الأحد:22. 01. 2006

من نصدق؟! أفلام مسجلة تبثها تلفزيونات العالم ووكالات الأنباء، وصور ملونة في الجرائد تؤكد مبايعة الأسرة الحاكمة لسمو الشيخ صباح الأحمد لتقلد الامر، أم ورقة بيضاء على الفاكس بلا شعار ولا توقيع، تدعي ان بعض كبار الشيوخ يصرون على تولي سمو الشيخ سعد مقاليد الامارة!!
من نصدق؟! ما نراه ونعرفه عن التدهور المؤسف لصحة سمو الشيخ سعد العبدالله، والذي مضى عليه سنوات، وكان واضحا اثناء نقل استقبالات تلقي العزاء بالأمير الراحل، وكان مؤكدا لمعالي الشيوخ واصحاب السمو في زيارتهم لقصر الشعب العامر يوم الاربعاء الماضي، أم نصدق الدعاوى والاماني التي تقول بأن سموه قادر على تولي الامارة وادارة شؤون البلد، من تعيين ولي للعهد ورئيس مجلس للوزراء، الى قيادة القوات المسلحة؟!.
من نصدق؟! مجلس الوزراء الذي بيده مقاليد الامر، دستوريا تحت هذه الظروف، وهو يُفعّل المادة الثالثة من قانون توارث الامارة، بما يعني بدء الاجراءات التي ينص عليها الدستور عندما تحول حالة الأمير الصحية دون القيام بمهامه، كما هي الحال- للأسف - عند سمو الامير الشيخ سعد العبدالله، ام نصدق من يدعي بان سموه بصحة جيدة تسمح له القيام بالمهام الدستورية كما ينص عليها الدستور؟!
يؤلم الكويتيين ويبكيهم ما آلت إليه حالة الشيخ سعد الصحية، ولكنه قضاء الله وقدره ولا مناص من تقبل حكم الله في البشر.
ولعل اجمل واصدق وانبل ما قيل في هذا الامر ما تم تناقله عن الشيخ سالم صباح السالم حفظه الله، اذ قال يوم الاربعاء الماضي على مرأى ومسمع من الشيوخ -ما معناه- laquo;لا يزايد احد على حبي للشيخ سعد، فانا احبه اكثر من الجميع وانا اقرب اليه منكم، وانا الذي نال المرض من جسدي ولم ينل من عقلي لو عرضتم علي امارة الكويت لامتنعت عنها لان الكويت تستحق قيادة قادرة اكثر مني، ومن ثم فاني ارفض تعريض تاريخ الشيخ سعد للاحراج والشفقة، وارى ان يتنحى عن امارة الكويت، صح لسانك يا ابا باسل فقد كنت وما زلت شهما حكيما، وما اشد حاجة الكويت اليوم للشهامة والحكمة.
لذا فنحن نتساءل باستغرب، اين الحكمة في قيام البعض من افراد الاسرة بزعزعة مبايعة الاسرة والتشويش على سلاسة انتقال الحكم فيها، تحت ظروف مرض الشيخ سعد العضال؟!
ونستغرب ان يدخل سمو الشيخ سالم العلي الى مثل هذه المعمعة، وهو الذي قضى نصف القرن الأخير لا شأن له بالحكم ولا الحكومة؟!!
ونأسف أن يتحلق البعض القليل، الذي فقد مراكزه منذ تولي سمو الشيخ صباح رئاسة مجلس الوزراء، ليشوشر ويصارخ ويصر على تولي الشيخ سعد للإمارةفي ظروفه الصحية المؤسفة، التي تمنعه من الكلام والتركيز والتثبت.
فليتهم احترموا الكويت وشعبها، ولم يدعوا لان يكون أميرها الشيخ سعد بعدما شاء الله ان تنهار صحته وعافيته وذهنه.
وليتهم احترموا الأسرة الحاكمة من دعوتها لمبايعة الشيخ سعد بعدما قدر الله له وابتلاه بمرض لا يسعفه في حكم دولة أو ان يكون مرجعية لاسرة حاكمة.
بل ليتهم احترموا الشيخ سعد ذاته واحترموا تاريخه، وهم يزجون به في طرق وعرة من الاختلاف مع بقية الاسرة ومع الدستور ومع المنطق.
فأي استشارات شريرة تلك التي يصغون اليها؟! ألا يرون تأثيرها المضر في بورصة الكويت وارزاق الناس؟! واي نوايا سوداء يخبئونها خلف مطالبهم اللامعقولة واللامنطقية؟!
حمى الله الكويت من شرور بعض ابنائها ومطامعهم، اما الخارج فقد تكفل الاصدقاء بحمايتنا منه. والكويت لا تستحق ان تكون laquo;شماتةraquo; في فم الآخرين.

اعزاءنا

حوت خرج من بحره ودخل نهر التايمز ووصل الى لندن!! وحتى كتابة هذا المقال فإنه عالق هناك يحتضر، والمساعي الانسانية البريطانية قائمة على انقاذه واعادته الى بحره.
ترى كم حوت لدينا سيخرج من بحره الى غير بحره؟!
وهل عندنا من يستطيع انقاذه واعادته الى بحره؟