الإثنين: 2006.10.30
توقيع
فاتح عبدالسلام
بدلاً من ان يجلس المشاركون في العملية السياسية التعبانة في العراق يتلفتون ذات اليمين وذات الشمال لا تغفو لهم عين إلاّ وكانت الأخرى مفتوحة تحسباً من انقلاب وشيك أو محتمل أو قريب أو ربّما انقلاب الشائعات.. بدلاً من هذه الهواجس التي دفعت بمعظم السياسيين الي اعادة هيكلية امورهم بالرجوع الي الخط الثاني والثالث والرابع.. بدلاً من هذا القلق الشخصي.. كان الأجدر بالسياسيين ان يتحلوا بشجاعة مواجهة المأزق الذي وصلوا إليه، عبر اعتراف صريح بأنَّ مداخل الحلول ليست التي ولوجوها وانما هي مداخل أخري يعرفونها ولكن بعضهم، وهم كثير، قلوبهم غلف وأفئدتهم هواء أمام هذا السعير الذي يشوي فيه العراق من شماله الي جنوبه، فلم تعد لعبة طائفية أو انقسامية أو ترويعية أو تلفيقية قادرة علي احتواء هذا الجحيم.
فالحل يبدأ من الاعتراف بالخطأ والعمل علي تصحيحه والحل يبدأ من رجال شجعان وطنيين بمعني ايمانهم بأنَّ العراق يحتاج الي قرارات ايقاف الانهيار، وهي قرارات يختلف الناس حولها، فمنهم مَنْ يري ان بالامكان اتخاذها الآن كعلاج الساعة الأخيرة ومنهم من يظن ان وقتها قد فات الي غير رجعة.
الجلوس والتفرج عن التيارات الجارفة التي تهدر في البلد هو عمل استسلامي يراهن علي الوقت مراهنة العاجزين وليس مراهنة الحكماء. كما انَّ اللعبة في العراق استقرت ملامحها ولم تبق ورقة لم تلعب بعد، لا سيما بعد تفجير المرقدين الشريفين في سامراء. اذن كان علي الأذكياء ان يدركوا ان تلك كانت علامات كشف كل شيء.. أو معظم الأشياء التي كان هناك من يلوح برعبها عبر استتارها واخفائها..
الاستمرار في المسارات الحالية بات طريقاً مجدباً لا حصاد فيه سوي المزيد من الانهيارات السياسية والاجتماعية.. وكان لا بد من التوصل الي حلول في هذا الوقت الزائد الذي أهدر هباءً.. قبل ان تضع واشنطن علي طاولتها خيارات لا أحد يعرف الي أية مغامرة جديدة ستقود العراق.














التعليقات