جاك دورسي، أحد مؤسسي تويتر ورئيسه التنفيذي، غريب الأطوار، محاصر في موقعه، يريد بعضهم التخلص منه، لكنه باق. وقد تبرع أخيرًا بمليار دولار للجهود ضد كورونا.

إيلاف من بيروت: في تقرير نشرته "الاقتصادية" عن فايننشيال تايمز، جاء أنه عندما يقرر ملياردير في المجال التكنولوجي الإعلان عن مشروع خيري، يمكنه أن يتوقع طوفانًا من النقد اللاذع على "تويتر"، وموقع جاك دورسي على وسائل التواصل الاجتماعي هو مقياس لكمية السخرية.

في خلال الأسابيع الأخيرة، سارع مستخدمو "تويتر" إلى السخرية من جيف بيزوس، مؤسس "أمازون"، ومارك زوكربيرج، مؤسس "فيسبوك"، بعد أن تبرع كل منهما من أجل مكافحة فيروس كورونا بـ100 مليون دولار و25 مليون دولار تباعًا. قال أحد الناقدين: "هذا كما لو كان خمسة دولارات".

الغريب المحاصر

بحسب التقرير، لا يستطيع مقاتلو لوحة المفاتيح قول الشيء نفسه عن مؤسس "تويتر" ورئيسه التنفيذي، دورسي، الذي تعهد في الأسبوع الماضي بتقديم مليار دولار (28 في المئة تقريبًا من ثروته) لجهود الإغاثة من فيروس كورونا، في واحدة من أكبر المساهمات الفردية في مكافحة الجائحة.

ليست الأعمال الخيرية أمرًا غير مألوف بالنسبة إلى غريب الأطوار البالغ 43 عامًا، فهو من محبي النزعات الخيرية المتطرفة وحازت شخصيته محبة كثير من المتعصبين على منصة تويتر وكذلك على "سكوير"، شركة المدفوعات التي أسسها في 2009.

خلال العام الماضي، أعلن خططًا لقضاء نصف عام 2020 في أفريقيا لاستكشاف فرص عملة "بيتكوين" الرقمية التي تطمح إلى أن تكون مصرف من لا مصرف لهم. لكن في العالم الذي لا يرحم، عالم النمو بأي ثمن في وادي السيليكون، يمكن أن تكون الإنسانية ذميمة. فقد وجد دورسي نفسه محاصرًا الشهر الماضي، بعدما طالب صندوق التحوط الناشط "إليوت مانيجمنت" بإقالته من إدارة "تويتر".

في الوقت الحالي، تم إبقاء "إليوت" بعيدًا. وافق دورسي على أهداف أداء صارمة وتدقيق إضافي. وقلص خطط السفر. مع ذلك يعتقد محللون أنه قد يتم طرده خفية، لكن في الوقت نفسه التبرعات أعطته سمعه جيدة.

من أجل الخير

ينسب التقرير إلى ديفيد جونز، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة الإعلان "هافاس" ومؤسس شركة التكنولوجيا "يو آند مستر جونز" قوله: "كان لدى جاك دائمًا اعتقاد أساسي بأن الأعمال التجارية يمكن أن تكون، وستكون، قوة من أجل الخير في العالم". لكن التبرع له نتيجة ثانوية، يضيف المساهم في تويتر: "إنه يجعل إليوت تبدو رأسمالية وحشية بينما يبدو هو كالرجل الطيب".

سيتم نقل ملكية "سكوير" إلى "سمول ستارت"، صندوقه الخاص الذي ينصح به المتبرعون، وهو هيكل شركة ذات مسؤولية محدودة ومتطلبات كشف بيانات أقل من المؤسسات الخيرية العادية. "بعد التخلص من هذه الجائحة سينتقل التركيز إلى الرعاية الصحية للفتيات وتعليمهن"، أضاف دورسي مغردًا، مشيرًا إلى أنه اختار استخدام أسهم شركة سكوير لأنه يمتلك مزيدًا منها.

ولد في سانت لويس، ميزوري، ودرس علوم الكمبيوتر والرياضيات في جامعة نيويورك، لكنه ترك الدراسة للانتقال إلى كاليفورنيا. هناك اخترق أنظمة تكنولوجيا المعلومات في شركة برمجيات؛ ما دفعهم إلى منحه وظيفة برمجة. ولد موقع "تويتر" في عام 2006 بينما كان لا يزال يعمل في "أوديو"، وهي شركة بث صوتي رقمي ضيق عليها تطبيق "أي تيونز" من شركة أبل.

القائد الروحي لتويتر

إذا تم طرده من قبل "إليوت" لن تكون هذه المرة الأولى. أجبر دورسي على مغادرة "تويتر" أول مرة في عام 2008، بعد اشتباك مع إيفان ويليامز، المؤسس المشارك. لكنه أطلق "سكوير" قبل أن يعود إلى "تويتر" منقذًا جديدًا في عام 2011، وقاد تطوير المنتجات وأصبح الرئيس التنفيذي مرة أخرى في عام 2015.

قال أحد أعضاء مجلس الإدارة السابقين: "إنه القائد الروحي لتويتر. لقد عانى تويتر عندما رحل. إنه شخص هادئ ومبتكر للغاية ومبدع".

وفقًا للمقربين منه، دار فكره دائمًا حول إضفاء الطابع الديمقراطي على الخدمات. دورسي مفتون بكيفية تعاون النمل في المستعمرات. بالنسبة إليه، يمثل "تويتر" أداة تضفي ديمقراطية على الإعلام. ويرى في "سكوير" وسيلة لجعل المدفوعات ديمقراطية.

قال جريج كيد، أحد المستثمرين الأوائل في "تويتر"، إن دورسي يؤمن بالدور المجتمعي الحيوي لـ"تويتر" منذ البداية، فهو مكبر الصوت للسياسيين ومن لا صوت لهم، وهذا يتعارض مع أهداف "إليوت" القائمة على الربح.

فوضى طبيعية

داخل الشركة، ينقسم الرأي حول دورسي. بالنسبة إلى بعضهم، المبادرة الحسنة هي سمة من سمات رئيسهم. بالنسبة إلى آخرين حرصاء على وتيرة أسرع في ابتكار المنتجات، ذلك مزعج.

يجادل المدافعون عن دورسي بأنه على عكس "رواد الأعمال أصحاب الفكرة الواحدة" المقيتين - المؤسسون الذين لم يأتوا إلا بفكرة جيدة واحدة – تمكن من بناء شركتين عامتين كبيرتين. ومع عدم وجود زوجة أو أطفال على المدى الطويل، يقولون أن الشركات هي أطفاله.

لكن بعض الموظفين السابقين يصرون على أن دورسي بعيد جدا عن الانشغال بالأعمال اليومية ويمكن صرف انتباهه بسهولة عن المهمة قيد التنفيذ.

إنه شخص محبوب ويحظى بالاحترام، لكنه طيب أكثر من اللازم، كما يقولون. هل يدرك ذلك باعتباره مشكلة. على الأغلب، لا.

قال عضو مجلس إدارة سابق: "إنها فوضى. سيكون جاك أول من يخبرك أنها فوضى. لكنه سيقول الطبيعة فوضوية".