إيلاف من لندن: فيما انطلقت في واشنطن الأربعاء الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي العراقي الأميركي، اكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تطلع بلاده لعراق خال من الفساد والمليشيات والتدخل الاجنبي، في اشارة لايران، بينما اكد نظيره العراقي فؤاد حسين حرص بلاده على علاقات متوازنة بين واشنطن وطهران.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك، قال بومبيو ان بلاده تتمنى عراقاً خالياً من الفساد، مهاجما المليشيات العراقية المسلحة بالقول إن "الميليشيات في العراق تهدد الاستقرار وتحد من قدرتنا على التصرف". وقال إن الحرية في العراق تعد اولوية لدى إدارة الرئيس دونالد ترمب.

واكد بومبيو دعم بلاده للحكومة العراقية في إجراء الانتخابات المبكرة. واشار الى ان واشنطن ملتزمة بتقديم الدعم للعراق، ووعدت بتقديم مساعدة له قدرها 240 مليون دولار. واوضح بومبيو ان جلسة الحوار شهدت محادثات جيدة، وقال ان "شراكتنا قوية جدا"، لافتاً الى ان واشنطن لن تركز على الملف العسكري في الحوار الذي تجريه مع العراق.

ورحب الوزير الاميركي باطلاق الحكومة العراقية الميزانية الخاصة بإقليم كردستان، وقال "شجعنا بغداد على حل المشاكل مع الاقليم".

علاقات متوازنة

من جهته، قال حسين إن "واشنطن حليف قوي للعراق، ونعمل على حماية وتعميق هذا التحالف، كما أن ايران دولة جارة وللبلدين مصالح سياسية واقتصادية وثقافية مشتركة وسياستنا تقوم على المصلحة العراقية والقرار العراقي بيد العراقيين ونرفض أي تدخل اجنبي في شؤوننا".

وقال إن "العراق يعتبر الولايات المتحدة حليفا قويا بالنسبة له، ويعمل دائما على حماية هذا التحالف، كما أن سياسة العراق الخارجية مبنية على اساس مصلحة العراق"، مبينا أن "علاقة العراق مع إيران مبينة على المصالح المشتركة ومنها الثقافية والسياسية والاقتصادية".

واضاف "اكدنا على واشنطن استمرار التعاون في مكافحة الارهاب وقال ان" بغداد وواشنطن في خندق واحد لمحاربة داعش". ونوه الى انه سيتم اليوم التوقيع على مذكرات تفاهم وتعاون في مجالات متعددة منها مع شركة شيفرون الاميركية للتنقيبات النفطية. واوضح انه ناقش مع نظيره الاميركي العلاقات الاقتصادية وكيفية مكافحة كورونا، واكدا على استمرار الحوار في مجالات الطاقة والصحة والثقافة.

حوار استراتيجي

وبدأت واشنطن وبغداد في يونيو الماضي "حواراً استراتيجياً للبت في مستقبل القوات الاميركية في العراق، التي يبلغ تعداد افرادها حوالى 5 الاف عسكري، في إطار التحالف ضد داعش الذي تقوده واشنطن".

ويأتي انطلاق هذه الجولة الثانية من الحوار مع بدء رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مساء الثلاثاء زيارة رسمية للولايات المتحدة على رأس وفد وزاري كبير، حيث سيجتمع الخميس مع الرئيس الأميركي لبحث تعزيز علاقات بلديهما بمختلف المجالات، بما فيها الأمن والاقتصاد والطاقة والرعاية الصحية والتصدي لجائحة كورونا.

وسيشهد لقاء الكاظمي بترمب بحث مسألة التدخل الإيراني في الشأن العراقي. فإيران تعمل على إخراج الولايات المتحدة من العراق، اضافة الى مناقشة انخفاض أسعار النفط وتأثيره على الاقتصاد العراقي خصوصا أن الحكومة العراقية في مرحلة اقتصادية حرجة.

وسيناقش ترمب مع الكاظمي كذلك مسؤولية حماية أمن السفارة الاميركية في بغداد بعد تعرض المبنى في أواخر العام الماضي والآونة الأخيرة لعشرات الصواريخ".