إيلاف من لندن: أصدرت محكمة لندنية، اليوم الإثنين، حكما على أصغر إرهابي مدان في بريطانيا بقيادة خلية للنازيين الجدد اليمينية المتطرفة من منزل جدته.

ويقضي الحكم بإعادة تأهيل الصبي البالغ الآن من العمر 16 عاما لمدة عامين، وكان يبلغ من العمر 13 عاما عندما حصل على تعليمات بشأن المتفجرات، وبعد من ذلك بعام كان جمع كمية كبيرة من المواد الإرهابية وكان يشارك أيديولوجية اليمين المتطرف وخططه.

وأقر الصبي، وهو من جنوب شرق كورنوال، أمام قاض في محكمة اولد بيلي اللندنية للجنايات بالذنب في 10 تهم تتعلق بحيازة مواد إرهابية واثنتين بتهمة نشر وثائق إرهابية.

وخاطب القاضي مارك دينيس، الصبي المتورط، الذي لا يمكن تحديد هويته لأسباب قانونية، بقوله إنه اقتحم "عالم الإنترنت من التحيز الشرير".

مواد اليمين المتطرف
وكانت المحكمة استمعت سابقًا إلى أن المراهق جمع ما بين بين أكتوبر 2018 ويوليو 2019، كمية كبيرة من مواد اليمين المتطرف، وشملت مكونات قنابل النابالم، وكيفية صنع القنابل وزجاجات المولوتوف، وكيفية صنع بندقية AK-47 وتعليمات القتال بالسكين.
كما أنه تحدث على الإنترنت عن "القتل بالغاز" للشعب اليهودي، وشنق المثليين، ورغبته في "إطلاق النار على مسيراتهم"، حسب ما سمعت المحكمة.

وفي صيف عام 2019، أصبح الصبي المراهق قائد الخلية البريطانية في FKD (قسم Feuerkrieg)، وهي مجموعة نازية جديدة تعتبر أندرس بريفيك، القاتل الجماعي النرويجي، مثلها الأعلى، كما أن الشبكة شجعت هجمات "الذئاب المنفردة".
واستمعت محكمة أولد بيلي إلى أن الصبي كان مسؤولاً عن تجنيد الأعضاء والدعاية، وزُعم أنه كان على اتصال بـ "قائد" المجموعة الإستوني البالغ من العمر 13 عامًا.

وقيل إن مراهق كورنوال قام بتجنيد خمسة أشخاص، من بينهم بول دنليفي البالغ من العمر 17 عامًا، والذي حُكم عليه بالسجن لأكثر من خمس سنوات بتهمة الإرهاب في عام 2019.
واستمعت المحكمة إلى أن الاثنين تحدثا عن الحصول على أسلحة وأنه أمر أيضًا بوضع ملصق يُظهر سحابة قنبلة ذرية فوق البرلمان مع شعار "عقم الحفرة التي تسميها لندن".

وكان أحد المجندين ضابطا سريا، وتمت مداهمة منزله في نهاية المطاف في يوليو 2019 بعد أن أشارت المعلومات إلى أنه كان يحاول صنع سلاح.
ولم يتم العثور على أسلحة، لكن الضباط صادروا جهاز الكمبيوتر والهاتف الخاص به وعثروا على علم نازي ونص نازي جديد.

تجنيد اطفال
يشار إلى أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عشر سنوات تحديدا يشكلون مشكلة كبيرة في بريطانيا، حيث كان تقرير لقناة (سكاي نيوز) قال إن عشرات منهم يخضعون للتحقيق بشأن صلاتهم باليمين المتطرّف في المملكة المتحدة.

وتُظهر أرقام وزارة الداخلية ارتفاعاً كبيراً في عدد الأشخاص الذين تمّت إحالتهم إلى برنامج الحكومة لمكافحة الإرهاب، بسبب مخاوف بشأن مشاركتهم المحتملة مع اليمين المتطرف، وذلك على الرغم من أنّهم لم يتجاوزوا الثامنة عشرة من العمر.

وقد أُحيل إلى البرنامج ما مجموعه 682 طفلاً في عام 2017-2018، مقارنة بـ 131 في عام 2014-2015، أي بزيادة أكثر من خمسة أضعاف، وفقاً للأرقام التي حصلت عليها "سكاي نيوز"، بموجب طلب حرية المعلومات.
ويشمل المجموع لعام 2017-2018، 24 طفلاً ممّن هم دون العاشرة من العمر.

واللافت أنّه لأول مرة منذ تسجيل البيانات، كان هناك توازن في عدد الحالات المرتبطة باليمين المتطرّف وتلك المرتبطة بالتطرّف الإسلامي، خلال العام حتى مارس 2019. ومن بين 5738 إحالة، من جميع الفئات العمرية، ارتبطت 24 في المائة من المخاوف بالتطرف الإسلامي، و24 في المائة أخرى بالتطرف اليميني. وارتبط الجزء الأكبر من الحالات، 62 في المائة، بالأطفال والمراهقين حتى سن العشرين.