إيلاف من دبي: عقدت مؤسسة "بيروت إنستيتيوت" حلقة افتراضية ثالثة من سلسلة حلقاتها "إعادة الاستقرار | Stability Redefined"، حيث استضافت الإعلامية راغدة درغام، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمؤسسة "بيروت انستيتيوت"، وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري، والنائب اللبناني السابق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والدبلوماسي الأميركي جيفري فيلتمان، والصحافي والكاتب الإيراني أمير طاهري.

رسائل ردع

قال زيباري إن العراق شهد صعوبات عدة أخيرًا، "فقد اندلعت التظاهرات منذ أكتوبر الماضي، واستغرقنا ستة أشهر لتشكيل حكومة، كما شهدنا مجموعة من المسائل المهمة التي حصلت على الأراضي العراقية، متصلة بالنزاع الأميركي – الإيراني، أهمها الهجوم الذي وقع في يناير الماضي على السفارة الأميركية في بغداد ونفذه الحشد الشعبي بعد مقتل قاسم سليماني، الحدث الذي شكل رسالة ردع أساسية أثرت كثيرًا في السلوك الإيراني في المنطقة، ومفادها: لا تلعبوا مع القوى العظمى في المنطقة".

وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري

تحدث زيباري عن الوضع الداخلي الإيراني في ظل العقوبات وتفشي جائحة كورونا، ثم عاد إلى وصف رئيس الحكومة العراقي الجديد مصطفى الكاظمي الذي وصفه بأنه "ثمرة تفاهم إيراني – أميركي، والخيار الأفضل في الوقت الراهن، مع أن الحشد الشعبي اعتبره رجل الأميركيين في العراق، واتهمه بالمشاركة في قتل سليمان ورفاقه، لكن أنصار إيران بدلوا موقفهم منه".

وأضاف أن المهمة الأولى الموكلة إلى كاظمي هي الإعداد لانتخابات نيابية شفافة ونزيهة، وأن البعض يمهله 16 شهرًا إلى عامين لا أكثر.

من أعتى الأنظمة

في اللقاء، سأل جنبلاط: "متى كان لبنان ينعم بالاستقرار في السنوات الماضية؟" مجيبًا أنه نعم بالاستقرار ربما خلال عهد فؤاد شهاب، وخلال الوجود السوري، أما اليوم فلا استقرار بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة، "نتيجة حوكمتنا السيئة جدًا".

النائب اللبناني السابق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط

بحسب جنبلاط، سورية تتجه نحو حالة كاملة من عدم الاستقرار، ويتذكر: "في عامي 2012 و2013، كان يجب إرسال الأسلحة إلى الثوار السوريين، لكن أوباما تردد، ما مدّ المجموعات المتطرفة بالأمل".

أمل جنبلاط أن ينعم العراق بالاستقرار وأن تنعم به كردستان أيضًا، وقال: في العراق حكومة مركزية، وهناك أيضًا أطراف غير حكومية، كما هي الحال في لبنان، فلدينا حزب الله، وهذه الأطراف تكون أحيانًا أقوى من الدولة".

أكد جنبلاط أنه ليس جزءًا من الحل في لبنان، "فالأمر يعود للجيل الجديد، وأرى أن الثوار يريدون تغيير النظام، لكن هذا النظام من أعتى الأنظمة في العالم، أبي لم يتمكن من ذلك. ولا أعرف كيف يمكن تغيير هذا النظام الطائفي، وأنا ادعم عملية إصلاح النظام الليبرالي الحالي في لبنان لكني لا أدعو إلى إسقاط النظام".

تابع: "في مئوية لبنان الكبير، لدينا اليوم فئات داخلية وخارجية ترغب في تأميم المصارف وإنشاء لبنان جديد كما فعل السوريون في عام 1963 مع حكم حزب البعث".

لا صدام

خشي فلتمان أن يكون لهذه الأزمة، "أزمة كورونا، تداعياتها الاقتصادية العالمية، وأن تشجع الميول الانعزالية والانكفائية والقومية، فكراهية الأجانب في الولايات المتحدة ومناطق كثيرة في العالم كانت سائدة قبل الأزمة الاقتصادية وأزمة كورونا، لكن يبدو أن هذه الأزمات تدعم هذه التوجهات، ولا بد من إشاعة مناخ تضامن دولي، وأن نبني مجتمعات واقتصاديات أكثر إنصافًا".

المشاركون في الحلقة

أما طاهري فلاحظ: "في السنوات العشرين الماضية لم نشهد استقرارًا إنما شهدنا ركودًا في أنحاء مختلفة من العالم، وشهدنا تأكل الدور القيادي للولايات المتحدة. وما نحتاج إليه الآن هو إدارة جيدة لحال عدم الاستقرار المتفشية في العالم، لأن هذه الحال ستستمر مدة من الزمن".

أضاف: "يتحدث البعض عن مثل كبرى، مثل تأسيس لبنان جديد، وتأسيس ولايات متحدة جديدة، وأعتقد أنه لا بد لنا من أن نكون أكثر تواضعًا، وأن نبحث عن حلول عملانية للكثير من المشكلات".

وأكد طاهري أن الروس بقيادة بوتين يعملون بجد كي يأخذهم الآخرون على محمل الجد، لكن أميركيين كثيرين ينظرون إليهم نظرة عداء، وأن تحويل الصين إلى العدو الأكبر ضرب من ضروب الخطأ.

أضاف: "في منطقتنا مشكلات أخرى تتمثل في أن إيران تريد فرض أنموذجها على الدول الأخرى، فإما أن تكون دول المنطقة مثل إيران، أو تكون إيران مثل دول المنطقة، والخيار الثاني هو الاقرب إلى الواقع"، مؤكدًا أن لا صدام عسكريًا بين إيران وأميركا، فالطرفان لا يرغبان في ذلك، وليسا مستعدين لذلك.

الحلقة الافتراضية الثالثة لـ "بيروت إنستيتيوت" بالصوت والصورة منشورة هنا.