قال متحدثون إعلاميون في منتدى الإعلام السعودي إن التلفزيون كأداة إعلامية لم يمت، لكن انتهت المشاهدة التقليدية، على حساب المشاهدة المدفوعة.

إيلاف من الرياض: استمرت فاعليات وندوات وجلسات منتدى الإعلام السعودي لليوم الثاني، تحت شعار "صناعة الإعلام... الفرص والتحديات" في الرياض، بحضور رموز من الإعلام المحلي والدولي.

المشاهدة المدفوعة

تعددت الجلسات اليوم، وفي جلسة بعنوان "هل تقصي المشاهدة المدفوعة نظيرتها التقليدية؟"، أدارتها الإعلامية نجوى عسران، تم عرض التحديات التي يواجهها التلفزيون في ظل تنامي بدائل المشاهدة عبر الوسائل الرقمية والتوقعات المستقبلية من خلال بدائل التلفزيون التقليدي في المرحلة الرقمية.

قال الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية عبد الرحمن الهزاع إنه لن تكون هناك نهاية للتلفزيون التقليدي في المستقبل القريب، "فالتلفزيون التقليدي لم يخسر موقعه في كل بيت، وإن كان خسر نسبة من الاهتمام".

وقال الرئيس السابق للهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع رضا الحيدر إن التحول إلى نمط الاستهلاك متغير، "فمتوسط الزيادة في استخدام الشاشات البديلة المدفوعة بلغ 4 ساعات مقابل نقص ساعتين للتلفزيون التقليدي".

في الإطار نفسه، أكد المؤسس والرئيس التنفيذي للمؤسسة اللبنانية للإرسال «LBC» بيار الضاهر، إن طريقة المشاهدة التقليدية ومواعيدها هي التي ماتت وليس التلفزيون التقليدي. رافضًا فكرة موت التلفزيون التقليدي في مشاهدة مباريات القدم في أقل تقدير.

في وقت ملائم

لفت الضاهر إلى أهمية الإنترنت، "حيث إن المشاهدين الشباب بشكل خاص ينجذبون إلى الطريقة المثلى لتحديد مواعيد المشاهدة وفقًا للوقت الذي يرونه ملائمًا، وليس وفقًا لمواعيد القنوات التقليدية"، مشددًا على أهمية المحتوى واستراتيجياته، وأن من يملك قوة محتوى يملك الفضاء التلفزيوني المدفوع أو التقليدي.

وقال رئيس قناة «بلومبرغ الشرق» نبيل الخطيب إن القنوات الإخبارية تختلف عن الصراع الجاري بين قنوات التلفزة بشقيها التقليدي والمدفوع، وذلك نظراً إلى اختلاف محتواها. مشيراً إلى أن الصراع بين المدفوع والتقليدي يحدده المشاهد والمُتلقي، وأن قوة المحتوى سبب جذب المشاهد، لافتًا إلى أن صياغة المحتوى والتمرد على الصياغة التقليدية للتلفزيون باتا يواكبان عقلية المُتلقي.

أصاف الخطيب: "70 بالمئة من الفئات العمرية الشباب غير مستهدفين بالقنوات التلفزيونية التقليدية عربيًا، الأمر الذي جعلهم يبحثون عن مصادر أخرى لاحتياجاتهم".

تجربة شخصية

في جلسة بعنوان "ثلاثون عامًا في الصحافة السعودية... تجربة شخصية"، أكد الكاتب والصحافي روجر هاريسون أهمية التأثير الذي ستحدثه الحقبة الانتقالية الحالية في المملكة على صناعة الإعلام، متحدثًا عن خبراته كصحافي، والتحديات والفرص المختلفة الماثلة في مجال الصحافة اليوم، ولافتًا إلى تطور الصحافة في المملكة خلال الأعوام الثلاثين الماضية.

يرى هاريسون أن الصحافة فتحت أمامه الأبواب للتعرف على الطبيعة الجغرافية المتنوعة للسعودية، وسمحت له بالالتقاء مع أفراد من مختلف الشرائح، ما جعله يحرص على تجسيد الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي في مواضيعه الصحافية لأولئك الذين تنقصهم معرفة حقيقية بالسعودية وشعبها.