إيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء العراقي الثلاثاء عن انتهاء أزمة الكهرباء في بلاده باتفاق مع إيران لمبادلة غازها المورد لتشغيل محطات الكهرباء بالنفط الخام العراقي متعهدًا بإنهاء هذه الأزمة تماماً خلال ثلاث سنوات.
وفي كلمة متلفزة الى العراقيين الذين بدأوا ينظمون تظاهرات احتجاج ضد انقطاعات الكهرباء مع ارتفاع لدرجات الحرارة بشكل غير مسبوق منذ 40 عاماً فقد أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاتفاق وعزا السوداني في كلمته التي تابعتها "ايلاف" توقف إمدادات الغاز الإيراني الى العراق بسبب العقوبات الأميركية على إيران.

اسئناف تصدير الغاز الإيراني
وأشار السوداني الى أنه قد تم "الاتفاق مع إيران على تزويدها بالنفط الخام ( الأسود) مقابل الغاز بشكل سيضمن استمرارية توريد الغاز وبه ستنتهي الأزمة الحالية.
وأكد استئناف توريد الغاز الإيراني.. منوهاً الى أنه ستتصاعد الكميات بدءاً من مساء اليوم إذ سيتدفق 10 ملايين متر مكعب قياسي وستعود إلى ذات الكميات السابقة وتم توقيع اتفاق بهذا الشأن.

لا موافقات أميركية
وبين انه بسبب عدم ورود الموافقات الأميركية على تحويل العراق لمبالغ مستحقات الغاز الى ايران فقد تم إيقاف إمدادات الغاز في وقت سابق وانحسرت بنسبة تتجاوز الـ 50%.
وأكد أن العراق سدد جميع مستحقاته الخاصة بالغاز الإيراني والبالغة 11 مليار دولار وأودعت في حساب الشركات الإيرانية كما تم تحويل 1.8 مليار يورو لإيران لسداد مستحقات سابقة عن الغاز .

انتفاء الحاجة للغاز الإيراني
وأشار رئيس الوزراء العراقي الى أن مشاريع الغاز الوطنية الحالية المتمثلة بجولة التراخيص الخامسة والعقود مع تشركة وتال الفرنسية وكذلك مشاريع غاز البصرة ستنهي الحاجة للاستيراد بعد اكتمالها خلال سنتين إلى ثلاث سنوات.. منوهًا الى ان العراق يمتلك حالياً وللمرة الاولى خزيناً من الغاز وصل إلى نصف مليار متر مكعب.

حلول على ثلاثة مستويات
وأضاف السوداني أنه منذ بدء عمل حكومته في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي فقد شخصت الأسباب الحقيقية التي تلامس أزمة الكهرباء ولذلك وضعت حلولاً لأزمة الكهرباء منها الآنية والمتوسطة وبعيدة المدى.
وأوضح أن الحلول متوسطة المدى ستغني العراق عن استيراد الغاز كما أن عقود استثمار الغاز ستوفر 600 مليون متر مكعب قياسي.
واشار الى ان الجهات المعنية في وزارتي الكهرباء والنفط قد توجهت بقوة نحو صيانة المحطات الكهربائية وأكملتها قبل بداية الصيف الحالي.

غاز بديل من قطر وتكمانستان
وكان السوداني قد وجّه رئيس الحكومة أمس بالعمل على إنجاز البدائل والحلول السريعة وبحث تزويد المولدات الأهلية بالوقود مجاناً أو بأسعار رمزية، مع الاستمرار بالجهود التي بدأتها الحكومة لاستيراد الغاز من تركمانستان وقطر.
كما وجّه وزارة النفط بضرورة حسم ما تبقى من تراخيص الجولة الخامسة للاستثمار الغازي والنفطي والعمل مع الشركات العالمية لتطوير حقول الطاقة.. وأكد على أهمية إسراع وزارة الكهرباء بالمضي بالاستثمار في محطات التوليد والإنتاج والعمل بشكل عاجل على مشاريع توليد الطاقة الشمسية.

انقطاع نصف الغاز الإيراني
ومن جهته أوضح وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل إن "انخفاض معدلات تجهيز المواطنين بالكهرباء جاء بسبب انقطاع أكثر من نصف الغاز المستورد من إيران عن المحطات الإنتاجية والذي تسبب بفقدان 5 آلاف ميغاواط بالإضافة إلى فقدان ألف ميغاواط من خطوط الربط التي تعرضت للإطفاء أيضاً بسبب تأخر دفع المستحقات" الإيرانية على العراق.
وبين أن "مباحثات مهمة مع الجانب الإيراني ستعقد خلال أيام بشأن ذلك معرباً عن أمله في أن "يتفهم إيرانيون وضع المنظومة وارتفاع درجات الحرارة ويعيدوا كميات الغاز المورد".
وأوضح الوزير العراقي أن وزارة كهرباء سددت ديونها لإيران بالكامل إلا أن القضايا المتعلقة بين مصرف الـتجارة العراقية الموضوعة فيه مبالغ المستحقات بسبب العقوبات الأميركية تمنع تحويل المبالغ وهذه المشكلة تدفع ثمنها وزارة الكهرباء والمواطن".