تقول شركة التعدين البريطانية الاسترالية، ريو تينتو، إن 21 من موظفاتها أبلغن عن اغتصاب فعلي أو محاولة اغتصاب أو اعتداء جنسي في العمل في السنوات الخمس الماضية.
ولم تقدم شركة التعدين العملاقة - التي تعمل في 35 دولة - تفاصيل الحوادث أو مكانها.
لكن تم الكشف عن الأرقام في تقرير أوسع بشأن ثقافة مكان العمل، خلص إلى وجود منهجية في التمييز على أساس الجنس والعنصرية والتنمر، في شتى أقسام الشركة.
ويأتي ذلك بعد تدقيق أخير في معاملة النساء في معسكرات التعدين.
وفي العام الماضي، بدأت حكومة ولاية غرب أستراليا تحقيقًا في الأمر بعد عدد من الدعاوى في المحاكم وتقارير في وسائل إعلام.
وريو تينتو واحدة من أكبر مشغلي مواقع التعدين النائية في غرب أستراليا. وأبلغت الشركة لجنة التحقيق العام الماضي أنها كانت على علم بالمشاكل لكنها لم تقدم تفاصيل.
وفي الوقت نفسه تقريبًا، قالت الشركة المنافسة لريو، وهي شركة بي اتش بي، للجنة التحقيق إنها فصلت 48 عاملاً على الأقل بسبب اعتداءات وتحرشات جنسية في معسكرات التعدين منذ عام 2019.
وتدير كلتا الشركتين، وهما من بين أغنى الشركات الأسترالية، عمليات كبيرة في منطقة بيلبارا النائية بالولاية، لاستخراج الحديد والنحاس، ومعادن أخرى.
ويتم نقل الآلاف من العمال في كل موسم إلى المنطقة ويتم إيواؤهم في مساكن تشبه المخيمات. وكثيرا ما أعرب منتقدو الشركتين عن مخاوف بشأن ثقافة هيمنة الذكور والإفراط في احتساء الكحوليات، التي سُمح لها بالازدهار في هذه المواقع لسنوات.
ولم يحدد تقرير ريو تينتو يوم الثلاثاء ما إذا كانت الاعتداءات المبلغ عنها قد حدثت في هذه المناطق المعروفة باسم (فيفو).
لكنه خلص إلى أن معدلات التحرش الجنسي كانت أعلى في هذه المواقع. وبشكل عام، تعرض حوالي 28 في المئة من النساء و 7 في المئة من الرجال للتحرش الجنسي في ريو. لكن هذا المعدل ارتفع إلى 41 في المئة بين العاملات في مواقع فيفو.
وقال التقرير "تحدثت النساء في مواقع العمل في معسكرات فيفو عن تناول الطعام بمفردهن في غرفهن لتجنب المضايقات في صالة الطعام والصالة الرياضية؛ وتجنب الخروج بعد حلول الظلام؛ وكذلك الإضاءة السيئة والافتقار إلى الأمن والتحرش من زملاء ذكور عندما يكن في طريقهن إلى مساكنهن بعد العمل".
كما تضمن التقرير اقتباسات من بعض العاملات دون ذكر أسمائهن:
"لدينا مقاولون يدخلون إلينا في حماماتنا. كنا نطالب بأقفال. لم نتمكن من الحصول على أي دورة مياه آمنة".
"أثناء السير إلى غرفة في المخيم ... الرجال ينادونني للانضمام إليهم لتناول المشروبات. أرفض بأدب، فينعتونني بأنني باردة جنسيا وما إلى ذلك. شعرت بالتهديد وعدم الأمان".
كما أشار التقرير إلى أن "نظام السلطة الهرمي الذي يهيمن عليه الذكور" في الشركة خلق "عوامل خطر". وما يقرب من 79 في المئة من القوى العاملة في الشركة من الرجال.
وخلص التقرير المتعلق بثقافة مكان العمل الأوسع في ريو تينتو إلى أن التنمر والعنصرية كانا أيضا من الأمور التي تحدث بصورة ممنهجة، إذ يعاني ما يقرب من نصف العمال من التنمر.
وخلص التقرير أيضا إلى أن "السلوك المؤذي غالبا ما يتم التسامح معه أو تطبيعه".
ورداً على ذلك، قالت ريو تينتو: "نحن منزعجون بشدة من هذه النتائج، ونعتذر بصدق لكل عضو في الفريق، في الماضي أو الحاضر، عانى بسبب هذه السلوكيات".
وقالت الشركة إنها قبلت التوصيات الـ 26 الواردة في التقرير وستركز الإجراءات على القيادة والتنوع وتحسين مرافق المعسكرات.
وأجرت المراجعة المفوضة الوطنية الأسترالية السابقة للتمييز على أساس الجنس، إليزابيث بروديريك، في مارس/آذار من العام الماضي.
وشارك في نحو عشرة آلاف شخص، أي ربع عدد العاملين في الشركة، في التحقيق واستبيان.
التعليقات