إيلاف من دبي: ربما تعجل مشكلة المياه بنهاية النظام الإيراني، إذ لا حلول علمية أو عملية لاستعادة المياه في إيران المفلسة مائيا، وهذه المشكلة باتت أزمة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، بحسب تقرير لـ "العربية.نت".
ونقلت "ذا تايمز" البريطانية عن خبير إيراني منفي قوله إن إيران "مفلسة مائيا" بعد سنوات من سوء الإدارة في ظل النظام الإيراني مما أثار احتجاجات دامية في جميع أنحاء البلاد واستياء في الشرق الأوسط.
وقال كافيه مدني، العالم ونائب وزير البيئة السابق، الذي يعيش الآن في الولايات المتحدة للصحيفة، إن جميع مصادر المياه في البلاد - الأنهار والخزانات والمياه الجوفية - بدأت في الجفاف. واعترف وزير الطاقة الإيراني بأن البلاد تواجه أزمة غير مسبوقة، وأعرب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عن تعاطفه مع المتظاهرين قائلا: "لا يمكننا أن نلوم الناس حقًا".
ولقي ثمانية أشخاص على الأقل مصرعهم في الاحتجاجات الأخيرة، التي بدأت في الأهواز التي عانت من بعض أسوأ الآثار، وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
واعتبرت الصحيفة أن أزمة المياه قد تتوسع في الشرق الأوسط، وأضافت أن نقص المياه في إيران يتكرر في جميع أنحاء المنطقة، حيث بدأت أنهار جنوب العراق تجف مرة أخرى على الرغم من جهود الترميم، ويعاني شرق سوريا أيضا من جفاف شديد.
وفي أقصى الغرب، ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان لبنان، بما في ذلك مليون سوري وغيرهم من اللاجئين، فقد يفقدون الوصول إلى المياه الصالحة للشرب في الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة، حيث بدأ نظام الضخ في الانهيار وسط نقص الوقود حسبما قالت اليونيسف.
وقال مدني: "إن إيران مفلسة مائيا والاستهلاك أكثر من توافر المياه المتجددة". وأضاف أن على إيران التخطيط للعيش مع النقص. وتابع أنه لا يمكن لإيران استعادة أراضيها الرطبة وخزانات المياه الجوفية والأنهار بالكامل في فترة زمنية قصيرة. "لذلك، عليها أن تعترف بإفلاس المياه وتتوقف عن إنكار أن العديد من الأضرار أصبحت لا رجعة فيها".
وبحسب الصحيفة كانت الأزمة متوقعة منذ سنوات. وفي عام 2005 ، كتب رضا أردكانيان، وزير الطاقة الحالي ورقة بصفته خبيرًا في إدارة المياه حذر فيها من أن استخراج المياه في إيران يمثل ضعف مستويات الاستدامة.
ويشير الآن إلى أن الأزمة المتنامية تزامنت مع واحدة من أكثر الأعوام جفافاً منذ خمسة عقود، ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن هطول الأمطار انخفض بنسبة تصل إلى 85%.
ويتم استخدام الوقود الرخيص في ايران لتشغيل المضخات لاستخراج كميات هائلة من المياه الجوفية لدفع الزراعة في البلاد على نطاق واسع.
وبحسب التقرير فإن إيران ليست الضحية الوحيدة. فقط تسبب الإفراط في استخراج المياه الجوفية في حدوث موجات جفاف في شرق سوريا وهو سلة الخبز في البلاد، بينما اشتكت كل من سوريا والعراق من السدود التركية التي تعيق تدفق نهري دجلة والفرات إلى بلاد ما بين النهرين.
وكان لأزمة المياه في الشرق الأوسط آثار دبلوماسية حيث هددت مصر بالحرب إذا استمرت إثيوبيا في ملء سد النهضة الإثيوبي الكبير على النيل.
وفي المقابل، عرضت إسرائيل مضاعفة كمية المياه المحلاة التي تبيعها للأردن كجزء من جهود الحكومة الجديدة لبناء العلاقات.
وفي لبنان، ساهم سوء إدارة إمدادات الوقود في أزمة المياه. ودعم البنك المركزي الواردات لكن الدولار نفد الآن مما أدى إلى نقص واسع النطاق في المياه.
وقال يوكي موكو، ممثل اليونيسف في لبنان أمس: "ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، لن تتمكن المستشفيات والمدارس والمرافق العامة الأساسية من العمل وسيضطر أكثر من أربعة ملايين شخص إلى اللجوء إلى مصادر المياه غير الآمنة والمكلفة، مما يضع صحة الأطفال وسلامتهم في خطر".
التعليقات