إيلاف من روما: أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، عن صدمتها الشديدة من استخدام صورها وصور نساء أخريات، بينهن شقيقتها أريانا ميلوني، وزعيمة المعارضة إيلي شلاين، ضمن محتوى مُحرّف تم تداوله على منصة رقمية إباحية تحمل اسم "Phica"، قبل أن يُعلن القائمون على الموقع إغلاقه يوم الخميس، ملقين اللوم على المستخدمين في "سوء استخدام المنصة".
الصور المنشورة أُخذت من حسابات عامة وخاصة، وتم التلاعب بها رقميًا بوسائل تُعرف في الأوساط التقنية باسم "التزييف العميق" (Deepfake)، وهو نوع من المحتوى المُنتج باستخدام الذكاء الاصطناعي، يُعدّل ملامح الأشخاص أو أجسادهم في صور أو فيديوهات دون علمهم أو موافقتهم.
بحسب ما ورد في صحيفة كورييري ديلا سيرا، قالت ميلوني:
"أشعر بالاشمئزاز مما حدث. أود أن أعرب عن تضامني ودعمي لجميع النساء اللواتي تعرضن للإساءة والإهانة والانتهاك".
وأضافت محذّرة من التساهل في مواجهة مثل هذه الانتهاكات الرقمية:
"من المؤسف أن نلاحظ أنه في عام 2025، لا يزال هناك من يعتبر أنه من الطبيعي والمشروع أن يدوس على كرامة المرأة ويستهدفها بالإهانات الجنسية والمبتذلة، مختبئين وراء عدم الكشف عن هويتهم أو لوحة المفاتيح".
الاستخدام الخاطئ للذكاء الاصطناعي:
تشير المعطيات إلى أن الصور المعنية تم إنتاجها باستخدام أدوات تعتمد على النماذج اللغوية الكبرى وتقنيات التعلم الآلي، ما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه الأدوات في المجال العام، خاصة عندما تتحوّل إلى أدوات "سلاح رقمي" يفتك بالسمعة والأمان الشخصي، كما وصفتها ميلوني في تصريحها.
منصة Phica، التي اشتُق اسمها من تحوير لفظي لكلمة عامية تشير إلى الأعضاء التناسلية الأنثوية، انطلقت عام 2005، وبلغ عدد مستخدميها المسجلين أكثر من 700 ألف شخص قبل إغلاقها. وقد بدأت السلطات الإيطالية تحقيقًا رسميًا بعد تقدم سياسيين من الحزب الديمقراطي (يسار الوسط) وعدد من النساء البارزات بشكاوى قانونية موثّقة.
أرقام مقلقة
وفق دراسة نُشرت عام 2019 عن جامعة ميلانو، فإن واحدة من كل خمس نساء في إيطاليا (أي 20%) تعرضت لشكل من أشكال التلاعب الرقمي أو إعادة توزيع صور خاصة دون موافقة، في انتهاك مباشر لما يُعرف بـ"الخصوصية الرقمية".
في السياق ذاته، قامت شركة ميتا الأسبوع الماضي بإغلاق حساب إيطالي على منصة "فيسبوك" يحمل اسم "Mia Moglie" (زوجتي)، بعد تلقي بلاغات بشأن قيام مستخدمين بنشر صور حميمة لنساء – بعضهن زوجات أو شريكات – ضمن تعليقات جنسية أو مسيئة.
السياق القانوني
تُعد إيطاليا من الدول الأوروبية التي تبنّت مؤخرًا تشريعات أكثر صرامة لحماية الأفراد من التحرش الرقمي وانتهاكات الصور الشخصية. إلا أن الخبراء يرون أن هذه الإجراءات لا تزال قاصرة أمام السرعة التي تنتشر بها المحتويات المعدّلة على الإنترنت، خاصة تلك المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وقد دعت ميلوني إلى "معاقبة المسؤولين بأقصى قدر من الحزم"، مشيرة إلى أن مثل هذا المحتوى، "حتى إن بدا غير ضار"، يمكن أن يتحوّل في الأيدي الخطأ إلى أدوات تهديد وإذلال وتشهير.












التعليقات