لاغوس: نقص في المعدات والأسرّة، وأطباء وممرضات لا يتلقون أجوراً كافية، هذا هو حال الأنظمة الصحية في افريقيا التي لا تجد أمامها الكثير من السبل لحماية نفسها من تسونامي فيروس كورونا الذي يخيم بظلاله على القارة.

وأكدت أفقر قارات الأرض حتى الآن تسجيل حوالي 1800اصابة و57 وفاة بالفيروس، وهو عدد منخفض مقارنة بأوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ولكنه يرتفع الآن بسرعة لأن عمليات فحص الاصابات لا تزال غير كافية.

في نيجيريا، البلد الأكثر تعدادا بالسكان في المنطقة، يشكو الأطباء من أن سنوات من نقص التمويل والإهمال قد أضعفت النظام الصحي.

وقال يوسف تانكو سونونو، رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب النيجيري، لوكالة فرانس برس "لا توجد دولة مستعدة حقاً لهذا، حتى الدول التي لديها أنظمة رعاية صحية متطورة للغاية تستغيث طلباً للمساعدة".

وأضاف "في بلد منخفض الموارد مثل بلدنا، يواجه نظام الرعاية الصحية بالفعل مشاكل خطيرة."

ورغم أن الحكومة تقيّم المزيد من أجنحة العزل وتصر على أن أجهزة التنفس موجودة على "قائمة التسوق"، إلا أنها لم تذكر عدد الأجهزة الموجودة ويصر سونونو على أن السعة "غير كافية مطلقاً".

وقال "نحن بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع، لكن أحد العوائق الرئيسية هو قيود السفر العالمية ما يعني أن القدرة على الحصول على المعدات محدودة للغاية".

واشتكى فرانسيس فادوييل، رئيس نقابة الأطباء النيجيريين، من أن غالبية المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد تفتقر حتى الى مياه جارية نظيفة.

وطلبت منظمته من الأطباء إلغاء إجراءات الإضراب الذي ينظمونه احتجاجا على الأجور غير المدفوعة بعد أن قاموا بالخروج من المستشفيات في العاصمة أبوجا الأسبوع الماضي - لكنه يصر أن على الحكومة بذل المزيد من الجهود لتوفير معدات الحماية.

وصرح لوكالة فرانس برس "ليس لدينا اقنعة مناسبة، او على الاقل نحتاج الى تقييم عدد ما لدينا".

وأضاف "نحن نقوم بهذا العمل ونستعد".

- أزمة العناية المركزة -

من الصعب العثور على أرقام بشأن مرافق الرعاية المركزة في أفريقيا، وقالت منظمة الصحة العالمية نفسها الأسبوع الماضي إنها لا تزال تحاول تقييم قدرة القارة في هذا المجال.

وقال ماتشيديسو مويتي مدير المنظمة في أفريقيا إن أسرّة العناية المركزة "تعاني نقصًا كبيراً" وحتى الدول التي لديها أنظمة أكثر تقدماً مثل جنوب إفريقيا ستعاني.

وقال "إنهم يدركون أيضا أن بالنظر إلى التطور من حيث عدد الحالات وإذا انفجر الوضع من حيث الأعداد، وأصبحت أعداداً كبيرة من الناس يعانون من أمراض حادة ووصلت حالتهم الى مرحلة الخطر، فإن هذا سيكون تحديا بالفعل".

وفي العديد من الأماكن، فإن الوضع بالفعل أكثر خطورة.

وقال مسؤول في وزارة الصحة الكينية طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس إنه في جميع أنحاء البلاد التي يبلغ عددها نحو 50 مليون وحدة، لا يوجد أكثر من 100 وحدة للعناية المركزة "تعمل في أي وقت".

وفي الكاميرون، التي سجلت أكثر من 50 إصابة، قال موظف إغاثة إن البلاد "ليس لديها القدرة على التعامل مع الحالات الخطيرة".

وتشهد الدولة الواقعة في وسط إفريقيا، مثل العديد من الدول الأخرى في المنطقة، بالفعل نزاعات مسلحة أدت إلى نزوح الناس إلى مخيمات معرضة لانتشار أمراض أخرى مثل الكوليرا.

وكما هو الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى والصومال التي مزقتهما النزاعات، وكلاهما سجلتا حالات إصابة بفيروس كورونا، فإن النسبة في الكاميرون هي طبيب لكل 10000 مواطن.

وقال موظف الاغاثة شريطة عدم الكشف عن هويته "إذا انتشر الوباء فسيكون خطيرا".

- تجربة ايبولا -

أدت عقود من سوء الادارة الحكومية للاقتصاد الى وصول الخدمات الصحية في زيمبابوي الى ادنى مستوياتها.

وحذر نورمان ماتارا الأمين العام لجمعية "أطباء حقوق الإنسان" في زيمبابوي "للأسف، فإن النظام نفسه يعاني من ضغط مفرط وغير كاف للتعامل مع وباء فيروس كورونا".

وفي غرب أفريقيا، التي تعاملت مع وباء الإيبولا المدمر من 2013-2016، فإن الخدمات الصحية تعتمد على المرافق التي تمت اقامتها للتعامل مع ايبولا.

وقال ألبرت أوسوهو إيدي المسؤول بوزارة الصحة، إن ساحل العاج التي تمكنت من تجنب انتشار الإيبولا عن طريق إغلاق حدودها مع الدول المجاورة، لديها بالفعل وحدات عزل مقامة على حدودها.

وصرح لوكالة فرانس برس ان "الافراد يتدربون وهناك بعض مخزون معدات الحماية لكننا ما زلنا بحاجة الى المزيد".

لكن في ابيدجان، المركز الاقتصادي للبلاد، لا تزال وحدة الأمراض المعدية في المستشفى الرئيسي تتطلع إلى تعزيز أسرة العناية المركزة من 20 إلى 70 سريراً.

وقال "إننا نتحقق مع جميع المناطق لتقييم قدراتها واحتياجات الأفراد والمعدات".

وأضاف "لكن العديد من المستشفيات الإقليمية تخضع للتجديد منذ عام 2019 وليس من المقرر افتتاحها حتى عام 2021".

وفي منطقة الساحل، لدى مالي 56 جهاز تنفس فقط في بلد يبلغ تعداده حوالي 19 مليون نسمة، حسب أحدث أرقام وزارة الصحة. وقال رئيس الوزراء بوبو سيسي "نحن نستعد للأسوأ. الوسائل التي تحت تصرفنا لا تمكننا من أن نقدم الدعم لكل مالي".