الجمعة: 2006.06.30

شابة طموحة يدفعها الحماس إلى ملامح الناس المستغرقين في تفاصيل يومياتهم؛ تأثرت بهواية والدها فارتبطت بالكاميرا، التحقت بالجامعة الأميركية في دبي لتختص في التصوير، ثم توجهت إلى استراليا لاستكمال الدراسة، رفضها صاحب المؤسسة الخاصة حين علم بهويتها، ثم شاركت في معرض برشا الايطالي للصور الفوتوغرافية فكانت أصغر المشاركات.

إماراتية تسعى إلى وضع بصمة لها في سجل المتميزين نتعرف إليها في هذا اللقاء:

* لِمَ اتجهت إلى مجال التصوير ودراسته؟

ـ دفعني إلى هذا المجال؛ هواية الوالد كان يهوى التصوير جدا وكانت له مشاركات في مسابقات عدة، وهذا الأمر عايشته منذ صغري فارتبطت بالكاميرا حتى أصبحت هوايتي أنا الأخرى وتلك بداية التأثر.

* هل تعتقدين بجدوى هذا العمل؟

ـ أثناء الدراسة الجامعية وجدت الاستغراب والاستهجان من زميلاتي حين صرحت بهذه الرغبة، ويؤكدن لي بأنه مجال لا يمكن الاعتماد عليه كـ (بزنس ) أو مجال يؤمن دخلا مناسبا؛ لكني اندفعت وراء مشاعر الاستمتاع التي يحققها لي التصوير، ولم أفكر في جدوى الدخل أو الفائدة المادية. فالتحقت بالجامعة الأميركية، وحين لاحظ أستاذ التصوير في الكلية أني أمتلك مهارة ورغبة حقيقية وجهني مباشرة إلى الدراسة في استراليا؛ حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في التصوير.

* ألم تواجهك عقبات؟

ـ واجهت عقبات في بحثي عن العمل في القطاع الخاص، وكنت على استعداد للعمل في أستوديو للتصوير الفوتوغرافي عادي جداً؛ لكن الغريب أن المسؤول حين علم باني إماراتية رفض تعييني. بعدها عملت لدى شركة إعلامية خاصة؛ غير أن حظي الجيد ظهر حين التحقت بالعمل الرسمي في الإمارات اليوم.

* ما هو أهم عمل قمت به من خلال الكاميرا؟

ـ بالنسبة لي كل المهام التي توكل إلي هامة، وهذا العمل أتاح لي فرصة الالتقاء بأناس وأشخاص لم أتخيل قط أن التقي بهم، وأن أتقرب منهم، وقد أثروا في حياتي.

* المصور الصحافي يرتاد الأماكن الخطرة وذات الأحداث الساخنة هل تقومين بذلك؟

ـ بالطبع فهذا عملي، وأول مهمة وهي الأهم كانت خارجية حين أوفدت من قبل المؤسسة لتغطية زلزال باكستان، وكنت الوحيدة المبعوثة لأنهم آمنوا بقدراتي، وهذا حمّلني مسؤولية أكبر، وعززني بالثقة فلم أتردد في القبول والذهاب إلى موقع الحدث؛ علما بأني لا أتكلم ( الأوردو ) لغة السكان هناك؛ فكانت لغة التفاهم بيني وبينهم هي الكاميرا، والتي كانت وسيلة للتواصل أيضا، كما ذهبت إلى عمق المنطقة المتضررة وهي كشمير وقتها لأزود المؤسسة بالصور الحية والمباشرة.

* تجربتك حديثة نسبيا لكن قمت بتغطية خارجية وشاركتِ بمعرض للصور في الخارج ما تعليقك؟

ـ المعرض كان مفاجأة بالنسبة لي وفي الوقت نفسه فرصة غير متوقعة فقد تلقيت دعوة من الناقدة الايطالية في التصوير جوليانا شميه وهي ناقدة معروفة هناك؛ للمشاركة في معرض مدينة برشا الايطالي بعدما شاهدت صوري على الموقع الخاص بي.

* كيف تصفين هذا المعرض؟

ـ هو معرض يقام كل سنتين يشارك فيه مجموعة من الفنانين؛ لكن هذه المرة خصص لمشاركات النساء، وجاء تحت عنوان ( المرأة والتصوير ) وضم مشارِكات من كل البلدان، واشتملت المعروضات على صور منذ بدء تاريخ التصوير؛ فهناك نساء قمن بهذا العمل منذ عقود طويلة لم يعرف بهن أحد لأن المؤرخين من الكتاب رجال فأهملوا نتاج النساء واعتنوا بإنتاجهم وأقرانهم من الرجال.

* وكيف وجدت التجربة و أهميتها؟

ـ لاشك انها فرصة ثمينة، وإن تكن مدروسة غير أنها كفكرة كنت أعمل عليها فجاءت الدعوة لتدفعني، المشاركة الخارجية في الدوافع للقيام بالعروض. خاصة أن الهدف من هذه المشاركة الخارجية هو إطلاع العالم على واقع المرأة العربية، والتأكيد على أنها تتمتع بالحرية؛ ويعزز ذلك أنها تعمل في كل مجال ومنها التصوير، والحقيقة أن هذا الأمر كان دافعي الأكبر للمشاركة وتمثيل الإمارات، والمرأة الإماراتية على وجه الخصوص.

كما أن التجربة منحتني الثقة وخلصتني من التردد وفتحت لي آفاقا في كيفية اختيار الصورة المناسبة للعرض والتي تحقق هدف جذب المشاهد أو المتلقي وما أسعدني أكثر أن من قامت بدعوتي وبمبادرة شخصية هي ناقدة معروفة وقد تعرضت بالدراسة في الصحف المحلية هناك.

* ما هي الاعتبارات التي اعتمدت عليها في اختيار أعمالك المشارِكة؟

ـ أنا أميل إلى تصوير الناس، وتسجيل ثقافاتهم وتفاصيل يومياتهم في حياتهم الطبيعية وسلوكهم، وأقوم بالتقاط أكثر من صورة أضعها في ترتيب يشكل قصة؛ خاصة أني أحرص على التقاط الصورة من دون لفت نظر ملاحظة الشخص، وأحرص على ان تكون مناسبة الصور في كل حركة أو لقطة؛ ؛ لاحقا صرت التقط الصورة المعبرة والتي تشكل في حد ذاتها قصة لذلك سهل علي الاختيار لكن في مراحل مختلفة.

* مَن من مشاهير المصورين تعتبرين أسلوبه أنموذجا؟

ـ لا أتوقف عند هذا المعنى الآن، واعترف أني كنت أتهيأ للعمل في مجال ( الموضة ) والأزياء فقد كنت أعجب بالفكرة وراء صور المصور الايطالي اوليفيرو توسكاني فقد وقام بالتقاط صورة لمريض بالايدز على وشك الاحتضار، وصورة أخرى لامرأة افريقية وطفل أبيض، صورتان منهما على مفارقات ادت إلى حدوث ضجة كبيرة؛ لكنه من خلالهما استطاع أن يبرز مهارته في اعماله لذا اسس مدرسة للتصوير يعتد بها ،ان ما يشدني هي الفكرة في اعماله في هذين العملين.

* تغيرت قناعاتك فمن يقف وراء هذا التغيير؟ ولماذا؟

ـ تغيرت قناعاتي بعدما قدمت بحثا عن العرب الاستراليين حيث وجدت العديد من الموضوعات الحساسة، والقصص الإنسانية التي قلبت كل قناعاتي وتحولت إلى التصوير الصحافي.

* ما هو الموقف الذي تتمنين التقاطه لتتركي به بصمة؟

ـ أن التقط صورة عن حياة شخص بها ابعاد إنسانية فبعض القصص التي تتناقلها وسائل الإعلام لا يتصورها المتلقي، ولا يصدق أنها واقعية لفرط تراجيديتها غير ان الصورة تحقق المصداقية وتدحض التشكيك في القصة فالصورة اقوى من الكلمة، وهذا هو دافعي إلى التصوير الصحافي والاستعاضة به عن العمل الصحافي والكتابة الصحافية.

حوار: فاطمة محمد الهديدي