قوات الأمن رصدت العوفي خارج الحي وأردته قتيلا بجوار منزل مضيفه
المدينة المنورة: على الزيد، الوطن:
جلب صالح محمد العوفي، زعيم المطلوبين أمنيا والذي لقي مصرعه أول من أمس، الموت لآخر شخص اختار طريق الضلال فتستر عليه في منزله، ولييتم اثني عشر طفلا وطفلة هم أبناء مضيفه محمد بن عبدالله عويضة، الذي لقي حتفه هو الآخر في المواجهة الأمنية الثقيلة بحي "البحر" بالمدينة المنورة.
وتطابقت معلومات المصادر وشهود العيان لتعطي سيناريو للموقعة التي حولت الحي إلى قطعة من نار امتلأت بالرصاص والقنابل والدخان قبل أن تنتهي إلى نصر أمني بالإجهاز على العوفي وإغلاق ملف أكثر أسماء الإرهاب ترددا في الآونة الأخيرة.
وبدا من شبه المؤكد أن إرهاصات المواجهة جاءت مع صالح العوفي حين قدومه من خارج الحي إلى منزل مضيفه في حي "البحر" محمد عويضة، قريبا من الساعة العاشرة صباحا، ليتفاجأ قبل دخوله إلى المنزل بأن قوات الأمن كانت تترصده مبكرا، أثناء تحركه خارج الحي، طمعا في الوصول إلى مخبئه.
انطلق العوفي يوزع الرصاص راكضا بين جانبي المبنى دون أن يفر من الموقع، معطيا الفرصة للتعزيزات بالوصول سريعا إلى المربع السكني حيث المبنى الذي يستضيف العوفي، والذي يمتلكه رفيقه المقتول محمد عويضة.
وحسب أهالي العمارة السكنية المقابلة لمبنى عويضة، فإن صالح أخذ يجري ذهابا وجيئة مطلقا الأعيرة النارية على المساحات المفتوحة على جانبي المبنى، ذلك قبل أن يأخذ بالطرق على باب مبنى رفيقه طالبا منه فتح الباب الحديدي.
إلى ذلك، دخل العوفي مع رفيقه عويضة إلى المبنى ليتخصر الأول بحزامين ناسفين ويتزود الاثنان بالذخيرة، الأسلحة والمتفجرات. ومن داخل المبنى، واصلت المجموعة إطلاق النيران وقوبلت بنيران كثيفة من رجال الأمن، اخترقت نافذة اتخذها أحد أفراد المجموعة الإرهابية منصة للإطلاق، فيما أتت النيران على جزء من الجدار الجانبي للمبنى.
ومع تقدم الفرق الأمنية صوب واجهة المبنى، وكثافة النيران، اعتقد العوفي، قائد مجموعة الإرهابيين في المواجهة، أن بإمكانهم الفرار عبر ساحة خربة تلاصق مبنى عويضة من الخلف، وبذلك همت المجموعة بقفز السور الذي يحيط الساحة منحدرين إلى المنزل المهجور فيها، حين اضطروا إلى اتخاذ موقعهم الجديد كخندق بعد تفاجئهم بأن فرق الطوارئ الخاصة كانت قد شكلت طوقا من نار حول كامل المبنى والمربع السكني الذي يضمه.
إذ ذاك، بدأ صالح ورفيقاه في إطلاق كل ما بحوزتهم من ذخيرة بعد أن اكتشفوا أن كمينا أمنيا محكما أوقع بهم. وأردت رصاصة في الرأس محمد بن عبدالله عويضة فور خروجه من أمام الساحة التي قفزت إليها المجموعة، فيما تفجر الحزام الناسف في خاصرة صالح العوفي مخلفا مشهد جثة مجوفة البطن. أما ثالث المجموعة، ويعتقد أن اسمه فهد السمان، فأصيب في قدميه ونقل حيا من الموقع، وهو جار لمحمد عويضة. فيما تتضارب الأقوال حول الشريك الأخير في المجموعة الرباعية.
وحول أعضاء مجموعة الأربعة، روى أهالي حي "البحر" تفاصيل بدت منسجمة مع طبيعة محمد بن عبدالله عويضة المتشددة و التي سمحت له بإيواء صالح العوفي.
وقال محمد مطبقاني، مالك المبنى الملاصق لمبنى عويضة، إن العضو الرابع في المجموعة هو أحد أقدم أهالي الحي، إن السكان "لاحظوا شخصا كان يتردد على مبنى عويضة طوال أيام وحتى يوم المواجهة، إلا أنه لم يكن ضمن المقتولين أو المصابين في العملية". وأضاف أن بعض الأهالي رصدوا الأخير قبل لحظات من بدء المواجهة.
ويتفق أهالي الحي على أن محمد عويضة لم يستضف صالح العوفي إلا في غضون الأيام الخمسة الماضية، فيما أشاروا إلى أن حركة نقل حاجيات إلى المبنى أثارت الانتباه في اليومين الأخيرين.













التعليقات