رون بن يشاي ـ laquo;يديعوت أحرونوتraquo; الإسرائيلية

لن يغير الحكم الذي تلفظت به المحكمة، في صدام حسين الحال في العراق. واندلاع الخلاف المتوقع بين الشيعة، الذين يرون الحكم انتقاماً عادلاً لضحاياه، وبين السنّة، الذين يرونه دليلاً جديداً على قمعهم واستبعادهم من قيادة الدولة، لن يفاقم الوضع المتردي في دولة تعاني فوضى الحكم وحرباً إرهابية توقع عشرات الضحايا في اليوم الواحد.

والى هذا يعرف الناس كلهم ان الحكم لن ينفذ فوراً، ولا في المستقبل القريب. فصدام وشركاؤه سيستأنفون الحكم. واذا رفضت المحكمة طلبهم، فالحكم لن ينفذ قبل لفظ الحكم في المحاكمة الثانية. وتعد العدّة منذ الآن لمحاكمة جزار بغداد على المذبحة التي ارتكبها في حق الأكراد. وتدعو خشية حرب أهلية حقيقية، قد تنشب في أي لحظة، الى الحذر الشديد. والى اليوم حالت السلطات العراقية والأميركية دون وقوع اشتباكات شاملة بين الميليشيات والجماعات الطائفية المسلحة. ولكن شرارة صغيرة، مثل هجوم مسلحين سنّة على تظاهرات ابتهاج شيعية بالحكم على صدام قد تخرج الوضع من عقاله، وتؤدي الى حرب أهلية شاملة، وسفك دماء فظيع. وتسعى السلطات في الفصل بين الطوائف، رجاء أن يتقلص، بعد أيام، التهديد بمواجهة طائفية عامة.

ولكن ثمة سبباً آخر يدعو الى فرض حال طوارئ، ولا علاقة له بالحكم الصادر على صدام، هو الانتخابات الأميركية الوشيكة. فالفرق والمنظمات الإرهابية، والميليشيات الشيعية المتطرفة، تعمل معاً في سبيل خسارة الرئيس بوش، وحزب الجمهوريين، الانتخابات.

والفريقان لا ينتقمان من بوش وحسب، بل يعظمان فرص انتخاب الديموقراطيين، المحرضين على جلاء القوات الأميركية من العراق. وتدرك المنظمات المتطرفة ان توسع رقعة الاشتباكات المسلحة، وامتدادها الى أنحاء كثيرة من العراق، يؤثران في الناخـب الأميـركي، ويدعـوانه الى حيث تدعـوه المنظمات هذه. وقيادة الجيش الأميركي على معرفة بهذه الحال. والحكومة العراقية تتخوف خروجاً سريعاً للقوات الأميركية. ويبذل الطرفان وسعهما في سبيل لجم العنف الى ما بعد الانتخابات على أقل تقدير.

واذا تمكنت قوات الأمن العراقية، والجيش الأميركي، من أداء هذه المهمة، فإن نجاحهما ينزل ضربة قاسية بالمجموعات المسلحة في العراق.