الأربعاء: 2006.10.11

بيتر تاتشل - صحيفة تايمز اللندنية


لقد أدى الاضطهاد بحق العرب الاهوازيين والاستيلاء على اراضيهم الى اتهام ايران بممارسة التطهير العرقي.


لقد حكم على 16 من نشطاء الدفاع عن الحقوق العربية بالاعدام شنقا وذلك خلال محاكمات سرية أمام محاكم الثورة بتهمة التمرد حسب ما ذكرته وسائل الاعلام الأيرانية.ولكن معظم الاعترافات انتزعت من المتهمين تحت التعذيب . ومن المتوقع تنفيذ أحكام الاعدام الصادر بحق عشرة منهم في الاسابيع القربية القادمة بعد شهر رمضان.

وتؤكد منظمة العفو الدولي بان أثنين من الذين حكم عليهم بالاعدام أي عبدالرضا النواصري وناظم البريهي بتهمة التورط في زرع القنابل، قد كانا في السجن عند وقوع التفجيرات وان ثلاثة آخرين هم حمزة السواري وجعفر السواري وريسان السواري لم يكونوا متواجدين في أي منطقة قريبة من حقل الزرقان النفطي عند حدوث التفجيرات هناك .

ويبدو بان أحكام الاعدام هذه قد تم التخطيط لها لغرض إخماد احتجاجات الاقلية العربية المضطهدة في ايران والتي تشكل 70% من سكان اقليم خوزستان والمعروف محليا باسم اقليم الأهواز الواقع في جنوب غرب ايران .
يعتقد العديد من الاهوازيين ان الاتهامات الموجهة ضد هؤلاء الـ 16 هي مؤامرة وان ذنبهم الحقيقي هووقوفهم بوجه سياسات طهران القمعية ونهبها ثراوتهم النفطية .

وهناك المزيد من المحاكمات الصورية يتم التخطيط لها لتنظرفي قضية خمسين من النشطاء العرب الاهوازيين وجهت اليهم تهمة التمرد منذ عام. انهم متهمون بتهمة (محاربة الله) وهي جريمة عظمى عقوبتها الاعدام الى جانب اتهامات اخرى من قبيل حيازة قنابل مصنعة يدويا والتخريب ولم تقدم أي أدلة مادية تدعم تلك الاتهامات. فالكل يواجهون احتمال عقوبة الاعدام .

ان الحصول على المعلومات دقيقة بخصوص الأعدامات يعد أمرا صعبا جدا خاصة وان السلطات الإيرانية تحمل سمعة سيئة بخصوص ممارسة السرية وغالبا ما تحجب المعلومات بخصوص التهم الموجهة والأثباتات المقدمة والأحكام الصادرة .

و يعاني الصحفيون الأجانب من القيود التي تحدد تحركاتهم ويتعرض الصحفيون المحليون للترهيب والتهديد بالسجن ولكن بالرغم من ذلك تؤكد جماعات حقوق الانسان بان ثمة موجة جديدة من القمع يواجهها عرب الاهواز الذين يتهمون طهران بممارسة سياسة التطهير العرقي والعنصرية بحقهم .

وكانت السلطات قد أعدمت امام الملأ كل من علي العفراوي البالغ من العمر 17 سنة ومهدي النواصري البالغ 20 عاما شنقا بتهمة المشاركة في التمرد . وكانت منظمة العفو الدولية أدانت محاكمتهما وأعتبرتها غير عادلة خاصة وانه لم يسمح لهم بمقابلة المحامين.

وذكرت منظمة حقوق الانسان الاهوازية (AHRO) بأن سبعة أخرين من السجناء السياسيين العرب قد أعدموا سرا في الوقت ذاته تقريبا.

وآخر تكتيك صارت طهران تمارسه هو أحتجاز أطفال المتهمين الاهوازييبن الهاربين كرهائن . وطبقا لما أعلنته منظمة العفو الدولي بان أثنين من الاطفال سجنا مع والدتيهما لأرغام والديهما الناشطين السياسيين الهاربين على التسليم الى قوات الأمن . وتم قمع الاحتجاجات ضد هذا الانتهاك بقسوة .

يذكر بانه لا يسمح للاحزاب والنقابات المهنية والاتحادات الطلابية الأهوازية بممارسة النشاط وانها غير قانونية وحسب ما جاء في تقرير منظمة حقوق الانسان الاهوازية (AHRO) تم في العام الماضي فقط اعتقال 25000 من الاهوازيين العرب فنفذ حكم الإعدام بحق 131 منهم واختفى 150 آخرين . وتم دفن الذين نفذ فيهم عقوبة الاعدام في مقابر تطلق عليها الحكومة اسم (لعنت آباد)أي أرض مستحقي اللعنة وهي عبارة عن مقابر سطحية بحيث تنبش الكلاب الارض وتنهش في أجساد المدفونين .

كما هجرت السلطات نحو 250 الف من العرب من قراهم بعد مصادرة أكثر من 200 ألف هكتار من الاراضي لتنفيذ مشروع ضخم باسم مشروع قصب السكر وفي مشروع آخر سيؤدي تنفيذه إلى محو المزيد من القرى والبلدات وتشريد مايزيد عن 400 ألف من سكانها العرب بهدف اقامة مشروع مشروع عسكري ndash; صناعي ndash; أمني يخطي مساحة تبلغ 3000 كيلومتر مربع بمحاذاة شط العرب الطريق المائي الذي يشكل الحدود مع العراق .
ومن سخرية القدر فان حزب الله اللبناني - الذي من المفترض أن يجسد المقاومة العربية في الشرق الاوسط ndash; له يد في تشريد عرب الاهواز . وفي الاراضي العربية المغتصبة تقيم طهران معسكرات تدريب لحزب الله و مليشيات بدر الأصولية العراقية التي تغتال فرق الموت التابعة لعها في العراق السنة والنساء السافرات ومن تعتبرهم منحرفين والرجال الذين يرتدون القمصان وحالقي اللحى و بائعي المشروبات الروحية والذين يستمعون للموسيقى الغربية .

وتنفذ طهران خطة كبرى عبر quot;اعادة بناء التركيبة الأثنيةquot; ليصبح العرب أقلية في اقليم الاهواز وتمنح قروض بلا فوائد لمن يهاجر من مناطق اخرى الى الاهواز وتبني مستوطنات جديدة هناك وثمة خطة تمت المصادقة عليها حيث سيتم بموجبها جلب نصف مليون من غير العرب الى الاقليم . في حين يعيش عشرات الآلاف من الاهوازيين العرب في بيوت الصفيح في ضواحي مدينة الاهواز العاصمة وتم نقل مجموعات اخرى قسرا الى مناطق اخرى في شمال ايران .

الأهواز تنتج 90% من النفط الأيراني وطهران تستولي على جميع الأيرادات. ورفض البرلمان الايراني هذا العام مشروع تقدم به نواب الاهواز في مجلس الشورى لتخصيص ميزانية اضافية من ايرادات النفط تبلغ 1،5 % تخصص للمشاريع العامة في الاقليم .

ويعد الاقليم ثالث أفقر إقليم في ايران. و يعاني 80% من الاطفال من سوء التغذية وان معدل البطالة بين العرب خمسة أضعاف معدل البطالة بين الفرس .

يمنع نشر الصحف والكتب باللغة العربية بهدف محو الهوية العربية وان التعليم في مدارس الاهواز يتم باللغة الفارسية فقط حيث تبلغ نسبة الرسوب في المرحلة الابتدائية الى 30% وفي المرحلة الثانوية الى 50% ويصل معدلات الامية بين العرب أربعة أضعاف مثيلاتها بين غير العرب .

وخلافا للدعاية ذات النزعة القومية لطهران فان اغلب العرب في الاقليم يطالبون بالحكم الذاتي وأنهم غير متحمسين للمطالبة بالأستقلال ولا يتحالفون مع وكالة المخابرات الأمريكية و لا يتآمرون في أي غزو أمريكي.
وبالعكس من ذلك تماما فانما يثير القلق و الخوف هوان يقوم التيار المتشدد في طهران في خضم قعقعة السلاح وبذريعة الهجوم الغربي الى ممارسة المزيد من القمع الوحشي ضد المعارضة الاهوازية. والامر الذي يزيد من هذا التخوف أن تقف أقوى مؤسسة ديبلوماسية عربية أي جامعة الدول العربية التي تدعي العمل في سبيل التضامن العربي موقف المتفرج وتختار الصمت ازاء الأضطهاد الذي تمارسه ايران تجاه العرب في اقليم الاهواز .