مينسك: سحبت السلطات البيلاروسية السبت اعتماد العديد من الصحافيين الأجانب بما في ذلك من وكالة فرانس برس، قبل تظاهرة جديدة احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية.

وقال المتحدث باسم الحكومة أناتولي غلاز إن القرار اتخذ بناء على توصية من وحدة مكافحة الإرهاب في البلاد. ولم يحدد عدد الصحافيين الذين شملهم هذا الإجراء، لكن وسائل إعلام أجنبية بينها "بي بي سي" و"راديو ليبرتي"، أفادت بسحب اعتماد العديد من صحافييها.

وقالت تاتيانا ميلنيشوك لفرانس برس "وزارة الخارجية البيلاروسية اتصلت بي وأبلغتني أنه تم إلغاء اعتمادي واعتماد أحد زملائي كمراسلين للبي بي سي. وطلبوا مني إعادة بطاقتي".

كما نددت رئيسة إذاعة "راديو ليبرتي" في بيان بالقرار قائلة إن "سحب اعتماد صحافيينا بدون سبب أو تبرير هو إجراء يائس من حكومة استبدادية لخنق وسائل الإعلام المستقلة والسيطرة بلا هوادة على توفير معلومات موثوق بها في بيلاروس".

وقالت سفيتلانا تيخانوفسكا ابرز وجه في المعارضة إنها ترى في هذا القرار "دلالة جديدة على أن النظام في حالة إفلاس أخلاقي ولا يحاول التمسك بالسلطة إلا من خلال الخوف والترهيب".

وقالت السفارة الأميركية إنها "قلقة" من استهداف الصحافيين "بشكل مستمر" في بيلاروس، كما نددت بـ"حجب وسائل الإعلام المستقلة أو المعارضة" و"انقطاع الإنترنت" و"الاعتقالات التعسفية لمواطنين مسالمين". ودعت مينسك إلى "ضبط النفس".

يواجه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو الذي يتولى السلطة منذ عام 1994حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ انتخابات 9 أغسطس التي أعلن فيها فوزه الساحق بنحو 80% من الأصوات.

ونظمت المعارضة تظاهرتين كبيرتين هذا الشهر ودعت إلى احتجاج واسع النطاق الأحد.

وفرت سفيتلانا تيكانوفسكايا إلى ليتوانيا المجاورة بعد أن قالت إنها هزمت لوكاشنكو البالغ من العمر 65 عامًا ودعت إلى تنظيم احتجاجات.

ورفض الاتحاد الأوروبي نتائج الانتخابات الرئاسية وقال إنه يستعد لفرض عقوبات على كبار المسؤولين البيلاروسيين وحث لوكاشنكو على إجراء حوار مع المعارضة.

من جانبه، رفض لوكاشنكو تقديم أي تنازلات وندد بمؤامرة غربية لإسقاطه.

وردت السلطات على التظاهرات بحملة أمنية عنيفة دانتها جماعات حقوقية ورؤساء غربيون.

وقتل ثلاثة اشخاص على الاقل وجرح المئات في اعمال العنف بينما اعتقل نحو سبعة آلاف.

واعتقل العديد من الصحافيين العاملين في بيلاروسيا لفترات وجيزة منذ الانتخابات.