علي الشدي


تعودت منذ سنوات أن أوجه رسائل تسامح بمناسبة عيد الفطر المبارك الذي سيطل علينا بعد أيام, واليوم أوجه رسائل إلى من صدرت منهم إساءة لأنفسهم ولوطنهم, وأسأل الله أن يوفقهم لمراجعة النفس وإدراك الخطأ والعودة إلى جادة الصواب.
ـ يا من تقبلت أفكارا هدامة من أعداء أمتك وبلدك هدفها إثارة الفتنة .. عد إلى مجتمعك عضوا عاملا صالحا محكوما بتعاليم الدين الصحيحة التي تقوم على الوسطية وحب الناس ولتجعل شهر رمضان بصيامه وقيامه فرصة لغسل ما لحق بالنفس من وساوس والعودة إلى حضن الوطن الدافئ.

ـ يا من كتبت مقالا أو ألفت رواية أو مثلت في مسلسل يستهزئ بشرائح من المجتمع .. سواء بالمظهر أو اللهجة أو إثارة النعرات .. أو التعرض للمدافعين عن الفضيلة والمحاربين لنشر الفساد الأخلاقي .. عليك أن تتذكر أنك قبل أن تكون كاتبا أو ممثلا فأنت ابن هذا المجتمع المسلم المحافظ .. ولقد روى لي بعض الفضلاء أنه لا يجد أجوبة لأبنائه الصغار عن بعض مشاهد المسلسلات التي تتطرق إلى مشاهد وغمزات ولمزات إباحية لم يتعود عليها أبناؤنا حتى بين الزوج وزوجته.
ـ يا من تجمع المال من أي مصدر كان .. وتنسى أن المال قد يكون نقمة إن لم يجمع من حلال وينفق في أوجه الخير .. حاول أن تعيد حساباتك وأن تبدأ من جديد في تنقية مالك من الشوائب وستشعر براحة لم تعرفها من قبل.

ـ يا من أسرفت في المأكل وشراء الملابس خلال شهر رمضان استعدادا لموسم العيد وما بعده من حفلات وأفراح وأخص النساء بالذات عليكم وعليكن الاعتدال وتذكر الفقير المعدم بشيء مما يزيد على الحاجة .. وسيكون في ذلك خير وزيادة ومتعة لا يعرفها إلا المتصدقون في ظلمات الليل.

ـ والرسالة الأخيرة وهي الأهم لك أيها المسؤول المقصر في أداء الأمانة, عليك أن تتذكر أن ولي الأمر حينما اختارك لهذا المنصب قد برأ ذمته ووضع ثقته بك .. وأنك غدا ستقف أمام الله وقد تعلق برقبتك كل مواطن له حق هضم, أو حرم من خدمة كان بإمكانك أن تقدمها له .. مهما صغرت هذه الخدمة من إماطة الأذى عن الطريق إلى توفير المياه .. إلى توفير الخدمة الصحية والتعليم .. والوظيفة .. إلى تلمس قضايا المحتاجين من الفقراء والمعوزين. وبعد خشوعك وصيامك وقيامك في شهر رمضان المبارك عليك مراجعة نفسك فإن كنت غير قادر على إصلاح عيوبك وأداء الأمانة .. فلا عيب في أن تعتذر وتترك الموقع لمن يستطيع .. ولعلك تكفر عن تقصيرك طوال الفترة الماضية, وسيقدر ولي الأمر والمواطن أيضا لك هذه الشجاعة التي لا يقدم عليها إلا من في قلبه خوف من الله وحب لهذا الوطن.

وأخيرا: هذه رسائل اجتهدت في صياغتها فإن أخطأت فمعذرة وإن أصبت فأرجو الله أن ينفعني بها قبل غيري, وكل عام والقارئ الكريم والوطن الحبيب بألف خير.
مَن يدافع عن حرية صحافتنا؟

لا أبالغ إذا قلت إن الصحافة السعودية الآن تتمتع بهامش حرية يماثل أو يتفوق على ما هو متاح في معظم الدول العربية ومنها دول الخليج .. بل إن البعض أصبح يخاف أحيانا من هذا الهامش المرتفع ومع ذلك مازال صاحب مجلس quot;قناة الحرةquot; وأمثاله يجدفون ويتباكون في كل مناسبة أو لقاء على الصحافة السعودية وحريتها المسلوبة .. ولقد شاهدت لقاء له أخيرا مع الزميل عثمان العمير .. ادعى فيه أن أقلاما سعودية هاجرت بسبب هامش الحرية .. وكم تمنيت لو دافع الزميل العمير بشكل أفضل عن مساحة الحرية التي تتمتع بها الصحافة السعودية .. اللهم إلا إذا كان الزميل عثمان لا يتابع ما ينشر في صحفنا لإقامته الدائمة متنقلا بين عدة دول, مع أنني لا أظن ذلك, لأن وسائل الاتصال التي بسبب تطورها صدرت quot;إيلافquot; تمكنه من المتابعة اليومية في أي مكان يحل فيه وحتى ولو كان على شاطئ الأطلسي.