في يوم من الأيام هاجم الأستاذ الكبير محمد التابعي موسيقارنا العظيم محمد عبد الوهاب في سلسلة من المقالات الفنية عنوانها: فن حرامية!

يعني أن محمد عبد الوهاب سرق ألحانه من كبار الموسيقيين في العالم، عشرين جملة من بتهوفن وخمسا وعشرين من أوفمنباخ وافتتاحية من فردي ورقصة من موتسارت، ووجد الأستاذ التابعي من يقف وراءه، إلا أنا!

فقد رأيت أن محمد عبد الوهاب رجل مثقف، والثقافة تنتقل من فنان إلى فنان إلى أديب، ولا عار في ذلك!

وقد حدث هجوم كثيف على كاتبنا الكبير توفيق الحكيم، وقالوا: لص، والحقيقة أن مقلبا قد وقع فيه الكاتب الكبير، فقد روى له أحد الصحافيين حكاية أعجب بها الحكيم، وجعلها مسرحية من فصل واحد. وكانت الفضيحة، فالزميل الصحافي حكى لتوفيق الحكيم قصة فيلم معروض في القاهرة في ذلك الوقت.

واستمرت الحملة على توفيق الحكيم.

وتصادف أن كان الرئيس عبد الناصر في روسيا، فلما عاد سمع بهذه الحملة، وتضايق وأوقف الحملة على توفيق الحكيم، ونقلوا عنه أنه قال: إنني عندما كنت في روسيا وجدتهم يتحدثون عن اختراعاتهم، أو الاختراعات التي لغيرهم ونسبوها لأنفسهم، فقد قالوا إنهم الذين اخترعوا الراديو، مع أن الذي اخترعه الإيطالي (ماركوني)، وإنهم اخترعوا الهاتف، مع أن الذي اخترعه الأميركي (بل)، وإنهم اخترعوا السيارة مع أن الذي اخترعها (فورد) الأميركي، وإنهم اخترعوا الصواريخ مع أن الذي اخترعها (فون براون) الألماني، فكيف نجرد عظماءنا من صفاتهم التي نفخر بها!

وربما كان هذا أصدق وأنبل موقف للرئيس عبد الناصر!