الأربعاء: 2006.03.029
توقيع
فاتح عبدالسلام
هل تورط المشرّع (العراقي) برسم هياكل الدولة قبل أن ينضج السياسيون لاستيعابها. وهل وضعت في الحسبان فترات التضحية التي ينبغي ان تقدم حتي تتعايش الدولة برأسين، رأس للوزارة ورأس للجمهورية؟
وهل يفرض وجود رأسين وجود جسمين ملحقين أو متصلين بهما؟.
وهل يوجد امكانية كاملة للسيطرة علي مشي احدهما مثل مشي الآخر؟
أينبغي ان يسيرا جنباً الي جنب أم الواحد خلف الآخر أم كل منهما في طريق؟
وهل يستطيع هذان الرأسان النأي بنفسيهما عن تناطح الرؤوس فيما حولهم من الكتل السياسية والفئوية الاخري.
يا تري أينبغي ان يصاب رأس بالصداع اذا كان الرأس الآخر موجوعاً أم ان لكل رأس صحته ومزاجه.. وعقله. ما أصعب وجع الرأس في جميع الحالات.
هل تشهد مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة العراقية الموعودة حالة حسم هذا (التعايش) القلق بين الحالتين.
لا تقل لي ان الدستور والنص الفلاني والقانون العلاني حسم العلاقة وحدد الصلاحيات ذلك ان التجربة السابقة كانت اكبر برهان علي خلل في الفهم عبر مظاهر السلوك والتصريحات من جهة، وعبر ضياع المواطن العراقي المعتاد علي بوصلة يتطلع نحوها مهما كانت بدائية وبطيئة من جهة أخري.
آفات التشريع المستعجل هي آفات التصدع المستقبلي في الجسم العراقي وهي آفات حفر فئة لفئة اخري والاثنان مصيرهما حفرة من النار إذا استمرا في الحفر..
يا تري هل توجد فرصة ليكبّر السياسيون العراقيون عقولهم وليستحوا قليلاً من نحيب الامهات الثكالي والاطفال اليتامي وجيوش الجائعين والمسحوقين والمهمشين والعاطلين والمفجوعين؟ ومن ثم لعلهم يتذكرون اسماً هو العراق لا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل اللّه بها من سلطان.
التعليقات