ريتشارد هالوران
أصدر مؤتمر عقد في مكة وضم زعماء يمثلون المسلمين في رقعة واسعة تمتد من المغرب حتى جنوب الفلبين، مروراً بالشرق الأوسط وجنوب آسيا، إدانة نادرة ولكنها مدوية للارهاب، جاء فيها ان العنف يجب ان يدان ldquo;بكل أشكاله وتجلياتهrdquo;.
ولكن، يبدو ان أحداً خارج العالم الاسلامي، لم يكد يسمع فيما يبدو عن البيان الاسلامي. ولذلك، فإن ldquo;إعلان مكةrdquo; الذي حظي بموافقة الزعماء المسلمين، لا يتوقع له ان يواجه الشكوى الشائعة في الغرب من ان قلة قليلة من المسلمين البارزين قد دانت الارهابيين الذين شوهوا سمعة الاسلام.
وفي مسعى للتخفيف من أثر صورة الاسلام المشوهة الآخذة في الانتشار باعتباره مصدراً للعنف ضد الأبرياء، اجتمعت منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم حكومات 57 دولة اسلامية، على مدى يومين في وقت سابق من الشهر الماضي في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، للتوكيد ان المسلمين لا يقلون في مناوأة الارهاب عن غيرهم من الأمم الأخرى.
وكان من بين كبار المتحدثين العاهلان السعودي والمغربي، ورئيسا وزراء ماليزيا وبنجلاديش، ورؤساء أفغانستان وباكستان وتونس. وإلى جانب إعلان مكة، أقروا خطة عشرية، ترمي ضمن أمور أخرى، الى محاربة الارهاب، واظهار ان الاسلام ldquo;دين اعتدال وتسامحrdquo;.
ويبدو ان المؤتمر الاسلامي، الذي تأسس سنة ،1969 ظل حتى الآن نادياً للحوار والنقاش بدلاً من ان يكون مؤسسة ناشطة، على الرغم من ان أعضاء كثيرين قالوا إنهم يودون رؤيته ينشط لحل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. ومقره الرئيسي في العربية السعودية.
وخلافاً لمعظم المتحدثين، سكت الرئيس الايراني عن الارهاب، ولكنه اتهم الغرب بالسعي الى تدمير الاسلام. وقال احمدي نجاد ldquo;إن الغرب يرمي الى إبعاد القيم الاسلامية وإحلال القيم الغربية محلهاrdquo;. وادعى ان المحرقة النازية كانت ldquo;خرافةrdquo;. وكان قد طالب مؤخراً في مناسبتين مختلفتين، بأن تُمسح ldquo;اسرائيلrdquo; عن الخريطة، او ان ينقل ldquo;الاسرائيليونrdquo; الى أوروبا او أمريكا الشمالية.
ومن بين المتحدثين في مكة، كان الأمين العام للمؤتمر، أكمل الدين احسان أوغلو من تركيا، الأكثر مباشرة إذ قال ldquo;انه لا يحق لنا إلقاء اللوم على الآخرين، في المشكلات التي تخصنا نحن. ان الارهاب جريمة يجب ان يدينها كل مسلمrdquo;.
وقال عبدالله احمد بدوي، رئيس وزراء ماليزيا، الذي أصبحت بلاده رغماً عنها ملاذاً للارهابين، ان مجتمع المسلمين في العالم كله ldquo;لم يعد بوسعه ان يكون في حالة نفي وإنكارrdquo;، بل يجب عليه ان ldquo;يبين الصورة الحقيقية للاسلامrdquo;.
وكانت رئيسة وزراء بنجلاديش صريحة، إذ قالت ldquo;يجب تعريف الارهابي، بأنه مجرد ارهابي، بصرف النظر عن لونه او عقيدته او دينه، ونحن ندين الارهاب على هذا الأساس وبجميع صيغه وأشكالهrdquo;. وقد اتخذ الجنرال برويز مشرف، رئيس باكستان، الذي كان جهاز مخابراته ذات يوم وثيق الصلة بارهابيي حركة طالبان في أفغانستان المجاورة، موقفاً جديداً، حيث قال: ldquo;ان أعمال الارهاب الخرقاء، التي ارتكبتها حفنة من الأفراد المضللين الذين يدعون انهم يعملون باسم الاسلام، قد شوهت سمعة ايماننا النبيل بالسلام، والتسامح والعطفrdquo;.
وقد عكس وجهة النظر هذه، مضيف المؤتمر، العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إذ قال ان ldquo;الوحدة الاسلامية لن تتحقق بسفك الدماء، كما يصر المارقون على الادعاء به في تيههم وضلالهمrdquo;. وكان العديد من الارهابيين الذين شنوا اعتداءات 11/9 سعوديين، وكذلك أسامة بن لادن.
وقد ركز العاهل المغربي الملك محمد السادس على العراق، متطلعاً الى اليوم الذي يتمكن فيه العراقيون من استئصال ldquo;عصابات الارهاب الاسلامية التي تهدد حياة الناس الأبرياء كل يومrdquo;، والناس الأبرياء هم العراقيون أنفسهم.
ولكن الإدانة الاسلامية للارهاب غرقت في مياه البركة الدولية مثل حجر صغير، لأن منظمي المؤتمر لم يفعلوا سوى القليل فيما يبدو، من أجل ايصال رسالتهم، الى منتقديهم الغربيين على وجه الخصوص.
ونشرت وكالة ldquo;اسوشيتدبرسrdquo; والصحافة في الدول الاسلامية تقارير مقتضبة عن المؤتمر وما دار خلاله. اما رسالة البريد الالكتروني التي بعثنا بها، نسأل فيها عما توصل إليه المؤتمر، فقد ظلت دون رد.
التعليقات