاظ على المسارات المفتوحة للمحادثات.

ونشر روب مكاير، صورا عن لقائه مع مجتبى ذوالنور، الرئيس الجديد للجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي، وكتب على صفحته الشخصية في تويتر: كان لديّ اجتماع جيد ومسهب حول العديد من القضايا مع الرئيس الجديد للجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الايراني، حجة الاسلام ذوالنور. ان ما هو مهم هو ان نتمكن من إبقاء مسارات الحوار مفتوحة.

يذكر أنه كان تم انتخاب حجة الاسلام مجتبى ذوالنور، ممثل اهالي قم في مجلس الشورى الاسلامي، بتاريخ 23 يونيو 2019 بـ11 صوتا رئيسا لهذه اللجنة، خلفا لحشمت الله فلاحت بيشة.

شريط الحرس الثوري

وإلى ذلك، نشر الحرس الثوري الإيراني، لقطات فيديو، قال إنه يقدم فيها تحذيرات للسفن الحربية البريطانية يوم 19 يوليو، خلال عمليات احتجاز ناقلة النفط البريطانية عند مضيق هرمز.

ويشير التسجيل، الذي نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية، إلى أن ممثل الحرس الثوري الإيراني، حذر السفن الحربية البريطانية قائلا: "يجب عليكم عدم التدخل في تلك المسألة".

ورصد الفيديو أيضا ردا بريطانيا من السفينة الحربية البريطانية F236، والتي قالت فيها: "عليكم أن تعلموا أنكم بالقرب من مضيق معترف به دوليا خاضع للقوانين الدولية ولا ينبغي اعتراض مرور أي سفينة".

ورد ممثل الحرس الثوري الإيراني بلهجة محتدة: "لا تعرض حياتك للخطر".