هناء دكروري


تنبأ البعض بأن يكون عامrlm;2006rlm; عاما رهيبا لوزيرة التعليم البريطانية روث كيليrlm;,rlm; ولكنهم لم يتوقعوا أن تبدأ الأزمات بهذه السرعة والقوةrlm;. rlm;
فمنذ أسبوعين قامت الدنيا ولم تقعد بعد الكشف عن أن مدرسا للتربية البدنية في احدي المدارس في نورفولك مدرج اسمه بقائمة المتهمين بجرائم جنسيةrlm;,rlm; وأن الشرطة كانت قد وجهت له تحذيرا بسبب تصفحه مواقع اباحية للأطفالrlm;.rlm;

وبرغم خطورة الأمر وما أثاره من قلق وغضب بالغين لدي أولياء الأمورrlm;,rlm; إلا أنه كان يمكن السيطرة علي الموقف بسرعة واحتواؤهrlm;,rlm; لكن رد فعل كيلي الذي لم يرق الي مستوي الحدث وفشلها في تهدئة نفوس أولياء الأمور والاجابة عن اسئلتهم الملحة بصورة فوريةrlm;,rlm; جعل مستصغر الشرر يتحول الي حريق هائل وانقلبت الأسئلة الي ادانات للوزيرة بالتقصير وان المنصب الذي تتولاه أكبر من قدراتهاrlm;.rlm;

وانطلقت الصحف في شن حملة انتقادات ضد وزيرة التعليمrlm;,rlm; اتخذت في كثير من الأحيان منعطفا شخصياrlm;,rlm; فأعادت الصحف تفجير مسألة انتماء كيلي لمنظمة اويس دي وهي منظمة كاثوليكية سرية تثير الكثير من علامات الاستفهامrlm;,rlm; كما استغلت الصحف تصريحات كيلي السابقة بأن أمسياتها ملك لأبنائها الأربعة وليس للعمل وأنها لا تحمل أي أوراق لدراستها بالمنزلrlm;,rlm; للتدليل علي عدم مناسبتها لتولي مثل هذا المنصب المهمrlm;,rlm; فالوزارة ليست وظيفة بمواعيد محددةrlm;,rlm; ناهيك عن أن وزارة التعليم تحديدا هي الأكثر حساسية فإغفال أي تفصيلة صغيرة قد يؤدي الي كارثة تؤذي أطفالا ابرياء وتحطمهم للأبدrlm;.rlm;

وحاول البعض الدفاع عن كيليrlm;(36rlm; عاماrlm;)rlm; ـ أصغر وزيرة في حكومة رئيس الوزراء توني بلير ـ بقولهم إنها لم تتول منصبها سوي منذ عام واحد فقطrlm;,rlm; وانها تسلمت حقيبة تعليم مليئة بالمشكلات المزمنةrlm;,rlm; كما أن كيلي ليست هي من عين المدرس المذكور وانما مسئول آخر بالوزارةrlm;,rlm; ولكن كل ذلك لا يعفيها من الخطأ والمسئولية عن التباطؤ في تنفيذ الاقتراحات الخاصة بدمج قوائم المجرمين والمغتصبين والمشتبه في تورطهم في جنح جنسية أو الإساءة للأطفال وتكوين قائمة موحدة تشمل كل أسماء الأشخاص الذين يجب أن يحظر عليهم العمل في المدارسrlm;,rlm; وكانت الاقتراحات الخاصة بتوحيد القوائم قد انبثقت من التحقيقات في حادث اختفاء تلميذتين مراهقتين في كامبرجشير فيrlm;2002,rlm; ليتبين فيما بعد أنهما قتلتا علي يد أحد العاملين بمدرستهما وان ذلك العامل كان قد أدين فيما مضي في حوادث اغتصاب والتحرش الجنسي بالقصرrlm;.rlm;

وفي محاولة متأخرة لاحتواء الموقف وتصحيح الأوضاعrlm;,rlm; ألقت كيلي بيانا أمام البرلمان الخميس الماضيrlm;,rlm; اعلنت فيه صراحة أن هناك نحوrlm;88rlm; شخصا وجهت إليهم تحذيرات أو ادينوا في جرائم متعلقة بالجنسrlm;,rlm; لم يتم منعهم من العمل في المدارسrlm;,rlm; واعترفت بأن استمرارهم في العمل أمر خطأrlm;,rlm; وتعهدت بأنه سيتم تغيير القانون لمنع أي شخص مدرج اسمه بقائمة المتهمين أو المشتبه في تورطهم في جرائم جنسية من العمل بالتدريسrlm;,rlm; وأعربت كيلي عن اسفها لما تكون قد تسببت فيه من قلق وألم بسبب تلك الأزمةrlm;.rlm;

وربما تكون كيلي قد نجحت بهذا البيان في تجاوز التأثير السلبي المباشر للأزمةrlm;,rlm; إلا أنه مازال امامها التحدي الأكبر الذي يضع مستقبلها السياسي علي المحكrlm;,rlm; وهو تمرير برنامج اصلاح التعليم والذي يلقي معارضة كبيرة حتي داخل حزب العمال نفسهrlm;,rlm; ويعتقد الكثير من العاملين بالقطاع التعليمي أنه لا جدوي من الاصلاحات المقترحة وأنها لن تغير شيئا بل ستزيد الأوضاع سوءاrlm;,rlm; كما وصف لورد كينوك حزب العمال السابق البرنامج بأنه في أفضل حالاته تشتيتا وفي أسوأ حالاته خطراrlm;.rlm;

ولعل البند الأكثر إثارة للجدل في البرنامج المقترحrlm;,rlm; هو ذلك المتعلق بتطبيق نظام المدارس التي يمتلك فيها أولياء الأمور نسبة من الأسهمrlm;,rlm; وبالتالي يكون لهم صلاحية قبول أو رفض المتقدمين للالتحاق بالمدارسrlm;,rlm; وفي هذا الإطار فجرت صحيفة الاوبزرفر فضيحة جديدة بالكشف عن وجود تقرير سعت وزارة التعليم للتعتيم عليهrlm;,rlm; يحذر من أن المدارس الجديدة المقترحة قد تسهم في ايجاد نوع جديد من التفرقة الاجتماعية والفصل بين الاغنياء والفقراء حتي في المدارسrlm;.rlm;

ومن المنتظر أن تشهد الأسابيع القليلة المقبلة هجوما عنيفا ضد كيلي وبرنامج الاصلاحات لتواجه خيارا صعبا بين الاستمرار في النضال مع احتمال الهزيمةrlm;,rlm; أو اتخاذ القرار الصعب بالانسحابrlm;.rlm;