... برسم الرافضين للمحكمة الدولية وحلفائهم اليوم


إنها المحكمة الدولية، اذ أوشكت ان تصبح واقعا يقترب معه أوان محاسبة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، المخططين والمنفذين، تثير كل هذا الضجيج في لبنان مع انضمام أصوات جديدة الى جوقة الرافضين القدامى لهذه المحكمة الخائفين من معرفة الحقيقة ولذا لا يوفروا جهداً لعرقلة انشائها.
برسم الرافضين القدامى والجدد للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، القدامى والجدد، تنشر quot;المستقبلquot; ترجمة حرفية لما ورد في كتاب quot;قتل سيد لبنان ـ اغتيال رفيق الحريري وأثره على الشرق الاوسطquot; للكاتب نيكولاس بلانفورد (في الفصل الرابع، الصفحة 91 ـ 92) حول وقائع الاجتماع بين الشهيد الحريري والرئيس السوري بشار الاسد نهاية العام 2004:
في 8 تشرين الاول 2003 وجه الكاردينال صفير، البطريرك الماروني، الطلقات العلنية الأولى في المعركة الآتية حول التمديد الرئاسي بالتصريح في خطاب في باريس بأنه يعارض تعديل الدستور لأنه quot;يجب الا يُستغل وفقا لأهواءquot;. وكما في التمديد الرئاسي للهراوي عام 1995 فان الدستور كان ليعدّل مرة أخرى للسماح للحود بالبقاء أكثر من ولاية واحدة من ست سنوات. لم يشر البطريرك الى طموحات لحود لولاية ممددة، لكن الاستنتاج كان واضحاً.
بعد أيام تبنّى الحريري بحذق وجهة نظر صفير، قائلاً: quot;كلام البطريرك بطريرك الكلامquot;.لكن الدعم السوري للحود بقي راسخاً. في 20 تشرين الثاني أكد بشار (الأسد) دعمه الصلب للحود خلال قمة بين القائدين في دمشق. الاعلام اللبناني ذكر ان لحود ما زال يمثل الحليف الأوثق لسوريا في لبنان، quot;مصدر ثقةquot; سيتلقى quot;الدعم الذي يحتاجه لمواجهة التحديات التي تلوح في الأفقquot;.
بعد يومين، بقي الحريري بعيداً عن عرض عيد الاستقلال في ساحة الشهداء الذي يحضره عادة كبار الطاقم السياسي والعسكري للبلد. مكتب الحريري قال انه كان في السعودية لاداء العمرة بمناسبة نهاية رمضان، على الرغم من ان أياماً كانت تفصل بعد عن نهاية شهر الصيام. عدم حضور رئيس الوزراء الاحتفال السنوي، أو حتى عدم ايفاد ممثل عنه، كان صدّاً لا سابق له وأظهر بطريقة علنية جداً الى أي حد باتت العلاقة بين رئيس الوزراء والرئيس مسمومة.
النظام السوري كان يكن القليل من التعاطف مع حركة مسرحية كهذه ورأى في ازدراء الحريري للحود تعبيرا عن خط تمردي خطير. في نهاية السنة، استدعي الحريري الى دمشق للاجتماع مع بشار وكبار الضباط السوريين المرتبطين بلبنان، غازي كنعان، رستم غزالي ومحمد خلّوف، وهو مساعد رئيسي لغزالي. طوال 45 دقيقة، اتهم الحريري بالتآمر مع الولايات المتحدة وفرنسا ضد سوريا والانحراف عن الموقف اللبناني ـ السوري. تحديداً، اتهموه بالاجتماع سراً مع مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية في بيروت، وبإقناع الملك الاردني عبدالله باستخدام نفوذه مع إسرائيل لاحباط تبادل اسرى كانت المانيا تتفاوض عليه بين حزب الله وإسرائيل. كان اللقاء الاقسى الذي يختبره الحريري في سيرته في العلاقة مع السوريين.
quot;فكر الحريري بالخروج من الاجتماع، لكنه جلس هناك وحسبquot; يقول مستشار وثيق سابق للحريري quot;كان السوريون يشعرون بالضغط الدولي. كانت استراتيجيتهم كلها تقوم على quot;نمسك بلبنان او ان تكون الفوضىquot;. فجأة ها هنا شخص ما يمكنه قيادة لبنان بأمان مع ضمانات دولية ومن دون السوريينquot;.
في نهاية الاجتماع اصطحب كنعان الحريري ممسكا بذراعه الى مكتبه ليهدأ رئيس الوزراء المرتجف وللتعافي من نزيف في الأنف جراء ارتفاع حاد في ضغطه الدموي. بعد قليل، في الصباح ذاته، التقى عبد الحليم خدام ببشار المبتهج الذي أخبره عن الاجتماع الحامي مع الحريري.
quot;بعدما أخبرني بذلك، سألته كيف يمكنه ان يتحدث هكذا مع رئيس وزراء لبنانquot; يتذكر خدام quot;انه حليف وثيق لسوريا. لقد خدم سوريا. كيف يمكن ان يكون شعوره الآن، وكيف يمكن ان يفيد هذا سوريا؟quot; قلتُ له. هنا هدأ بشار الأسد وطلب مني الاتصال بالحريري ودعوته للعودة الى دمشق.
رفض الحريري العودة الى العاصمة السورية، وبدلاً من ذلك التقى بخدام في منزل نائب الرئيس السوري في المنتجع الجبلي، بلودان، القريب من الحدود اللبنانية.
quot;كان رفيق غاضباً بوضوح وأظهر إحباطه. قال انه لم يتوقع ان يُعامل بهذه الطريقة وان هذه المعاملة ستبقى في ذهنه حتى وفاته. ما كان لينساها أبداquot; يقول خدام.