حوار - هآرتس


أجرت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية حواراً مع محمد دحلان، رجل فتح القوي والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، وتطرقت إلى وجهات نظره.. وفي مستهل الحديث معه، حذر دحلان من أن خطة الانطواء في صيغتها الراهنة لن تحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، وستؤدي إلى تكريس الدائرة الدموية.. وأضاف دحلان أن الانطواء لن يوفر السلام والأمن للإسرائيليين أو للفلسطينيين، (قطاع غزة هو النموذج الأفضل لما سيحدث في أعقاب تنفيذ خطة أولمرت، لكن جدير بالذكر أنه في الضفة الواقع أكثر تعقيداً وكفيل بأن يكون أصعب، هذا لن ينتهي بنار صواريخ القسام).
دحلان، 44 عاماً، لا يزال يرتدي الحُلل التي تساير الموضة، وممشط الشعر بحرص، لا يخشى انتقاد رئيس السلطة أبو مازن.. حيث يدّعي أن أبو مازن ارتكب بضعة أخطاء جسيمة: هو صديقي، وهو الرئيس، وأنا سأساعده، لكنه أخطأ في تصرفه بالنسبة لفتح وأجهزة الأمن الفلسطينية، فقد كانت لديه إمكانية لإدخال دم جديد لفتح والجمهور أراد ذلك، وبدلاً من ذلك، رفع مرة أخرى رجال الجيل القديم في أجهزة الأمن أيضاً.. وأضاف دحلان: فتح حتى اليوم هي منظمة أكبر بكثير من حماس، لكنها غير منظمة على الإطلاق.. أبو مازن كان ملزماً بترتيب الصفوف وإجراء الانتخابات لقيادة المنظمة، التي لم تجرِ منذ عام 1989م، لكنه لم يفعل ذلك، وأنا لم أفاجأ من انتصار حماس في الانتخابات.. كما أن دحلان انتقد الجيل القديم (رجال فتح الخارج): أولئك الذين يعملون ظاهراً على تغيير فتح، يفعلون ذلك من تونس ومن عمان ولا يعرفون ما يجري هنا.

كان دحلان أحد رجال فتح الوحيدين الذين نجحوا في دوائرهم في إطار انتخابات المجلس التشريعي - باعتباره من مواليد مخيم خان يونس للاجئين، المنطقة التي تعتبر معقل قوته.. معظم أعضاء فتح في القطاع يأتمرون بأمره.. ورغم ادعائه بأنه لم يعد على صلة بالأمن الوقائي، فلا يزال أعضاء الجهاز يرونه قائدهم الأعلى.. وهو يُعتبر من أشد أعداء حماس، وفقط قبل يومين زار دحلان في المستشفى أحد ضباط الأمن الوقائي الذي أُصيب في محاولة تصفية من حماس، وبزعم دحلان فإنه لا يخشى على حياته.. أما الحراس الكثيرون في محيطه فيقولون خلاف ذلك.
* محمد دحلان، ما الذي سيعود على إسرائيل من التوصل إلى اتفاق فلسطيني بشأن وثيقة الأسرى؟
- هذه وثيقة تتعلق بالساحة الفلسطينية الداخلية، وهي ستجلب الاستقرار في الساحة الفلسطينية، مما سيؤثر إيجاباً على العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، والوثيقة لا تتطابق تماماً والمطالب الدولية، لكنها تدل على تغيير كبير في حماس إذا ما وافقت عليها.
* أنتم تزعمون كل الوقت بأن حماس لا تعترف بكم، فهل أنتم تنتظرون فقط اعتراف حماس بدولة إسرائيل؟ هذا ما تحتاجه دولة إسرائيل الكبرى، أن يعترف د. الزهار بكم؟
* هل ستجلسون في حكومة وحدة مع حماس؟.
- إذا ما قبلوا الوثيقة، فلا يوجد ما يمنع فتح من عمل ذلك.
* هل الوثيقة تتطابق وخريطة الطريق؟
- مرة أخرى، ليست هذه وثيقة دولية بل وثيقة فلسطينية داخلية، لكن لم يتبقَ شيء من خريطة الطريق أو من رؤية بوش، حطمتم هذه الخطط، على الفلسطينيين الآن أن يجدوا إجماعاً على إستراتيجية، لن يجديني إذا ما قررت الطريق فيما عارضته حماس، وعليه، فإن علينا أن نعالج أولا كل المشاكل الداخلية.
* عندما تقول إن نتيجة الانطواء ستكون أصعب من غزة، هل تقصد عمليات انتحارية؟
- لا أقول إنه ستكون عمليات أو لا، لكن النزاع والعنف والعداء، كل شيء سيبقى.
* هل ستتنافس في الانتخابات القادمة على الرئاسة لتخلف أبو مازن؟
- أخلف أبو مازن؟ لا أعتزم المنافسة على الرئاسة أو أن أعرض ترشيحي في فتح.
* ما هو موقفك من لقاء أبو مازن - أولمرت؟
- لا أعارض اللقاءات السياسية، لكن يجب أن تكون هناك نتيجة لمثل هذا اللقاء.. أمس وصل دحلان إلى مبنى البرلمان الفلسطيني في رام الله، وقد حظي بتمنيات حارة من نواب حماس رغم أنهم يتهمونه بالفساد، أما هو من جانبه فيبعث برسالة تهديدية لزملائهم في غزة، منذ بداية الأزمة بين حماس وفتح، انضم للأمن الوقائي 22 ألف متطوع، قال دحلان عن الجهاز الذي قاده في السابق، ولا يزال يعتبر مركز قوته في قطاع غزة.. لكن يبدو أن حركة حماس لا تخشى المواجهة في هذه اللحظة، ربما بسبب أن فتح ودحلان لا ينجحان في حشد التأييد في الشارع الفلسطيني.. وما ينبغي له أن يثير القلق في أوساط رجال حماس هو التقارب المتجدد بين العدوين اللدودين، الحليفين الآن ضد حماس: جبريل الرجوب، في هذه الأيام طالب يعد رسالة الماجستير يمسك بالخيوط في الضفة، ودحلان، ابن عمه، الذي رغم نفيه، إلا أنه كفيل أن يحل محل أبو مازن في يوم من الأيام.