علي حماده

السنة الجديدة على الابواب. وكذلك الوعود التي تنهال على رؤوس اللبنانيين من هؤلاء الذين يعوقون مجرى الحياة في البلاد تحت شعارات واهية وغير مقنعة، مستغلين حاجة الناس ومشاعرهم وغرائزهم البدائية. وعود هؤلاء الفئة بقتل الحياة في وطننا، وبتدمير البنيان الوطني، وبتحويل شعب لبنان كله طابوراً مرصوصاً في جمهورية الموت وتجارة الآلام والاحزان والفقر. نعم انها جمهورية الموت وتصدير الموت الى الخارج وتأبيد الفقر المدقع داخلا. جمهورية تتنطح لامتلاك تقنيات القرن الحادي والعشرين بمعناها التدميري بعقلية القرون الوسطى. جمهورية تحاول ان تضع يدها على بلاد الارز، بواسطة وكلاء محليين نسوا انهم وقبل أي شيء ينبغي ان يكونوا لبنانيين ولبنانيين فقط. ولكن ما حيلتنا وبعض الناس اصابهم الغرور فلبسوا ثوب الالوهة والقدسية ناسين ومتناسين ان لا قدسية إلا للبنان، ولا بشر على هذه الارض فوق البشر؟
مع حلول السنة الجديدة ماذا يمكن ان نقول في المحاولة الانقلابية التي ينفذها quot;حزب ولاية الفقيه في لبنانquot;؟ انها وصلت الى المفترق الحاسم بين ان تصير فتنة لا رجوع منها، او ان تعود الى سوية التفكير بالوطن وبمصالح اهله وبرغباتهم الحقيقية وليس برغبات مرشد ثورة من هنا ورئيس نظام من هناك. مفترق حاسم بين ان يأخذنا هؤلاء الى هاوية النزاع الاهلي الواسع، او ان يعودوا الى الدولة ومنطق المؤسسات. مفترق حاسم بين ان يفجروا دولة وشرعية تحميانهم هم ايضا، وبين ان يبدأوا مسيرة العودة الى كنف الشرعية والدولة بجدية وصدق.
هذا هو الخيار المطروح اليوم امام quot;حزب اللهquot; الذي اشعل الداخل اللبناني نيابة عن راعييه في طهران ودمشق، وذهب بعيدا في هز شجرة الشرعية، وخوض معركة المحكمة ذات الطابع الدولي نيابة عن نظام الرئيس بشار الاسد ليبدو الامر تحريفا، خلافاً لبنانياً داخلياً ولا علاقة للنظام المشتبه به بالاغتيالات في الامر.
لقد مضى الحزب المذكور بعيدا في استفزاز الشرائح اللبنانية المتنوعة، ووصل به الامر الى استعداء فئات واسعة منهم. لاجل من وماذا؟ ألكي يفلت القتلة من المحاسبة والعقاب ؟ ام من اجل تحقيق حلم مستحيل ظن صاحبه انه يمكنه بهامة كانت له ذات يوم، و بالتعمية، وبالتهويل، والتهديد، والوعيد، وبالانتفاخ ان يسيطر على حياة اللبنانيين ومستقبل اولادهم رغما عنهم ؟
وها ان الاعتصام في قلب بيروت الغاضبة يتحول يوما بعد يوم مادة مشتعلة تزيدها اشتعالا مكابرة هؤلاء القيمين على الانقلاب الذين يرفضون ان يروا ان تحركهم قد تعرى وطنياً وعربياً واسلاميا ليظل اسير الفئوية الضيقة كما هو على حقيقته.
حان الاوان كي يخرج quot;حزب اللهquot; من قلب بيروت، ومن ازقتها، وان يخلي سبيل البلاد والعباد.
حان الأوان كي يرتد quot;حزب اللهquot; عن احتلاله لقلب لبنان، وعن استرهانه شعب لبنان من اجل الآخرين.
واول العقل الخروج من بيروت المختطفة اليوم قبل الغد.