أنان رأى ترابطاً بين ملفي بيونغيانع وطهران ودعا واشنطن الى محادثات ثنائية


نيويورك، واشنطن - راغدة درغام



أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أمس، ان إدارته ستعطي الأولوية للجهود الديبلوماسية من أجل تسوية الأزمة النووية مع كل من كوريا الشمالية وإيران، لكنه شدّد على laquo;الاحتفاظ بكل الخياراتraquo;، وأكد ان كوريا الشمالية ستواجه laquo;تداعيات خطرةraquo; بعد إعلانها إجراء تجربة نووية الاثنين، فيما هددت بيونغيانغ بـ laquo;اجراءات مضادةraquo;، في حال واصلت واشنطن ممارسة ضغوط عليها.

وقال بوش في مؤتمر صحافي: laquo;نعمل مع شركائنا في آسيا ومجلس الامن كي نضمن تحمل بيونغيانغ التداعيات الخطرة لتجربتها النوويةraquo;، مؤكداً ان أميركا ستعزز laquo;رداً على الاستفزاز الكوري الشماليraquo; تعاونها مع حلفائها من اجل تطوير انظمة الاسلحة الباليستية الدفاعية، ومنع بيونغيانغ من تصدير التكنولوجيا النووية وتلك الخاصة بالصواريخ.

واستبعد الرئيس الأميركي محادثات ثنائية مع كوريا الشمالية أو ايران حول برنامجهما النووي، معتبراً أنها laquo;غير مفيدةraquo;، علماً ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان حض الولايات المتحدة مجدداً على laquo;تغيير سلوكهاraquo; في هذا المجال، في مقابل مطالبته بيونغيانغ بتجنّب laquo;اي تصعيد اضافيraquo;.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حذرت أول من أمس، من ان تنفيذ بيونغيانغ تهديدها بإطلاق صاروخ يحمل رأساً نووياً laquo;لن يكون جيداً لأمن كوريا الشماليةraquo;، مشيرة الى ان الكوريين laquo;يعرفون ما سينتج من ذلكraquo;.

وأكدت رايس ان laquo;الولايات المتحدة لا تنوي مهاجمة كوريا الشمالية او اجتياحهاraquo;، علماً ان بيونغيانغ كانت بررت تنفيذها التجربة النووية بنية الولايات المتحدة شن عملية عسكرية ضدها.

في غضون ذلك، حذّرت وزارة الخارجية الكورية الشمالية من ان بيونغيانغ ستعتبر استهداف الولايات المتحدة لها وممارسة ضغوط عليها بسبب برنامجها النووي laquo;اعلاناً للحربraquo;، وستتخذ إجراءات laquo;ملموسةraquo; مضادة.

وفيما فرضت اليابان عقوبات جديدة على كوريا الشمالية، بينها منع سفن الدولة الشيوعية من ان ترسو في مرافئها، وتجميد استيراد البضائع الكورية، أكد الرجل الثاني في كوريا الشمالية كيم يونغ نام قدرة بلاده على تحمل هذه العقوبات، وقال: laquo;عشناً دائماً من دون مساعدات يابانيةraquo;.

ونفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمس، تقريراً بثته محطة التلفزيون اليابانية العامة laquo;ان اتش كيraquo; عن تنفيذ كوريا الشمالية تجربة نووية ثانية، استناداً الى رصد هزة قوتها 5.8 درجة على مقياس ريختر في كوريا الشمالية. أما وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل آليو ماري فشككت في حقيقة التجربة النووية الاولى لبيونغيانغ.

وفي نيويورك، دعم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عقد محادثات ثنائية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، واعتبر ملفي إيران وكوريا الشمالية laquo;مترابطينraquo; لأن الأطراف laquo;يراقبون بعضهم بعضاًraquo;. وقال رداً على laquo;الحياةraquo; أمس: laquo;انني متأكد بأن الإيرانيين يبدون الاهتمام بما يحصل في شبه الجزيرة الكورية، وما يحصل هنا في نيويورك في مجلس الأمن. وأستطيع أن أوكد لك أيضاً أن أعضاء المجلس يدركون هذا الأمر، وآمل أنهم عند دراسة الوضع سيأخذون في الاعتبار الانعكاسات الأوسع لأي فعل سيتخذونهraquo;.

ووصف أنان الوضع الحالي في الأزمة الكورية بأنه laquo;جدي وخطير، ولا يمكن لنا أن نقلل من شأنهraquo;، ولذلك فإن مجلس الأمن سيتعامل معه laquo;ببالغ الجدية... يجب أن نتعاطى مع هذا الموضوع الجدي بكل حزمraquo;.

وسألت laquo;الحياةraquo; إذا كان أنان يدعم اجراء الولايات المتحدة محادثات ثنائية مباشرة، كما تطلب كوريا الشمالية، من أجل ازالة فتيل الأزمة، فأجاب: laquo;لقد قلت دوماً اننا يجب أن نتحدث مع الأطراف التي نريد تغيير تصرفاتها أو التأثير على تصرفاتها، ومن هذا المنطلق، أعتقد أنه يجب على الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أن تتكلما مع بعضهما. فلقد تحدثتا سابقاًraquo;. وتابع: laquo;طبعاً لدينا المحادثات السداسية الأطراف، والجميع يحض (كوريا الشمالية) على العودة إلى المحادثات السداسية والتفاوض بشكل جدي. وآمل أن تستأنف المحادثات، فهي ضرورية، سواء كانت في سياق المحادثات السداسية الأطراف، أو بشكل منفصل. يجب التحدثraquo;.

وحول تأثير الملف الكوري على الملف الإيراني ورأيه في laquo;محور الشرraquo; الذي يضم العراق وإيران وكوريا الشمالية والذي كان أساس سياسة إدارة جورج بوش، قال أنان لـ laquo;الحياةraquo;: laquo;طبعاً، هذه المواضيع مترابطة والأطراف يراقبون بعضهم بعضا، وكلهم ينتظرون كيف سنعالج كلاً من هذه المواضيع على حدةraquo;.

وشدد أنان رداً على أسئلة الصحافة على laquo;أن من المهم أن يتحدث مجلس الأمن بصوت واحدraquo;. ووصف خطوات حكومة كوريا الشمالية بأنها laquo;غير مقبولةraquo;، وقال: laquo;أتوقع أن يوحّد مجلس الأمن صفوفه ويتخذ اجراءات ضد بيونغيانغraquo;، وأضاف أن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل laquo;لم يبد اهتماماً بإرادة الأسرة الدولية ومناشداتها، وقد أوجد وضعاً صعباً يجب ان نتعامل معه. واعتقد اننا يجب ان نتعامل معه بحزم ونتخذ الاجراءات اللازمةraquo;. واعتبر ان المسألة الكورية النووية laquo;تهم العالم أجمعraquo;. وقال: laquo;نحن لا نتكلم عن مجرد كلاشنيكوف، وانما عن تفجير نوويraquo;.

وحول العقوبات التي يدرسها مجلس الأمن، قال الأمين العام ان المجلس يحاول ان يتخطى مفهوم laquo;ان قياساً واحداً يلائم الجميعraquo;. وأضاف: laquo;يجب على المجلس ان يختار الاجراءات التي من المرجح ان تكون الأكثر فاعلية، بمعنى ان تؤدي الضغوط على الطرف الذي يراد تغيير تصرفاته الى نتيجةraquo;.

واستمرت المفاوضات امس بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن واليابان التي تترأس المجلس هذا الشهر على مشروع قرار يفرض عقوبات على كوريا الشمالية. وطرحت مسودة أخرى بين ايادي الخبراء تضمنت الأفكار اليابانية وادرجت تفاصيل عقوبات بينها فرض حصار جوي وبحري ومنع استيراد البضائع من بيونغيانغ وفرض قيود سفر على مسؤوليها. واجتمع أمس خبراء من الدول الست من دون التوصل الى نص نهائي بعد.

جندي كوري شمالي وآخر اميركي في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين امس. (رويترز)