الإثنين:23. 01. 2006

سلوته الوحيدة شاشة تلفزيون ومكالمات مع أصدقاء الأمس

نواكشوطـ الخليج:

تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة ldquo;الأخبارrdquo; الموريتانية الصادرة أمس بنواكشوط تقريراً خاصاً عن حياة الرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولد الطايع وكيف يعيش في دولة قطر التي ذهب إليها لاجئاً بعد انقلاب الثالث من أغسطس 2005.

واستهلت الصحيفة تقريرها بالحديث عن فندق الشيراتون في الدوحة الذي قالت إنه لا يزال يشكل أحد المعالم البارزة للعاصمة القطرية، رغم الفنادق الفخمة التي تتكاثر مثل الفطر في إحدى أكثر المدن العربية سرعة في النمو.

وقال إنه بالنسبة للموريتانيين الذين يعملون في العاصمة القطرية أساتذة كانوا أم عاملين في ldquo;قناة الجزيرةrdquo; يشد الشيراتون دائرة اهتمامهم منذ غدا محط الرحلة الأخيرة لرئيسهم السابق ولد الطايع الذي حل برفقة أبنائه وزوجته ومدرس قرآن احتار طويلاً في قبول منفاه وهو الذي توقع ألا تدوم الرحلة خارج الوطن سوى بضعة أيام. أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تعرف إلى ولد الطايع في السنوات الأخيرة وأظهر حباً لموريتانيا، عرض السماح للرئيس المخلوع بالإقامة مجنبا قادة البلاد الجدد تبعات نزوات الحاكم السابق، وسعيه لاستعادة السلطة بأي ثمن.

وكانت ترجمة مشاعر الأمير بإشادته بالجيش الموريتاني الذي سيعيد الديمقراطية في الطرف القصي من العالم العربي على حد قوله، لكن ضيافة الأمير حرمت ولد الطايع من منفذ حرية منذ أن استساغ الحديث بعد الانقلاب عليه عبر ldquo;قناة العربيةrdquo; في المقابلة الشهيرة وبدا أن ذلك السجن الجميل ليس سوى معلمة الدوحة الشهيرة ldquo;الشيراتونrdquo;.

الرئيس السابق الذي اصطحب معه في رحلته إلى الدوحة اثنين من المرافقين العسكريين بينهم رئيس فريق الحماية، سرعان ما أجبر على التخلص منهما بعدما منعا من مزاولة مهامهما السابقة.

القطريون عينوا في اللحظات الأولى فريق حماية خاصاً، وهم الذين وضعوا حماية شخصيات بمثل هذه الحساسية في أعلى اهتماماتهم الأمنية منذ أن تسلل فريق من المخابرات الروسية لاغتيال رئيس شيشاني سابق. ضابط الصف محمد ولد المامي وزميله اضطرا بعدئذ للعودة الى نواكشوط ليكتشفا استبعادهما من الحماية المقربة، وإعادتهما لصفوف عملهما السابق في الحرس الوطني والشرطة. أما ولد الطايع فبدا أسيرا لنمط حياة صارم تفرضه الظروف الأمنية هو التلفزيون وسيلة التسلية الاولى.

البوابة التي تقود إلى شقة الرئيس في الطوابق العليا من الفندق لا تمر ببهو الاستقبال الفخم، وهو الأمر الذي يسهل المراقبة الأمنية الدائمة لمكان تتعايش فيه وبشكل منفصل، شخصيات متعددة اختارت العاصمة القطرية منفى إجبارياً واختيارياً، أحيانا الجناح الملكي يشكل مكاناً ملائماً لحياة مترفة، فالغرف مزودة بشاشة بلازما كبيرة، والأرضية مفروشة بالسجاد، ومطبخ الفندق يتوفر على خدمة دائمة، ولتلبية رغبات ولد الطايع الذي بدا في فترات إقامته الأولى منزعجاً أدخل طبق التقاط جميع القنوات العربية، بما فيها التلفزيون الموريتاني، وقناة (العربية)، وقناة (الجزيرة)، التي تبث من على بعد بضعة كيلومترات من المكان.

شيئان لم يفارقا الرئيس السابق: جهاز الريموت كونترول الذي يغير المحطات وجهاز الهاتف الجوال (الرومينج) الموريتاني. ولد الطايع كان يتابع (الجزيرة) و(العربية) نهارا، وبالليل يتسمر أمام القناة الموريتانية حيث تابع المسيرات المؤيدة لحكام نواكشوط الجدد، كما تابع مؤتمر الحزب الجمهوري الذي بني عليه بعض الأمل قبل ان ينقلب عليه، حسب بعض المصادر حيث نُقل عنه وصفه لهم: ldquo;إنهم كذابون، لا يفون بالعهد، وإنه كان يأمل سجنهم لأنهم ليسوا أوفياء للوطنrdquo;. ولد الطايع تابع أيضا الرحلات المكوكية للرئيس أعلي ولد محمد فال والاستقبال الذي كان يخص به في العواصم العربية والإفريقية إلا أن أكثر الأوقات التي أنفقها كان الحديث عبر الهاتف وأحد أكثر الذين يتحدث اليهم هو مفوض الاتحاد الإفريقي ألفا عمر كوناري صديقه، والذي بني عليه آمالا عريضة في استصدار قرار إفريقي يطالب بعودته إلى الحكم، كما تحدث مطولا للصحافي الفرنسي ورئيس تحرير جون أفريك ldquo;فرنسوا سودانrdquo; وعدا ساعات المشاهدة والحديث نادراً ما كان يغادر الفندق بشكل كامل، فالشاطئ الخاص بالفندق يمنحه فرصة ممارسة رياضة المشي برفقة حراسه القطريين، كما أنه يشاهد أحيانا في بعض فنادق الدوحة الفخمة مثل ldquo;الفور سيزونrdquo; الذي ترتاده النخبة من سكان وزوار قطر.