إسلام آباد - جمال اسماعيل، الحياة

قتل جندي من القوات الدولية المكلفة إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) وآخر افغاني ومدنيان، بانفجار سيارة قادها انتحاري من حركة laquo;طالبانraquo; قرب معسكر قاعدة laquo;فينكسraquo;، حيث تتمركز laquo;ايسافraquo; شرق العاصمة كابول امس. ولم تحدد هوية الجندي الأجنبي الذي أضيف الى 13 قتيلاً من القوات الأفغانية سقطوا في الساعات الـ24 الأخيرة، لترتفع بذلك حصيلة ضحايا المعارك المتواصلة في الولايات الجنوبية منذ الأربعاء الماضي، متجاوزة 200 قتيل بينهم عسكريان فرنسيان.

وأشار الجنرال رحمة الله رؤوفي، القائد العسكري في جنوب أفغانستان، الى ان الجنود الـ13 قاوموا عناصر من laquo;طالبانraquo; في ولاية هلمند طيلة ست ساعات ليل السبت - الأحد، بعدما حوصروا اثر تعرض موكب من عشرين آلية عسكرية لمكمن. وأوضح ان مقاتلي الحركة فروا بواسطة دراجات نارية، و laquo;لم تفلح القوات الحكومية في اللحاق بهم خشية تعرضها لمكامن اخرىraquo;.

وبعد يومين على إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اعتقال الملا داد الله، ظهر القائد العسكري لـ laquo;طالبانraquo; في الجنوب الأفغاني عبر محطة laquo;جيوraquo; الباكستانية امس، مؤكداً أن الحركة تملك حوالي 12 ألف مقاتل مزودين أسلحة، ويسيطرون على أكثر من 20 مديرية في ولايات أوروزجان وهلمند وقندهار وزابل، معلناً بدء اقامة الحد الإسلامي في أوروزجان، مسقط رأس زعيم laquo;طالبانraquo; الملا محمد عمر، وذلك بـ laquo;دعم من القوات الأفغانية وعناصر الشرطة التي ترفض تعقب مقاتلي الحركة أو تنفيذ عمليات ضدهمraquo;. وأعلن الملا داد الله ان الحركة دربت حوالي 1200 مقاتل على شن هجمات انتحارية laquo;ما يجعل صيف أفغانستان جحيماً لقوات التحالفraquo;، وهو ما توعدت به الحركة قبل أسابيع.

وفي اتصال هاتفي مع laquo;الحياةraquo;، رأى المهندس أحمد شاه زي الذي ترأس الحكومة الأولى للمجاهدين في التسعينات من القرن العشرين، أن تصاعد وتيرة العنف laquo;يؤكد ضعف الحكومة الأفغانية وعدم سيطرتها على المناطق خارج كابول، ما يحتم محاولتها تصدير الأزمة الداخلية الى الخارج بدلاً من الاعتراف بالفشلraquo;. لكن احمد شاه لم ينف إمكان حصول laquo;طالبانraquo; على دعم من دول مجاورة، في حين حذر من دفع الشعب الأفغاني ثمن أي توتر في العلاقات مع باكستان التي laquo;تشكل الرئة والمتنفس الخارجي له، في وقت لم يتلق أي مساعدات خارجية استناداً الى الوعود الدوليةraquo;. وأكد رئيس الوزراء الأفغاني السابق تنسيق laquo;طالبانraquo; وتنظيم laquo;القاعدةraquo; والحزب الإسلامي العمليات الميدانية، باعتبار ان الأطراف الثلاثة laquo;تواجه عدواً مشتركاًraquo;، لكنه حمّل الأميركيين مسؤولية التصعيد وفشل الحكومة بعدما تغاضوا عن laquo;الرشاوى والاستخدام السيئ للسلطة في كابول إلى حد لم يتصوره احدraquo;.

على صعيد آخر (ا ف ب)، أكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس ان الولايات المتحدة ستكون laquo;سعيدةraquo; في حال أغلقت معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا. وقالت لشبكة laquo;فوكس نيوزraquo; الاخبارية: laquo;يريد الجميع اغلاق غوانتانامو، ولكن أي مصير سيواجهه معتقلوه الخطرون الذين أسروا بسبب قتالهم الى جانب القاعدة في أفغانستانraquo;؟