سريناغار: اشتبك مئات المتظاهرين الغاضبين مع القوات الحكومية الاربعاء في الشطر الهندي من كشمير بعد مقتل شاب عند نقطة تفتيش، وفق ما أفاد مسؤولون وسكان المنطقة.

وتأتي وفاة الشاب وسط تصاعد التوتر في منطقة الهيمالايا المضطربة ذات الأغلبية المسلمة بعدما ألغت نيودلهي الحكم الذاتي للمنطقة وفرضت حظر تجول لقمع الاضطرابات.

كان مهر الدين بير شاه ( 25 عاما) يقود سيارته عندما أطلق عناصر في قوات هندية شبه عسكرية النار عليه بالقرب من نقطة تفتيش في ضواحي سريناغار، المدينة الرئيسية في المنطقة المتنازع عليها. وقالت الشرطة إن شاه تجاهل إشارات التوقف عند نقطتي تفتيش "في ظروف مشبوهة" قبل أن تطلق القوات النار على السيارة.

وأضافت الشرطة في بيان أنّ شاه نقل إلى المستشفى لكنه توفي متأثرا بجروحه.

لكن والده غلام نبي رفض ما أعلنته الشرطة وقال إن ابنه قتل بالرصاص بدم بارد.

وقال للصحافيين في سريناغار "لو أطلق الجنود النار على سيارته أثناء فراره من أي نقطة تفتيش، لكانت سيارته تحمل أثر الرصاص".

وقال شهود لوكالة فرانس برس إن الشاب خرج من سيارته للرد على أسئلة الجنود عند نقطة التفتيش قبل ان يُطلق عليه النار اثناء عودته إلى السيارة.

وشهدت نقاط التفتيش في كشمير في الماضي حوادث إطلاق نار على مدنيين، لكن هذا كان الحادث الأول منذ عدة أشهر.

ويأتي ذلك في ظل إغلاق تام في الهند لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجدّ، حيث تم نشر آلاف من عناصر الجيش والشرطة عند نقاط التفتيش عبر المنطقة المضطربة للحد من التنقلات.

وقالت الإدارة المدنية في كشمير إنه تم فتح تحقيق في حادث إطلاق النار.

ومع انتشار أنباء وفاة شاه في المنطقة، خرج مئات السكان إلى الشوارع لتنظيم احتجاجات مناهضة للهند، وهم يهتفون "نريد الحرية" و"اذهبوا إلى الهند"، في إشارة إلى الجنود الهنود.

ألقى متظاهرون ملثمون الحجارة وردت القوات الحكومية بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد. كما تم قطع خدمات الهاتف المحمول في المنطقة مع تصاعد الاشتباكات.

وصرّح طبيب في المستشفى الرئيسي في المدينة اشترط عدم الكشف عن هويته لفرانس برس ان شابتين على الاقل اصيبتا في عينيهما.

ومنع المسؤولون الأطباء من التحدث إلى وسائل الإعلام.

والاسبوع الماضي، قتلت القوات الحكومية الهندية زعيم أكبر جماعة مسلحة تقاتل من أجل الاستقلال في الإقليم المتنازع عليه مع باكستان.

وتشهد كشمير الهندية منذ 1989 تمرّدا انفصاليا أودى بحياة أكثر من سبعين الف شخص، معظمهم من المدنيين. ويطالب المتمردون الانفصاليون بالاستقلال او بالانضمام لباكستان.