الجمعة: 2006.06.09


القاهرة: من وليد طوغان - الرأي العام

رغم الأحداث السياسية الاقليمية المخيفة، تبدو العاصمة المصرية على موعد مع أزمة laquo;فنية ــ دينيةraquo; بطلها فيلم laquo;شيفرة دافنشيraquo;,,, ضراوة المعركة قد تكون مؤجلة قليلا في انتظار القرار النهائي للرقابة على المصنفات الفنية التي لم تبت حتى الآن بعرض الفيلم أو عدم عرضه
.

واللافت أن سبعة دور عرض كبرى (في القاهرة والإسكندرية) بدأت بث إعلانات تحمل لافتة laquo;قريباًraquo; مذيلة بمقتطفات ومشاهد من الفيلم الذي عرض بدءاً من أول الأسبوع الماضي في أكثر من 22 عاصمة في العالم.
الأزمة بدأت طلائعها في صفحات laquo;الرأيraquo; في الصحف القومية والمستقلة قبل أسبوع، فالطرف الأول الممثل غالبا لرجال الكنيسة ورجال المؤسسة الدينية الإسلامية رأى أن عرض الفيلم laquo;مدخل للجدل وربما الفتنة خصوصاً أن العمل يضرب الثوابت الدينية المسيحية وينكر قواعد ثابتة قامت عليها العقيدة المسيحيةraquo;, والطرف الثاني ويضم الليبراليين والمثقفين يرى أن عرض الفيلم لن يسيء خصوصاً أن الفاتيكان لم يعط رأياً تحريمياً حتى الآن.

وبين الطرفين هناك من يرى أن الجدل حول laquo;شيفرة دافنشيraquo; سينتهي إلى النتيجة نفسها التي انتهت إليها أزمة فيلم laquo;بحب السيماraquo; (بطولة ليلى علوي ومحمود حميدة)، وفيلم laquo;آلام السيد المسيحraquo; الذي انتهت فيه الرقابة إلى حل وسط,,, إذ سمحت بعرضه تحت لافتة laquo;للكبار فقطraquo; وفي عدد قليل من دور العرض قبل رفعه بسرعة منها.

وقال وكيل الأزهر السابق الشيخ محمود عاشور لـ laquo;الرأي العامraquo;: إن laquo;أزمة شيفرة دافنشي مفتعلة، فالضجة مثارة رغم وجود الرواية الأصلية في مصر طوال السنتين الماضيتينraquo;.

والحبكة الأساسية في فك رموز شيفرة دافنشي ترتكز على أن السيد المسيح عليه السلام كان متزوجاً من مريم المجدلية وان ذريتهما موجودة في أوروبا، إضافة لقصص مصاحبة اعتبرها القس ماتياس نصر (الباحث في شؤون اللاهوت المسيحي) تتعرض للثوابت الدينية، مضيفاً: laquo;معلوماتنا أن الرقابة سمحت بعرض الفيلم إلا أن مسؤولين تدخلوا لوقف القرارraquo;.

وقال: laquo;رغم أننا ضد الحجر على الإبداع الفني، لكننا لا يمكن أن نسمح بالتعرض للثوابت المستقرة لدينا من منطلق حرية التعبيرraquo;.

وأضاف القس ماتياس لـ laquo;الرأي العامraquo;: laquo;بغض النظر عن أنها افكار شر، وبصرف النظر عن اعتبار الفكرة الرئيسية للفيلم خيالا موتورا، لكن ما تردد في بدء دور العرض بث إعلانات عن قرب عرضه يعني أنه ممكن أن يعرض، ما يعني أننا استسلمنا لتلك السخافاتraquo;.
وقال القمص خليل تكلا لـlaquo;الرأي العامraquo;: laquo;نعلم أنها أشبه بخيال كارتون الأطفال، لكن رد الفعل الرسمي لابد أن يكون أكثر وضوحاًraquo;.

وذكّر القس ماتياس نصر بأزمة الدنمارك قائلا: laquo;لا أعتقد أن هناك أصواتا مسلمة تنادي بعرض الفيلم,, فـ laquo;شيفرة دافنشيraquo; يتعرض أيضا لثوابت إسلامية حول شخصية السيد المسيح ومع ذلك ننتظر من إخواننا المسلمين موقفا مماثلا للموقف الذي وقفه الأقباط في أزمة الرسوم المسيئة للنبي الكريم في الدنمارك (,,,) رفضنا ازدراء الأديان عموما ذلك الوقت وننتظر أن يتم التعامل وفق المنطق نفسه الآنraquo;.