الأربعاء: 2006.10.04


التحديات التي تنتظر كوندليزا رايس خلال زيارتها للمنطقة، وصعوبة تشكيل حكومة وحدة وطنية في فلسطين، واستمرار خطر quot;حزب اللهquot; في شمال إسرائيل، ثم أخطاء الدولة العبرية ومطالبتها بالاعتذار... قضايا نعرضها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية:

quot;تحدي رايس في غزةquot;: بهذا العنوان استهلت صحيفة quot;هآرتسquot; افتتاحيتها يوم الثلاثاء متطرقة إلى الزيارة التي تقوم بها حالياً وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية. هذه الزيارة تكتسي، حسب الصحيفة، أهمية قصوى بالنظر إلى الاضطرابات التي شهدتها المنطقة في الآونة الأخيرة بدءا من الحرب في لبنان وليس انتهاء بالوضع المتردي في الأراضي الفلسطينية، حيث من المتوقع أن تلتقي quot;رايسquot; مع قادة دول المنطقة، وتبحث معهم سبل الدفع بعملية السلام، بعدما نعاها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. الصحيفة تدرك صعوبة المهمة الملقاة على عاتق quot;رايسquot;، وتورد التحديات التي ستواجهها في ظل انقسام الحكومة الفلسطينية بين تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ونبذ العنف، وهي المطالب التي يصر عليها المجتمع الدولي، والشد الذي يمارسه خالد مشعل من دمشق. فإذا كان هدف quot;رايسquot; تحريك عربة السلام الراكدة في المنطقة، فإنها مطالبة في رأي الصحيفة بحل معضلة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليت، وخلق جو من الثقة يوقف أعمال العنف وتهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة مقابل التزام إسرائيل بتقديم تنازلات تهم الانسحاب من الأراضي المحتلة. ورغم المساعي التي تحاول إدارة بوش القيام بها لإنعاش خريطة الطريق وتفعيل مقتضياتها يبقى نجاحها مرتبطا، حسب الصحيفة، بعوامل خارجية تتصل بالوضع الإقليمي الذي تتجاذب أطرافه كل من سوريا وإيران.

quot;الوحدة الفلسطينية كطوق نجاةquot;: كتب المعلق الإسرائيلي quot;داني روبنشتاينquot; مقالاً في صحيفة quot;هآرتسquot; يوم الثلاثاء مسلطاً فيه الضوء على الصعوبات التي تواجهها مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية في الأراضي الفلسطينية. وأول ما يبدأ به مقاله تصريح لمشير المصري، المتحدث باسم حكومة quot;حماسquot; يقول فيه: quot;لن تعترف حركة حماس بإسرائيل حتى ولو قتل جميع منتسبيهاquot;. ويبدي الكاتب استغرابه من الخلاف بين رئيس الحكومة إسماعيل هنية من جهة والرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهة أخرى رغم نقاط الالتقاء الكثيرة بينهما، إذ كلاهما يتطلع إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مع بقاء القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وتشبثهما معا بحق اللاجئين في العودة. وبينما يتحدث quot;أبومازنquot; عن الاعتراف بإسرائيل، يقترح إسماعيل هنية هدنة طويلة تجدد كل عشر سنوات. وإذا كانت القواسم المشتركة بين فتح وquot;حماسquot; أكبر من الفوارق فلماذا الخلاف إذن؟ ولا يعتقد الكاتب أن فتح أكثر اعتدالاً من quot;حماسquot; ولا هذه الأخيرة أقل تشدداً من فتح بالنظر إلى مطالبها المشتركة. واللافت حسب quot;روبنشتاينquot; أن الاختلاف بين الطرفين لا يطال المستقبل بقدر ما ينصب حول الماضي. فحركة quot;حماسquot; تطالب فتح إلغاء اتفاقياتها السابقة مع إسرائيل ودفن اتفاق أوسلو لأنه لم يعد صالحاً، كما تحث فتح quot;حماسquot; على طي صفحة الماضي والتخلي عن تجربتها النضالية الطويلة مقابل الانخراط في العملية السياسية. وإذا كان الاختلاف يدور حول الماضي وليس المستقبل فلماذا يستفحل الخلاف ويستشري حتى ليكاد يذهب بريح الفلسطينيين ويشعل نار الفتنة بينهم؟ ومهما تكن الإجابة، فمن الضروري انخراط إسرائيل في النقاش الفلسطيني وعدم ترك الحبل على الغارب لأن عدم استقرار الأراضي الفلسطينية قد يكون له عواقب وخيمة على الأمن الإسرائيلي.

quot;تهديد حزب الله مازال قائماًquot;: خصص quot;ياكوف كاتزquot; الصحفي في جريدة quot;جيروزاليم بوستquot; مقاله يوم الأحد الماضي للحديث عن خطر quot;حزب اللهquot; على إسرائيل حتى بعد انتهاء حرب لبنان الثانية. فرغم الانتصار الدبلوماسي الذي حققته إسرائيل بعدما استطاعت لأول مرة نشر قوات الجيش اللبناني في الجنوب، وإقناع المجتمع الدولي بتعزيز قوات quot;اليونيفيلquot; ليرتفع عددها من ألفي جندي إلى 6 آلاف عنصر، فإنه مازالت هناك العديد من القضايا العالقة لم تسهم الحرب في حلها. فحسب الكاتب، لم تفلح الحرب في الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين المختطفين، ولم تقوض أيضاً القدرات العسكرية والقيادة المركزية للحزب، رغم الضربات القوية التي تلقاها. ويدلل الكاتب على صعوبة الموقف الإسرائيلي بالتصريحات المتضاربة للساسة الإسرائيليين، فبينما أعلن رئيس الوزراء إيهود أولمرت بعدم وجود نية في تجديد الحرب على الأقل في المستقبل القريب، أكد رئيس هيئة الأركان quot;دان حالوتسquot; بأنه يتوقع قريباً جولة أخرى مع quot;حزب اللهquot;. ولعل أكثر ما يزعج قادة إسرائيل هي قدرة الحزب على تجاوز الثغرات التي أحدثتها المواجهة الأخيرة ليجدد ترسانته من الصواريخ. ويؤكد الكاتب خشية المسؤولين الإسرائيليين من استغلال quot;حزب اللهquot; لفترة الهدوء الحالية ليعيد بناء قدراته العسكرية وتوجيهها مجدداً صوب الدولة العبرية. ولأن الخطر، حسب الكاتب، مازال مرابطاً على الحدود الشمالية لإسرائيل، فإنه يدعو إلى تكثيف حضور الجيش على طول المناطق الحدودية.

quot;حان الوقت لاعتذار إسرائيلquot;: نشرت هيئة محرري صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; مقالاً يوم الأحد تطالب فيه إسرائيل بالاعتذار إلى مواطنيها بخصوص مجموعة من القضايا التي اعتبرها صحفيو الجريدة بالغة الأهمية. فهم أولاً دعوا إلى اعتذار إسرائيل إلى الفلسطينيين الذين تعرضت قضيتهم للتهميش بعد اندلاع حرب لبنان، حيث أضاع الشعبان فرصة أخرى للحوار وحقن الدماء. وطالبوا أيضاً باعتذار إسرائيل إلى سكان المناطق الشمالية بسبب فشل الحكومة في إعلان حالة طوارئ حتى بعد استمرار سقوط صواريخ quot;حزب اللهquot; على مدنهم وقراهم، والتأخر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنهم. ولو أن إسرائيل تفاوضت مع الفلسطينيين، وتوقفت عن التذرع بعدم وجود شريك فلسطيني لرفض المفاوضات لما توترت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وربما لما اندلعت حرب لبنان التي كانت حسب المحررين حلقة أخرى في صراع الشرق الأوسط. ولم ينسَ المحررون الدفاع عن الصحافة ووسائل الإعلام من خلال دعوتهم لإسرائيل بالاعتذار لها بالنظر إلى الانتقادات الكثيرة التي وجهت لها إبان الحرب اللبنانية، واتهامها بكشف أسرار تتعلق بمواقع وحدات الجيش أمام العدو.

إعداد: زهير الكساب