الخميس: 2006.11.09
انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة طغت على اهتمامات الصحافة البريطانية هذا الأسبوع، لما يشكله هذا الحدث من أهمية دولية، تطال السياسات الخارجية البريطانية نفسها، لاسيما وأن العراق كان محوراً رئيساً في هذه الانتخابات. ورغم ذلك ثمة موضوعات داخلية كانعقاد قمة بلير المصغرة، في الأول من أمس، إضافة إلى التطورات التي شهدتها حملة مكافحة الإرهاب على المستويين البريطاني والعالمي.
قمة بلير - براون ومساعي رأب الصدع quot;العماليquot;:
ذلك هو موجز محتوى المقال التحليلي الذي نشرته صحيفة quot;الجارديانquot; الصادرة يوم أمس الأربعاء، للكاتب quot;باتريك وينتورquot;، الذي يرى أن هذه القمة غير المسبوقة، التي جمعت بين كل من بلير ومنافسه quot;جوردون براونquot;، إلى جانب مشاركة 60 من الوزراء الحاليين، قد رمت إلى إعادة حكومة حزب quot;العمالquot; إلى مسارها الصحيح، على إثر الانقسامات والخلافات الداخلية التي شهدتها مؤخراً، لاسيما الخصومة والمواجهات الحادة بين بلير وبراون. ووصف الكاتب القمة بأنها محاولة للوقوف على المصاعب والتحديات التي يمر بها حزب quot;العمالquot; وحكومته الحالية، إلى جانب سعيها لرسم سياسات ووضع جدول أعمال للعشر سنوات المقبلة من مسار الحزب. كما يشير حضور الخصمين المتنافسين ndash;بلير وبراون- إلى إدراكهما لأهمية تعاونهما مع بعضهما بعضاً، إن كان لحزب quot;العمالquot; أن يتجاوز الانحسار الملحوظ في شعبيته، حسبما أشارت إليه نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أجريت حول أداء الحزب عن الفترة النصفية الفائتة من عهد حكومته الحالية، مع العلم بأنه أخطر تراجع يشهده حزب quot;العمالquot;، منذ تسلمه للسلطة في عام 1997. هذا وتتوقع القمة أن يواجه حزب quot;العمالquot; بحلول عام 1917 مصاعب ومهام جد مختلفة ومعقدة أكثر من تلك التي واجهها لحظة تسلمه للسلطة في التاريخ المذكور. ومن هنا فقد انصب اهتمامها على رأب الصدع الداخلي في الحزب، عن طريق التركيز على الخطط والبرامج والسياسات المستقبلية الكفيلة بتصحيح مسار الحزب، وإعادة تأهيله لمواجهة تحديات المستقبل هذه.
هزائم quot;الجمهوريينquot; ومأزق بوش:
هذا هو ما علقت عليه صحيفة quot;ذي إندبندنتquot; في عددها الصادر يوم أمس، بتأكيدها لاستعادة سيطرة quot;الديمقراطيينquot; على مجلس النواب الأميركي، إلى جانب تواصل حملتهم من أجل الفوز بالأغلبية في مجلس quot;الشيوخquot; أيضاً. ورد المقال أسباب ذلك الفوز، إلى موجة الغضب الأميركي العارم على سياسات إدارة بوش في العراق، إضافة إلى ما اتسم به أداؤها الداخلي المحلي من مظاهر محسوبية وفساد. ولا تقف خسائر quot;الجمهوريينquot; عند حد فقدانهم لأغلبيتهم في المجلسين فحسب، وإنما تطال خسارتهم للكثير من مناصب محافظي الولايات أيضاً. والمعلوم أن هذا هو الفوز الأول من نوعه، الذي يحققه quot;الديمقراطيونquot; على خصومهم quot;الجمهوريينquot;، خلال الاثني عشر عاماً الماضية. وأشار المقال إلى فوز quot;الديمقراطيينquot; بفارق عشرين مقعداً من مقاعد مجلس النواب، في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء، أي ما يزيد على العدد المطلوب لتحقيق أغلبيتهم في المجلس بخمسة مقاعد. يذكر أن كافة المقاعد المذكورة هذه، كان يشغلها نواب quot;جمهوريونquot;. ويذكر أيضاً أن هذه الحملة، قد أسفرت عن فوز النائبة quot;الديمقراطيةquot; نانسي بيلوسي للمرة الأولى في تاريخ الكونجرس الأميركي بمنصب زعيمة المجلس. وبذلك فقد تأهلت للوقوف في المرتبة الثانية من السباق الرئاسي لعام 2008، أي بعد نائب الرئيس ديك تشيني مباشرة. وتوقع المقال أن يواجه بوش مصاعب جمة فيما يتصل بسياساته وأجندته الخارجية المطبقة حالياً في العراق وغيره، مع بروز هذه الأغلبية quot;الديمقراطيةquot;، وسيطرتها على المجلسين التشريعيين. بل لقد رجَّح المقال، أن يعمد خصوم بوش quot;الديمقراطيونquot;، إلى تعطيل وقفل الطريق أمام كافة الأجندة السياسية quot;المحافظةquot;، التي تتبناها إدارته.
quot;هاييتي أكثر دول العالم فساداًquot;:
تلك هي النتيجة التي خلص إليها تقرير quot;الشفافية الدوليةquot; الذي نشرت نتائجه مجلة quot;ذي إيكونوميستquot; في عددها الأخير. ولما كانت quot;منظمة الشفافية الدوليةquot;، معنية برصد الفساد الحكومي بالدرجة الأولى، أي بإساءة استغلال المنصب العام من أجل تحقيق مكاسب خاصة أو شخصية للمسؤولين، فقد تصدرت هاييتي قائمة الفساد هذه، بين كافة الدول البالغ عددها 162 دولة، التي شملها تقرير هذا العام. وفي المقابل فقد أشار التقرير إلى كل من فنلندا وأيسلندا، ونيوزيلاندا باعتبارها quot;أنظفquot; بقاع العالم قاطبةquot;. أما الدولتان اللتان تراجعتا عن منطقة quot;النظافةquot; هذه ndash;قياساً إلى تقرير العام الماضي- فهما سنغافورة والدانمرك، على رغم أنهما انحدرتا إلى تحت خط السلامة من الخطأ بقليل جداً هذا العام. وإلى ذلك أشار التقرير نفسه، واصفاً موقف أميركا من quot;النظافةquot; هذا العام، بأنه quot;باعث على الحرجquot;، وهي التي لم تكن أنظف يداً من دولة لاتينية مثل تشيلي في تقرير العام الماضي.
السجن 40 عاماً للإرهابي البريطاني:
هنا نقف عند التغطية التي نشرتها صحيفة quot;ديلي ميرورquot; الصادرة يوم الثلاثاء الماضي. وقد بني تعليقها على صدور حكم بإدانة quot;زرين باروتquot;، البريطاني الجنسية، وعضو تنظيم quot;القاعدة،quot; بالسجن المؤبد، أمام محكمة عقدت له في العاصمة البريطانية لندن. وقد أدين المتهم على خلفية العثور على أدلة تفيد بتخطيطه لشن سلسلة من الهجمات الإرهابية، على أهداف بريطانية وأميركية على حد سواء، مستخدماً فيها القنابل القذرة، وسيارات الليموزين المحملة بالمتفجرات. فهل تشكل هذه الإدانة خطوة إيجابية في جهود مكافحة الإرهاب؟
إعداد: عبدالجبار عبدالله
التعليقات