لشبونة: دُعي البرتغاليون للإدلاء بأصواتهم الأحد في الانتخابات الرئاسية التي تأتي في ظروف صحيّة معقدة استدعت فرض إغلاق جديد في البلاد، ويُرجح أن يفوز فيها الرئيس المحافظ مارسيلو ريبيلو دي سوزا بولاية جديدة.
في ظل الارتفاع الكبير في الإصابات بكوفيد-19 الذي جعل البرتغال بين الدول التي تسجل أكبر أعداد إصابات جديدة بالمقارنة مع عدد السكان، تنتهي الحملات للانتخابات الرئاسية الجمعة بعد أن نُظمت بشكل محدود أو افتراضي أحيانا.
صارت شوارع لشبونة شبه خالية من الناس منذ فرض حجر عام ثان قبل أسبوع شُدّد الجمعة بغلق دور الحضانة والمدارس والجامعات.
في إحدى ساحات وسط المدينة، تخضع السيارات القليلة إلى تدقيق أمني لمعرفة سبب تجولها، وفق ما أفاد صحافي من فرانس برس.
وقالت مادالينا ريبيرو "علينا إرجاء الانتخابات إلى أن يتحسن الوضع. لا معنى لتنظيمها الآن". في المقابل، قدّر إدوين تيكسيرا أن "الحياة لا يمكن أن تتوقف، حتى مع كوفيد-19".
ورغم تدهور الوضع الوبائي إثر احتفالات عيد الميلاد، لم يعد ممكنا قانونيا إرجاء الاقتراع، رغم أن 57 بالمئة من البرتغاليين يرغبون في تأجيله وفق استطلاع نشر الجمعة.
في هذا السياق، توقع المرشحون والمراقبون تسجيل نسبة امتناع عن التصويت غير مسبوقة، ما يضفي ضبابية وشكوكا حول توقعات النتائج رغم الترجيح الواسع لفوز الرئيس الحالي من الدورة الأولى.
للتشجيع على المشاركة في الانتخابات، نظمت السلطات استثنائيا يوما للتصويت المبكر الأحد الماضي، شارك فيه نحو 200 ألف ناخب.
لكن يمكن لصور طوابير الانتظار الطويلة أمام بعض مكاتب الاقتراع أن تثبط كثيرا من الناخبين الآخرين عن المشاركة.
وقالت الباحثة السياسية باولا إسبيريتو سانتو إنه "قبل عام، كانت هذه الانتخابات أشبه بنزهة" بالنسبة للرئيس المنتهية ولايته، وهو أستاذ قانون سابق يبلغ 72 عاما اشتهر بعدما صار معلقا سياسيا في التلفزيون، لكن "قد لا يكون الأمر بهذه السهولة الآن".
واعتبر ريبيلو دي سوزا هذا الأسبوع أنه "يكفي تسجيل امتناع عن التصويت بنسبة 70 بالمئة لتصير الدورة الثانية أمرا لا مناص منه". لكن تصريحه يبدو رغبة في تصعيد الرهان الانتخابي، في حين لا يحظى أي من منافسيه الستة بحظوظ كبيرة لإحداث إنجاز انتخابي.
حكم البرتغال أربعة رؤساء منذ إرساء الديموقراطية عام 1974، وقد أعيد انتخابهم جميعا من الدورة الأولى.
وحافظ مارسيلو ريبيلو دي سوزا على شعبية كبيرة منذ وصوله الى المنصب، وقد تعايش بدون مشاكل كبيرة مع رئيس الوزراء الاشتراكي أنطونيو كوستا وحزبه الذي لم يقدم مرشحا للانتخابات الرئاسية لتأكده من قلة حظوظه في الفوز.
واجه الرئيس المنتهية ولايته صعوبة في حشد قسم من أنصاره الذين يعتبرونه متوافقا أكثر من اللازم مع حكومة تشكلت بفضل حصولها على دعم اليسار المتشدد.
بالتالي، فإن المفاجأة الرئيسية التي يمكن أن تشهدها الانتخابات قد تأتي من مرشح اليمين الشعبوي أندريه فنتورا.
وكان فنتورا (38 عاما) عضوا في حزب الرئيس المنتمي إلى وسط اليمين، قبل أن يشكل حزبه "شيغا" (يكفي) ويدخل البرلمان في انتخابات 2019 بعد حصوله على 1,3 بالمئة من أصوات الناخبين.
واعتبر الباحث السياسي أنطونيو كوستا بينتو أنه في حال حصل الأحد على نحو 10 بالمئة من الأصوات، كما تشير بعض الاستطلاعات، "فستكون تلك نتيجة هائلة بالنسبة له".
تضع غالبية الاستطلاعات فنتورا في المرتبة الثالثة، بنتيجة متقاربة مع النائبة الاشتراكية في البرلمان الأوروبي آنا غوميز (66 عاما). وعرفت الأخيرة بانتقادها رئيس الوزراء المنتمي إلى حزبها، وقد تحولت الدبلوماسية السابقة ناشطة بارزة ضد الفساد قبل أن تترشح للانتخابات الرئاسية.
ولا يملك رئيس الدولة في البرتغال أي صلاحيات تنفيذية، لكنه يؤدي دور الوسيط خلال الأزمات السياسية، ويمكنه في حالات محددة حلّ البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة.
التعليقات