في مسيرة إعلامية وتجربة الكترونية رائدة في "ايلاف" استولت على نصف عمري الاعلامي، أجد الآن بعد حوالي 20 عاما من تجربتي معها اننا تقاسمنا النجاحات وقدمنا لمتابعينا الخبر والمعلومة الصادقة من دون تحيز او تحريف ساحتها الحرية الملتزمة والكلمة الصادقة بعيدا عن تكميم الاعلام الرسمي للافواه لفرض ما يريده على حساب ما تتطلبه الحقيقة.

يمكن القول ان الريادة الاعلامية التي تحملت مسؤوليتها ايلاف طيلة 21 عاما ماضية منذ انطلاقتها قد مكنتها من التحول إلى معلم اقليمي متميّز وحيوي للإعلام العربي.

خدمات إيلاف المكتوبة التي باشرت بها مسيرتها في 21 مايو 2001 لم تتوقف عند ذلك وانما تماهت مع التطورات التكنولوجية للاعلام الذي تحول رقميا لتستقطب الملايين حول العالم، فتحولت إلى المرئية والمسموعة التي تخلق تفاعلا شعبيا رواده من الشباب والمجتمعات العريضة، ولتجدد ريادتها من خلال فصل جديد في حقل الإعلام المتعدد والتواصل الاجتماعي الإلكتروني ركائزه قيم إنتاجية عالية في سائر النواحي التحريرية والإدارية والتقنية.

وهذه ليست انطباعات أحد اطراف ايلاف المتمثلة بي، انما هي آراء ومواقف اعلاميين ومحللين عرب نتواصل معهم، يعبرون عن انبهارهم بقيادة ايلاف للاعلام الالكتروني العربي وريادتها في متابعة احداث العالم والمنطقة بعيون ليبرالية تتوخى الصدقية، متطلعين إلى خطومات متقدمة نحو مستقبل يشهد ابداعا وتخطيا للعقبات.

ملأت ايلاف في بدء انطلاقتها – في انجاز لايختلف فيه اثنان - الفراغ الذي كانت تشكو منه الساحة الاعلامية العربية في مجالها الالكتروني. ومنذ ذلك الوقت، اصبحت ملاذًا للمتابعين الراغبين في متابعة الاخبار والتقارير الصادقة وبشكل مكنها من شق طريقها بثبات في ظل منافسة شديدة ولتحجز مكان الصدارة بين الصحف الالكترونية في مواجهة ما يطرح من سرديات اقرب إلى الاوهام منها إلى الواقع.

يحسب لايلاف نجاحها خلال العقدين الماضيين في تحقيق اختراق جديد للصحافة العربية فكانت فكرتها مدهشة ومعاصرة إذ استشعر مؤسسوها الحاجة لتجاوز الصيغة التقليدية ولمواكبة التطورات التقنية والتحريرية التي شهدها العالم في مطلع الألفية الجديدة وكانت النتيجة تواصلا أكثر عمقا وتفاعلا استفاد منه القارئ والصحيفة على حد سواء.

بعد هذه النجاحات، لا بد من التنويه بأن التحدي الماثل أمام ايلاف حاليا ومستقبليا هو الحرص على التطوير المستمر واستنباط صيغ جديدة تُمكّنها من تطوير محتواها بما يرقى لتطلعات القارئ ومخاطبة ذكائه واحتياجاته الفكرية.. وهذا هدف ماثل أمامها دوما، لن تتخلى عنه.