بكين: أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء أن "لا عودة عن" اتفاق باريس للمناخ، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة رسميًا هذا الأسبوع.

وأعربت قوى عدة عن أسفها وقلقها بعدما مضى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قدمًا بعملية الانسحاب رغم تزايد الأدلة على تداعيات التغيّر المناخي.

قدّمت واشنطن رسالة انسحابها إلى الأمم المتحدة الاثنين، أول موعد متاح للقيام بذلك بموجب الاتفاق الذي تفاوض عليه باراك أوباما، سلف ترمب، لتصبح أكبر قوة اقتصادية في العالم بذلك خارج الاتفاق. &

أكد شي وماكرون في بيان مشترك صدر بعدما عقدا محادثات في بكين "دعمهما الثابت لاتفاق باريس للمناخ الذي يعتبران أنه عملية لا عودة عنها وبوصلة التحرّك القوي بشأن المناخ".

ومن دون أن يسمي الولايات المتحدة مباشرة قال ماكرون إنه "يأسف لخيارات الآخرين"، وكان يجلس إلى جانب شي في "قاعة الشعب الكبرى" القصر الرسمي المهيب في بكين. وأضاف "لكنني أريد أن أنظر إليها كخيارات هامشية".

ومع دعم الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا للاتفاق قال ماكرون إن "الخيار المعزول لشخص أو آخر لا يكفي لتغيير مسار العالم. إنه يؤدي فقط إلى التهميش".

شريعة الغاب&
من ناحيته وجه شي في تصريحاته انتقادات مبطنة للولايات المتحدة التي شنت حربا تجارية مع الصين في العام الماضي وأغضبت بكين حول قضايا دبلوماسية مختلفة. وقال "نؤيد الاحترام المتبادل والمعاملة على قدم المساواة، ونعارض شريعة الغاب وأعمال الترهيب". وأضاف "نؤيد الانفتاح والدمج والتعاون المتبادل المفيد ونعارض الحمائية".

مساعي الصين لمكافحة التغير المناخي ترتدي أهمية بالغة لأنها المصدر الأول لانبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.

ودعا شي أيضا المجتمع الدولي إلى "بذل جهود مشتركة لحماية كوكبنا الأرض"، قائلا "نحن ضد محاولة وضع المصالح القومية فوق المصالح المشتركة للإنسانية".

وفي وثيقة بعنوان "دعوة بكين إلى حماية للتنوع البيولوجي والتغير المناخي" عبّر الرئيسان عن تصميمهما على تعزيز التعاون الدولي "لضمان تطبيق كامل وفعال لاتفاق باريس". وتتضمن الوثيقة التزاما باستصلاح نحو ثلث الأراضي غير الصالحة، إضافة إلى إلغاء دعم الوقود الأحفوري على الأمد المتوسط.

صفقات ودبلوماسية
توّج ماكرون زيارته الثانية إلى الصين، والتي بدأها في شنغهاي الاثنين، بعدد من الاتفاقيات والنقاشات حول التجارة والملف النووي الإيراني، وقال الرئيس الفرنسي إنه أثار أيضا مسألة حقوق الإنسان مع نظيره الصيني.

تتضمن الصفقات اتفاقية لحماية مئتي منتج أوروبي وصيني - اسماؤها مرتبطة بمناطقها - من التزوير، من الشمبانيا إلى جبنة الفيتا وأرز بانجين.

وتعهد الجانبان التوقيع بحلول 31 يناير على عقد لبناء مصنع لإعادة تدوير الوقود النووي في الصين، تشارك فيه المجموعة الفرنسية العملاقة للطاقة "أورانو".

حول إيران قال ماكرون إن الطرفين اتفقا على تعزيز الجهود المشتركة لإقناع طهران بالعودة إلى "احترام التزاماتها بالكامل" بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

أدى انسحاب واشنطن من الاتفاق في مايو 2018 وإعادتها فرض عقوبات على إيران، إلى تراجع طهران عن التزامات. وقال الرئيس حسن روحاني الثلاثاء إن إيران ستستأنف تخصيب اليورانيوم في منشأة تحت الأرض جنوب طهران.

وكررت طهران تحذيرات للأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق - بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا - من أن الاتفاق لا يمكن إنقاذه إلا بمساعدتها على الالتفاف على العقوبات الأميركية.