الجمعة08 ديسمبر2006


فنجان قهوة
أبو خلدون


على جدار مدخل ضريح الملك نبخيبيرورا توت عنخ أمون، نقش على الطين باللغة الهيروجليفية يقول: ldquo;الموت يأتي على جناحين لمن يدخل ضريح فرعونrdquo; وعلى ضريحه نقش آخر يقول: ldquo;الموت سيكون من نصيب من يقلق الفرعون في نومهrdquo;.

وفي 17 فبراير عام 1923 حطم اللورد كارنرفون وعالم الآثار هيوارد كارتر الجدار الطيني، ودخلا الضريح، وفي اليوم نفسه، عضت أفعى من نوع الكوبرا (والكوبرا في الأساطير المصرية القديمة رمز للقوة التي تحمي الفراعنة) كلب اللورد، وبعد أيام مات اللورد نفسه بسبب عقصة بعوضة على وجهه، وفي اللحظة التي مات فيها، حدث خلل في التيار الكهربائي وانقطع النور عن كل أحياء القاهرة، وفوجىء علماء الآثار بأن البعوضة تركت على وجه اللورد أثرا شبيها بأثر موجود على وجه توت عنخ آمون. وخلال سنتين، كان كل الذين شاركوا أو حضروا عملية هدم الجدار ودخول الضريح، من علماء الآثار والفنيين والعمال العاديين، وعددهم ،20 قد لاقوا حتفهم في ظروف غامضة فيما أطلق عليه علماء الآثار بعد ذلك اسم (لعنة الفراعنة).

وفي منتصف عام 1999 اكتشف علماء الآثار ldquo;مجمع أضرحة فرعونيةrdquo; في الصحراء الغربية، على مقربة من واحة البحرية، يعتقد أنه يحوي أكثر من 10 آلاف مومياء وبعض هذه الأضرحة مغطى بالذهب، ومنذ بداية عمليات الحفر جرى استخراج 234 مومياء منها، إضافة إلى آلاف التحف الفنية التي وُجدت مدفونة معها. ولكن الأحداث التي جرت بعد ذلك أعادت إلى الأذهان الحديث عن لعنة الفراعنة، فأثناء العمل في الموقع، هبت عاصفة رملية شديدة أدت إلى انهيار جرف دفن تحته 23 عاملا من عمال الحفر، كما أن 11 من علماء الآثار والخبراء اضطروا إلى ترك العمل والعودة إلى بلادهم بسبب إصابة بعض أفراد عائلاتهم بأمراض مفاجئة خطيرة، وفي عام 2002 دخل عالمان، أحدهما بريطاني والآخر أمريكي، أحد المدافن، وفي اليوم نفسه صعقت والدة كل منهما بالتيار الكهربائي أثناء العمل في المطبخ.

وتقول عالمة الآثار الدكتورة ديبورا هانلون التي تشرف على عمليات الحفر في الموقع إنها اضطرت إلى بيع تمثال للوثن ldquo;بِسrdquo; من أجل المساهمة في تغطية نفقات العمليات، فاشتراه مدير ldquo;معهد بحوث مصر القديمةrdquo; في باريس، وبعد أسبوع، مات المدير بالفشل الكلوي، علما بأنه لم يكن يشكو من هذا المرض من قبل، فأعادت زوجته التمثال إلى البعثة مع ملاحظة تقول: ldquo;الأمر أكبر من أن يكون صُدفةrdquo;، كما أن شخصا سرق مومياء فرعونية من الموقع، قناعها مغطى بالذهب، وعرضها للبيع في مزاد علني في طوكيو، ولدى عودة الرجل من المزاد هاجمته مجموعة من الكلاب الضالة وقتلته، أما الثري الياباني الذي اشترى المومياء فقد هاجمه كلبان شرسان وقتلاه.

ويذكر العلماء المشرفون على عمليات الحفر انهم عثروا في أحد المواقع على مجموعة من الأواني الخزفية، فجرى نقلها إلى المتحف المصري، ولكن كل من شاركوا في عمليات الحفر عنها أصيبوا بقروح في أيديهم وأذرعهم، ومات أحدهم. ولم يعثر العلماء على أي ميكروب أو مادة فطرية معروفة يمكن أن تكون سببا في القروح.

ولعنة الفراعنة قديمة، يتحدث عنها الناس منذ زمن طويل، ولكن علماء الآثار بدأوا يتحدثون عما يطلقون عليه ldquo;لعنة أطباء أسنان الفراعنةrdquo;، فقد كان الفراعنة يجلّون أطباء أسنانهم، وقبل مدة اكتشف علماء الآثار في مصر مدفنا كبيرا لهؤلاء كُتب على جداره عبارات شبيهة بالعبارات الموجودة على جدار ضريح توت عنخ آمون، بأن اللعنة ستطارد من يقلق الأطباء الموتى في قبورهم.والبعض يرفض المزاعم عن وجود لعنة للفراعنة ويقول: يبدو أن هنالك جمعية عالمية سرية على درجة عالية من التنظيم والقوة، نذرت نفسها لحماية كنوز مصر القديمة، وهي تنتشر في كل مكان في العالم، وتلاحق الذين يعتدون على الآثار الفرعونية.

وأسهل لنا أن نصدق أسطورة لعنة الفراعنة، من أن نصدق أسطورة الجمعية السرية.