الحياة: الإثنين: 20 ـ 06 ـ 2005

تعامل استثنائي مع التائبين والمتراجعون كثر... لجنة في سجون السعودية لمناصحة المنتمين لـ «القاعدة»


الرياض - مصطفى الأنصاري

علمت «الحياة» أن وزارة الداخلية السعودية أنشأت لجنة خاصة لمناصحة المعتقلين في السجون التابعة لها، بتهم الانتماء لتنظيم «القاعدة»، أو التورط في أعمال إرهابية، والذين اصطلح محلياً على تسميتهم بأفراد «الفئة الضالة».

وبعد مضي نحو عامين على إنشاء اللجنة التي جرى التكتم عليها بهدف «أن تؤتي ثمارها بعيداً من الضجيح الإعلامي».

وقالت مصادر موثوقة لـ «الحياة»: «إن الدعاة والعلماء أعضاء اللجنة التي تم تشكيلها بتوجيه من وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وإشراف مباشر من مساعده للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، أفلحوا في إقناع أعداد كبيرة من المنتمين إلى الفكر المنحرف في السجون السعودية، سواء المتورطين في أعمال إرهابية مباشرة أو المحرضين بالتراجع عن معتقداتهم».

وأضافت المصادر أن اللجنة «أوكلت المهمة الى شخصيات دينية متزنة تشرف على حلقات التحاور التي تنظم داخل السجون في مناطق عدة من المملكة، بينها مكة والمدينة والرياض والمنطقة الشرقية والباحة، الأمر الذي مكنها بعد توفيق الله من تحقيق نتائج طيبة في فترة وجيزة».

وأكد أحد المشاركين في محاورة بعض المنتمين للفئات الإرهابية في السجون السعودية لـ «الحياة» (مفضلاً عدم ذكر اسمه) أن «المجموعات التي نتحاور معها متفاوتة في معتقداتها وسلوكها، أسوأ الفئات هي التي ترفض الدخول في الحوار بشكل قطعي. وفئة ثانية هي من لديهم من الشجاعة ما يدفعهم للقبول بمبدأ التحاور مع الدعاة، ولكن من باب إقامة الحجة على الدعاة أنفسهم - كما يقولون - وهذه الفئة يصدر عنها بعض السلوكيات الظريفة نوعاً ما. فأحدهم، مثلاً، عندما ناقشته في بعض المواضيع بادرني بصوت حاد قائلاً : إنني أبغضك في الله. أنتم تزينون الباطل للناس».

وزاد: «أما الفئة الثالثة فهي التي تبدو عليها ملامح الندم على بعض ما ارتكبته، خصوصاً الذين غرر بهم بعض زملائهم»، مشيراً إلى أن «هؤلاء جميعاً يتحاور الدعاة معهم، وتتفاوت استجابتهم للمناصحة، بتفاوتهم على النحو الذي ذكرنا، والفضل في ذلك لله، ثم للدولة التي كان هدفها الأكبر هو تخليص أبنائها من الأفكار المنحرفة التي تدمر حياتهم ومستقبلهم، وتعاملها معهم بشكل حضاري، ولم تتعامل معهم كمجرمين، على رغم أنهم فعلاً تورطوا في جرائم مختلفة».

يذكر أن «لجنة المناصحة» التي تنشط في هذا الاتجاه، تتبع إدارة العلاقات والتوجيه في وزارة الداخلية، وإدارة الشؤون العامة في المباحث العامة.