الإثنين: 19. 09. 2005

كما كان للقرار 1559 أثره الفعال في السياسة الدولية على مستوى سيادة الدول, حيث أجبرت سورية على الانسحاب من لبنان, وحيث سيجبر حزب الله على تسليم سلاحه, وبموجب هذا القرار استعاد لبنان حريته كما استعاد اللبنانيون كرامتهم, وبذلك فتح هذا القرار مبدأ حق التدخل الدولي في الشأن الداخلي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
كذلك القرار رقم (1626) الذي يجب على كل كاره ورافض للإرهاب وللجماعات الدينية أن يتذكر هذا الرقم جيداً, لأنه الخطوة الدولية الأولى للقضاء على الارهاب الذي تقوده الجماعات الدينية الإسلاموية والمؤيدة للعنف بكل أشكاله ودرجاته. يدعو هذا القرار كل الدول ال¯ 191 الأعضاء في المنظمة الدولية الى (الحظر القانوني للتحريض على ارتكاب عمل أو أعمال إرهابية) وكذلك الى »منع إيواء« أي شخص يشتبه حتى في تحريضه على الإرهاب.
هذا القرار نتيجة للجهد الإنساني العظيم لثلاثة مفكرين عرب, د. العفيف الاخضر, شفاه الله من مرضه, ود. شاكر النابلسي, ود. جواد هاشم, من الليبراليين المؤمنين بحق الإنسان, كل إنسان, أن يمارس كل حقوقه الإنسانية التي أقرها الميثاق الدولي لإعلان حقوق الإنسان, والذي يعود الفضل فيه الى الثورة الفرنسية التي اعلنت مبادئ الحرية والإخاء والمساواة لكل بني البشر, وهو الإعلان الذي ترفضه جميع الجماعات الدينية بتحفظاتها الدينية المزعومة, هؤلاء المفكرين الليبراليين الثلاثة الذين تقدموا باقتراح تشكيل محكمة دولية تحاكم كل من يؤيد الإرهاب محاكمة دولية على غرار مجرمي الحرب, لأن هؤلاء ضد الإنسانية. وللأسف ان القرار (1626) لم يتضمن كيفية تنفيذ الحظر القانوني الوارد في نص القرار, كما أنه لم يشمل الجماعات الدينية التي تؤيد العنف في أدبياتها الفكرية مثل جماعة السلفية الجهادية وجماعة الاخوان المسلمين, لكنها الخطوة الاولى في الطريق الدولي لمواجهة الإرهاب العالمي. وشكراً لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي كان له الفضل في حض المنظمة الدولية على تبني هذا التوجه, ولم تذهب دماء الابرياء هدراً, وان كانت حياتهم ثمناً باهظاً لإصدار مثل هذا القرار.
من جانب آخر, نتمنى ان تتلاحق القرارات المكملة للقرار (1626) بمعاقبة الدول التي تحتضن الجماعات الدينية التي تشجع الارهاب الدولي من خلال تأييد »غزوة منهاتن« وما يشابهها من أعمال إرهابية كما حدث في السعودية او مدريد أو لندن اخيراً, الامر الذي سيؤدي الى اصدار قوانين ملاحقة دولية لإلقاء القبض على أمثال هؤلاء أينما حلوا من دون ان تحميهم حصانة برلمانية او سياسية باعتبارهم مسؤولين كباراً, اذ حان الوقت لضرب الجماعات الدينية التي تشجع على الارهاب, وكذلك من يمارسون هذا التشجيع بصورة مستقلة من على المنابر مثلا او في الندوات الدينية. لقد آن الأوان -دوليا- للتدخل السافر في شؤون الدول التي تؤوي مثل هذه الجماعات وأمثال هؤلاء الاشخاص, وفرض عقوبات دولية عليها. لقد حان الوقت لكي تتخلى الولايات المتحدة عن نفاقها لهذه الدول بحجة أنها دول حليفة أو صديقة.
هذه الخطوة الدولية الاولى, بالاضافة الى خطوات لاحقة لازمة بالملاحقة القانونية لكل من يشجع على الارهاب سواء بالخطابة او الكتابة او الشعر والنثر, ستوفر مناخاً آمناً للناس وللمستقبل حيث سيحسب الشباب الذين ضللتهم الجماعات الدينية في تشجيعها للإرهاب, حساباً لما سيواجهونه فيما لو قرروا سلوك هذا السبيل الاجرامي, كما أنه سيقطع الطريق على الإرهابيين الذين يلجأون الى الدول الغربية بعد صدور أحكام قضائية ضدهم في بلدانهم. فعلاً لقد جاء الوقت الذي يحتاج فيه من يؤيد الإرهاب ان »يصب« الماء على لحيته جيداً.
شكراً للعفيف الاخضر, وشاكر النابلسي, وجواد هاشم الذين أثاروا انتباه المنظمة الدولية الى خطورة هذه المشكلة, وشكرا لكل من ساهم في تأييد هذا القرار, وشكراً لكل من سيكون له دور في إصدار قرارات لاحقة. الآن والآن فقط أصبحت الطريق لاحفادنا آمنة وسالكة إلى حد كبير.

* قال المرحوم الشاعر نزار قباني: ومتى استقام مع النساء حساب?
تصريح الفنانة روبي المنشور في »الوطن« السبت الماضي, يصدق قول الشاعر: عفارم روبي عفارم!

كاتب كويتي