داهمت الشرطة الألمانية منازل أربعة رجال للاشتباه بصلتهم بمنفذ هجوم فيينا الذي قتل بالرصاص أربعة أشخاص في وسط العاصمة النمساوية.

وتقول الشرطة إن الأربعة ليسوا في عداد المشتبه بهم لكنهم تواصلوا مع المهاجم والتقى اثنان منهم به شخصيا.

ولا يزال عدد من المشتبه بهم محتجزين في النمسا، لكن المسؤولين يتابعون بعض خيوط القضية في سويسرا أيضا.

وفتح المسلح النار في فيينا ليل الإثنين في ستة أماكن في وسط العاصمة.

وقتلت امرأتان ورجلان وأصيب 23 شخصا بجروح. وأطلقت الشرطة الرصاص على المسلح وأردته قتيلا، وخلصت إلى أنه يحمل الجنسيتين النمساوية والمقدونية.

وتحاول السلطات النمساوية تعقب أشخاص على صلة بالمسلح الذي كان في العشرين من العمر.

مراقبة على مدار الساعة

صورة ارشيفية لشرطة هامبورغ
Getty Images

وقال وزير الداخلية النمساوي، كارل نهامر، الخميس "إننا نتعامل مع مجرم عنيف كان من الواضح أنه نشط بشكل كبير في شبكة الإسلاميين السياسيين، وهو من المتعاطفين مع أيديولوجيتهم".

وقال نيهامر إن السلطات النمساوية لديها تعاون "مكثف" مع مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة وأن دليلين أشارا إلى سويسرا وبلد آخر لم يذكر اسمه.

وأشارت المداهمات التي وقعت يوم الجمعة في كاسل وأوسنابروك ومنطقة بينبيرغ بالقرب من هامبورغ إلى أن المحققين كانوا يبحثون أيضا عن أشخاص على صلة به في ألمانيا.

وسلط وزير الداخلية ، هورست سيهوفر، الضوء بالفعل على صلات له في ألمانيا تشمل أشخاصا "يخضعون للمراقبة على مدار الساعة".

وذكرت تقارير أن الرجال الأربعة الذين فُتشت منازلهم تتراوح أعمارهم بين 19 و 25 عاما وهم جزء من "المشهد الإسلامي". ويقول مسؤولون ألمان إنه يعتقد أن اثنين من الأربعة قد التقيا بالمهاجم في فيينا في يوليو/تموز الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن كلا الرجلين التقيا به عدة مرات وبقي أحدهما في منزله. ويُزعم أن رجلاً آخر كان قد أقام مع عائلة المهاجم في فيينا وأخفق في محاولته للسفر إلى سوريا.

وسافر المهاجم إلى تركيا في 2018 في محاولة للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، لكن قُبض عليه وأعيد إلى النمسا، وزعم تنظيم الدولة الإسلامية عبر منفذ الدعاية التابع له أنه كان وراء هجوم فيينا.

ويسعى المسؤولون النمساويون إلى إيداع ثمانية من بين الرجال الستة عشر، الذين قالوا إنهم اعتقلوا منذ إطلاق النار في فيينا، الحبس الاحتياطي قبل البدء في محاكمتهم.

هل كان الهجوم مدفوعا بمداهمات مخطط لها في فيينا ؟

رفض وزير الداخلية النمساوي التعليق على التقارير التي تشير إلى أن قوات الأمن كانت على بعد ساعات من إجراء عملية كبيرة لمكافحة الإرهاب عندما بدأ إطلاق النار.

وكان من المقرر أن تبدأ عملية "رمسيس" في الساعة 03:00 يوم الثلاثاء بمداهمة منازل أشخاص معروفين لدى المسلح، بحسب التقارير.

وأقر نيهامر بالفعل بأوجه القصور في تعامل النمسا مع المسلح ، واسمه كوجتيم فيض الله.

وسُجن المسلح لمدة 22 شهرا في أبريل/نيسان 2019 لمحاولته السفر إلى سوريا، لكن تم الإفراج عنه مبكرا، وادعى وزير الداخلية أن فيض الله "خدع تماما" برنامج التخلص من التطرف، للسماح له بالخروج. ورفض البرنامج هذا الاتهام.

واعترف نيهمار بأن "بعض الأمور سارت على نحو خاطئ"، بعد أن تبين أن السلطات في سلوفاكيا أبلغت السلطات النمساوية أن المشتبه به حاول شراء ذخيرة هناك في يوليو/تموز الماضي.

وقال رئيس شرطة فيينا، غيرهارد بورستل، إن تأكيد هوية المشتبه به مع السلطات السلوفاكية واجه بعض العقبات، ولم يكن بإمكانهم التصرف قبل القيام بذلك.