توقيع
فاتح عبدالسلام
ما يحدث في الكويت التي تمتلك برلماناً مستقراً في هيكليته منذ ثلاثة عقود يجب ان يكون نصب عيون العراقيين في اثناء بدء برلمانهم الجديد المنتخب اعماله. ففي الكويت صراع بين اطراف العائلة الحاكمة لحسم الخلافة علي الامارة وعلى البرلمان لديهم ان يكون مستوعباً لتلك الخلافات ومستجيباً لما يصدر عن ذلك، فالبرلمان الكويتي رهن عائلة تحكم وتشتعل فيها الصراعات التي لا تحتملها أوضاع الكويت المتناهية في الصغر. وذلك شأنهم لكن على العراق ان يدقق في الدروس القريبة.
الكويتيون باعوا العراقيين دروساً لا تحصي في الديمقراطية والحكم الدستوري وأهمية الخلاص من القبضات الفردية والعائلية للحكم في العراق ووصلت تصريحات مسوؤلين ونواب لديهم الي حدّ الاجتهاد في الشأن الداخلي ولولا معرفتهم بطبيعة العراقيين، مهما كان طابع حكمهم، لحدثت تماديات اكثر.
ولأن جراح العراقيين كبيرة وغائرة ومتعددة ومن الصعب عليهم ان يلتفتوا على أحد للرد عليه سلباً او ايجاباً، نصحاً او علماً، فليس امامهم سوي الافادة من المسرحية المعروضة في البرلمان الكويتي حول التنصيب، وعلي البرلماني العراقي الواعد ان يرى في مرايا تلك المسرحية صورته قبل ان يباشر عمله تحت القبة في بغداد، فمن السخرية والوقوع في المحظور العراقي الذي لا خروج منه ان يظهر ممثلو الشعب علي صورة أدوات بيد حكام وعوائل.
التعليقات