عندما يستمع المرء الى تصريحات المسؤولين الامريكيين في الادارة الامريكية الحالية فإنه يشعر بالغثيان والتقزز وبنفس الوقت فإنه يشعر بالمرارة والالم والحسرة على ما آلت اليه الامور في عالمنا العربي بالذات. ومن ابرز هذه التصريحات الامريكية والمقززة ما قاله بالأمس وزير الخارجية الامريكي كولن باول بأن قناة الجزيرة الفضائية «تشجع الارهاب» وتفجر «احط الغرائز» في الشرق الأوسط!!
إن هذا التصريح بحق قناة فضائية عربية اعتمدت الموضوعية ونقل الحقيقة للعالم بعد أن كانت حكراً على وسائل الاعلام الامريكية والغربية يدل دلالة واضحة على أن هذه القناة العربية اختارت ان تقف الى جانب الحق والحقيقة والى جانب الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها والى جانب دحر الظلم والعدوان وانتهجت في مسارها الرأي والرأي الاخر واعتمدت على حرية الكلمة التي هي المقدمة الأولى للديمقراطية.. وان نجاح الديمقراطية يعني القضاء على الارهاب لأن الارهاب ياسيد «باول» لا يعيش الا في ظلام القمع والظلم والاضطهاد والدكتاتورية وبالتالي فان حربكم المعلنة ضد قناة الجزيرة هو التشجيع الحقيقي على الارهاب.
ولعل التصريح الامريكي الثاني «المقزز» الذي صدر بالامس على لسان المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض الامريكي يصب في هذا الاتجاه عندما وصف سحب الفلبين قواتها من العراق بأنه «تشريع للارهاب» فطالب حكومة الفلبين بالرجوع عن قرارها وإلا!!!
لكن الحكومة الفلبينية لم ترضخس لهذه التهديدات واستجابت لمطالب شعبها واسرة الرهينة المختطف واعلنت انها ماضية في قرارها بسحب جنودها من العراق رغم التهديدات الامريكية لأن هذه الحكومة احترمت «التشريع الفلبيني واحترمت ارادة شعبها واحترمت «المواطن» الفلبيني وحقه في الحياة على العكس تماماً من هذه الادارة الامريكية التي زجت بأبنائها المواطنين في حرب غير عادلة وغير شرعية وغير مبررة وها هم الجنود الامريكيون يتساقطون بالعشرات يومياً قتلى وجرحى في العراق والادارة الامريكية رغم ذلك غير عابئة او مهتمة او مكترثة بحياتهم وحياة اسرهم وهذا ما يدفع الى التساؤل هل هؤلاء الجنود امريكيون حقاً ام انهم من المرتزقة والمأجورين؟!!
إن تصريحات المسؤولين الامريكيين الأخيرة «الفجة» و«المستنكرة» بحق قناة الجزيرة الفضائية وحكومة الفلبين واتهامها بتشريع الارهاب ينسجم مع ما اعلنه رئيسهم جورج بوش «بأن من ليس معنا فهو ضدنا» وبهذا التصريح الذي تجاهل فيه ارادة الشعوب الاخرى فإن ذلك يعني تشريع الارهاب.. وارهاب التشريع»..
التعليقات