الأربعاء 29 نوفمبر 2006

فنجان قهوة
أبو خلدون


قبل سنوات، صدر في الولايات المتحدة كتاب مثير عن اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي وشقيقه روبرت بعنوان ldquo;السيطرة على الذهن: أوزوالد وسرحانrdquo; من تأليف كين ثوماس. ويقول كين في كتابه إن منفذي جريمتي الاغتيال لم يكونا في كامل وعيهما عند تنفيذ جريمتيهما، وإنما كانا يخضعان لسيطرة خارجية حولتهما إلى أدوات إجرام بهدف التغطية على القتلة الحقيقيين التي نفذت الجريمتين. وقال كين: إن سرحان سرحان الذي أمضى حتى الآن 39 سنة في السجن بتهمة اغتيال روبرت كنيدي، ولي هارفي أوزوالد الذي اغتاله جاك روبي، عند نقله من غرفة إلى أخرى أثناء التحقيق معه، كانا يخضعان، عند تنفيذ جريمتيهما لعملية سيطرة على الذهن حولتهما إلى وسيلة طيعة للقتل.

وواضح ان الرصاصة التي قتلت جون كنيدي لم يطلقها أوزوالد، رغم أن تقرير لجنة وارين الحكومية أشار إلى أن الرصاصة القاتلة التي اخترقت رأس كنيدي ثم أصابت جون كونالي، حاكم تكساس الذي كان يرافق الرئيس في السيارة، انطلقت من بندقية أوزوالد، ولكن أحدا من الأمريكيين لم يقتنع بهذا التفسير، إذ إن جون كنيدي كان يجلس في المقعد الخلفي للسيارة، مع زوجته، وكونالي كان يجلس في المقعد الأمامي، ولكي تخترق السيارة رأس الرئيس ثم تصيب كونالي، ينبغي عليها أن تتوقف في الهواء قليلا، ثم تستدير بزاوية 90 درجة وتصيب حاكم تكساس.

أما سرحان بشارة سرحان الذي سيحتفل في مارس/آذار المقبل بعيد ميلاده الثالث والستين، فقد كشف فيلم وثائقي بثته شبكة البي بي سي التلفزيونية تضمن مقاطع التقطت عند الاغتيال وجود أربعة من كبار المسؤولين في وكالة المخابرات المركزية هم: ديفيد موراليس، رئيس قسم العمليات، وجوردون كامبل رئيس قسم العمليات البحرية، وجورج جوانيدس رئيس قسم الحرب النفسية، وشخص رابع، يرافقهم أربعة رجال لم يتم التعرف إلى شخصياتهم في المهرجان الذي كان يلقي روبرت كنيدي فيه خطابه في فندق الإمباسادور في لوس انجلوس، وقد ظل الثمانية في الحفل حتى بعد حادث الاغتيال، مما دفع الكثيرين إلى التساؤل: ما هي أسباب وجود هؤلاء في المهرجان؟

قطعا، لي هارفي أوزوالد أطلق النار على الرئيس كنيدي، ولكن الرصاصة القاتلة لم تنطلق من بندقيته، وسرحان سرحان أطلق النار على روبرت كنيدي، ولكن الرصاصة القاتلة لم تنطلق من مسدسه، وإنما جاءت من الخلف، فقد كانت المسافة بين روبرت كنيدي وسرحان سرحان بضعة أمتار، بينما كشفت التحقيقات أن الرصاصة القاتلة جاءت من الخلف من مسافة تبعد سنتيمترات قليلة من رأس روبرت.

وينسب الفيلم إلى ديفيد موراليس قوله لأحد أصدقائه: ldquo;شاهدت مقتل الشريرين، فقد كنت في دالاس عندما قتلوا ابن الكلبة، وكنت في لوس أنجلوس عندما قتلوا ذلك النغل الصغيرrdquo;.

والفيلم الوثائقي الذي بثته البي بي سي من إعداد شان أوسليفان، وقد استغرق جمع معلوماته ثلاث سنوات، وفيه يقول الدكتور هربرت شبيجل، من كبار المختصين العالميين في التنويم المغناطيسي في جامعة كولمبيا: ldquo;إن سرحان سرحان جرت برمجته بالتنويم المغناطيسي للتغطية على القاتل الحقيقيrdquo;. ويذكر الفيلم ان سرحان سرحان خضع لعملية تنويم مغناطيسي أثناء التحقيقات معه لم يتمكن خلالها من تذكر لحظة الاغتيال على الإطلاق، مما يدل على أنه كان خاضعا لتأثير التنويم المغناطيسي.

نتذكر حادثي اغتيال جون وروبرت كنيدي لأننا نجد في ظروفهما تشابهاً كبيراً بظروف بعض العمليات التي جرت في منطقتنا في الآونة الأخيرة.