الثلاثاء:10. 01. 2006
كتب محرر الشؤون الدبلوماسية:
كشفت مصادر دبلوماسية خليجية ان الرياض والقاهرة طلبتا من الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته لهما في الـ 48 ساعة الأخيرة، laquo;كلمة أخيرةraquo; بشأن تعاون دمشق مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
وقالت المصادر ان العاصمتين أبلغتا الرئيس الأسد ان هناك استعجالا لدى كل من واشنطن وباريس ولندن للتوجه الى مجلس الأمن الدولي، لاستصدار قرار جديد وحاسم في حال تمسكه بموقف عدم التعاون مع لفت نظر الرئيس السوري الى أن لجنة التحقيق باتت الآن تمتلك الرواية الكاملة لعملية الاغتيال وتورط حوالي العشرين ضابطاً وعنصراً يعملون في اطار وحدة عمليات خاصة في الحرس الجمهوري الذي يرأسه ابن عمة الرئيس في العملية، وان مصادر هذه المعلومات لم تعد خافية على دمشق نفسها. وهي لا يمكن ان تتوافر من مصادر خارجية بل من مصادر في laquo;عمقraquo; النظام وعلى أعلى المستويات.
ومما يثير تساؤلات اضافية هو الاتهام الذي ساقه الأسد نفسه لوزير الداخلية laquo;المنتحرraquo; غازي كنعان ولنائبه السابق عبدالحليم خدام مع ان بعض المعلومات الخاصة جداً حول مضامين بعض الاجتماعات التمهيدية للاغتيال لا يمكن ان تتوفر فيهما.
ويفترض، حسب المصادر، ان ترفض الرياض والقاهرة تعاوناً مجتزأ من الرئيس السوري، لأنه لا يمكن ايجاد طريقة لحفظ ماء وجهه في التحقيق تحت شعار حفظ سيادة واستقلال سوريا دون حفظ سيادة واستقلال لبنان، مع ما يتطلبه ذلك من وقف لسياسة الاغتيالات وتحريض بعض القوى لشق الحكومة اللبنانية، وكذلك انهاء ملف الرئيس اميل لحود الذي يعرقل قيام دولة قادرة على حفظ الأمن في لبنان.
لا بل تذهب المصادر الى ابعد من ذلك لتقول انه يفترض في زيارة وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل الأخيرة الى دمشق ان تكون استحصلت على ثلاثة شروط مسبقة لكي تحصل زيارة الرياض وهي:
الشهادة امام لجنة التحقيق الدولية، وتسليم المشتبه فيهم في الجريمة، ووقف سياسة الاغتيالات في لبنان، مع التنويه بان هناك اجماعا دوليا على هذه الشروط واعتبارها شروطا مسبقة لبحث اي موضوع مع الجانب السوري بما في ذلك وقف اي تهديد للنظام نفسه.
التعليقات