الإثنين: 2006.07.03


rlm;إبراهيم نافع



بعد أن تمكنت جميع الفصائل الفلسطينية وعلn رأسها حركتاrlm;'rlm; فتحrlm;'rlm; وrlm;'rlm;حماسrlm;'rlm; من التوصل إلي توافق وطني حول وثيقةrlm;'rlm; الأسريrlm;'rlm; بعد إدخال تعديلات محدودة عليهاrlm;,rlm; اندفعت التطورات علي الأرض إلي وجهة معاكسةrlm;,rlm; حيث صعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها علي الشعب الفلسطينيrlm;,rlm; وتستعد لاجتياح قطاع غزة عسكرياrlm;.rlm; كما واصلت في الوقت نفسه عمليات القتل والتدميرrlm;.rlm; وقد بدأ التصعيد العسكري الإسرائيلي بعد الهجوم الذي قامت به أجنحة عسكرية لثلاثة فصائل فلسطينية علي معسكر للجيش الإسرائيلي قرب معبرrlm;'rlm; كيرم شالومrlm;'rlm; أوrlm;'rlm; كرم أبو سالمrlm;'rlm; وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين واختطاف رابعrlm;.rlm; فقد طالبت هذه الفصائل بإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات لدي قوات الاحتلال والإفراج عن الأطفال دون الثامنة عشرة من المعتقلين مقابل الإفراج عن الجندي الأسيرrlm;.rlm; وهو ما رفضته الحكومة الإسرائيلية رفضا قاطعا وهددت باجتياح القطاع ما لم يتم الإفراج عن الجندي المختطف دون قيد أو شرطrlm;.rlm;

وبدأت قوات الاحتلال في قصف مدينة غزة والتحرك لاجتياح القطاعrlm;,rlm; وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس رئيس حزب العمل أنه إذا لم يتم الإفراج عن الجندي فإن قواته سوف تخطف مسئولين من حركة حماسrlm;,rlm; وتفاخر بأن إسرائيل ستلقن حماس درسا فيrlm;'rlm; عمليات الخطفrlm;'.rlm; وبالفعل تحركت قوات الاحتلال واعتقلت ثمانية وزراء في الحكومة الفلسطينية وأربعة وعشرين عضوا في المجلس التشريعي عن حركة حماس وعدد كبير من أعضاء المجالس المحليةrlm;.rlm;

وصعدت قوات الاحتلال عدوانها علي الشعب الفلسطينيrlm;,rlm; وقصفت طائرات حربية إسرائيلية بعض أحياء غزة بطريقة عشوائية وهددت بالاجتياح البري للقطاع بأكملهrlm;.rlm; وبالرغم من أن ما تقوم به إسرائيل يعد بحق حربا عدوانية علي شعب أعزلrlm;,rlm; فإن الإدارة الأمريكية اعتبرت أن ما تقوم به القوات الإسرائيلية يندرج ضمن حقrlm;'rlm; الدفاع عن النفسrlm;'.rlm; وبعيدا عن التقدير السياسي للعملية التي أقدمت عليها عناصر فلسطينية مسلحةrlm;,rlm; فإنها في جوهرها تمثل نوعا من المقاومة من أجل تحرير الأرضrlm;,rlm; فالعملية تمت ضد جنود احتلال علي أراض محتلةrlm;,rlm; ومن ثم فهي لم تتم ضد مدنيين أبرياء داخل إسرائيلrlm;,rlm;

وبالتالي فإنه حسب القانون الدولي تعد عملية مقاومة مشروعةrlm;,rlm; وقد سبق لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أن قالت ـ بشكل قاطع ـ إن الذين يستهدفون الجنود والمستوطنين لا يمكن وصفهم بالإرهابيينrlm;.rlm; وبالتالي فما جري فيrlm;'rlm; كيرم شالومrlm;'rlm; يندرج ضمن المقاومة المشروعة وفق القانون الدوليrlm;,rlm; ومن ثم لا يمكن وصفه بالإرهابrlm;,rlm; وربما يمكن السجال حول طبيعة العملية وتوقيتها من الناحية السياسية وإلي أي حد ساعدت الحكومة الإسرائيلية في مواصلة الادعاء بعدم وجود شريك فلسطيني للسلامrlm;.rlm;

وفي تقديري أن الحكومة الإسرائيلية الراهنة بقيادة أولمرت لا ترغب الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيينrlm;,rlm; لأنها تريد فقط تطبيق رؤيتها من جانب واحد ممثلة في خطةrlm;'rlm; الانطواء أو التجميعrlm;'rlm; كما عرضها أولمرت في مؤتمر هرتسيليا أوائل العام الحاليrlm;,rlm; وكما وردت في برنامجه الانتخابيrlm;.rlm; فهذه الخطة ستمكنه من جانب واحد تطبيق رؤيته دون مفاوضات ودون التزاماتrlm;.rlm; واعتمد أولمرت علي نجاح حركة المقاومة الإسلامية ـ حماس ـ في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لكي يواصل الادعاء بعدم وجود شريك فلسطيني للسلامrlm;,rlm; ومن ثم يجد التفهم الأمريكي والدولي للسير في خطته أحادية الجانبrlm;.rlm;

واعتمد أيضا علي رفض حماس مطالب اللجنة الرباعية بوقف العنف والاعتراف بإسرائيل والاتفاقات التي تم توقيعهاrlm;,rlm; لكي يواصل السير في تنفيذ خطتهrlm;.rlm; وفي مرحلة تالية وجدت الحكومة الإسرائيلية في الخلافات ثم الصراعات بين فتح وحماس ما يعفيها عن أي حديث عن المفاوضاتrlm;.rlm; وهنا بذلت مصر جهودها المكثفة لإنهاء المواجهات بين فتح وحماسrlm;,rlm; مع دعوة الفصائل الفلسطينية للتوافق فيما بينها حول رؤية مشتركةrlm;,rlm; وهو ما حقق قدرا من النجاح وصل إلي تبني الوثيقة بالفعل بعد إدخال تعديلات طفيفة عليهاrlm;.rlm; وقد حاولت الحكومة الإسرائيلية طوال الوقت إفشال هذه الجهود بتكثيف العدوان علي الشعب الفلسطيني وقتل المدنيينrlm;.rlm; وجاءت عمليةrlm;'rlm; كيرم شالومrlm;'rlm; لتجد فيها الحكومة الإسرائيلية ضالتها المنشودة وتحشد قواتها لاجتياح القطاع من جديدrlm;.rlm;

وفي تقديري أنه مع سلامة الموقف القانوني لهذه العملية إلا أنها افتقدت الرؤية السياسيةrlm;,rlm; كما غابت الحكمة عن أطراف فلسطينية في معالجتهاrlm;,rlm; الأمر الذي حقق لإسرائيل ماتريده بشن عدوان علي القطاع واعتقال عدد من وزراء الحكومة وأعضاء المجلس التشريعيrlm;.rlm; وقد عبرت عن ذلك بوضوح وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية السابقة شولاميت ألوني التي قالت في حوار مع أحد المواقع الإلكترونيةrlm;'rlm; إن مطلقي صواريخ القسام جهلة لأنهم يمدون الجيش الإسرائيلي بالذرائع لمواصلة زرع الموت والخراب في غزةrlm;'rlm; وأضافتrlm;'rlm; وكان ينبغي فضح مساعي إسرائيل الدائمة لعرقلة أبو مازن من الجلوس علي مائدة المفاوضاتrlm;,rlm;

فكلما لاحت فرصة للتقدمrlm;,rlm; سارع الجيش إلي اغتيال ناشط أو قائد فلسطينيrlm;,rlm; لقد فقدت ثقتي بالجيش الإسرائيلي ولابد من تقديم أسانيد اتهام ضد من يرتكب مجازر حرب بحق المدنيين الفلسطينيينrlm;'.rlm; وفي ختام حديثها قالتrlm;'rlm; لو كنت فلسطينية لاستجبت لنداء الحكمة وأوقفت إطلاق صواريخ القسام وأقول للعالم كله نحن الفلسطينيين نريد التفاوض من أجل السلام وعندها ننتظر وسوف نري من بين الإسرائيليين من سيمد يديه للمفاوضاتrlm;,rlm; وبذلك تنجلي الصورة ويضع الفلسطينيون الكرة في ملعب إسرائيل والمجتمع الدولي لكي يضطلع بمهامه والتزاماته لإقامة دولة فلسطينية تشمل القدس الشرقية مع الربط بين الضفة والقطاعrlm;'.rlm;

ونفس هذه الأفكار أكدها يهودا لانكري في مقال له بعنوانrlm;'rlm; هناك من يمكن التفاوض معهrlm;'rlm; في صحيفة معاريف بتاريخrlm;28rlm; يونيو الماضي حيث قال إن تأكيد أبو مازن أن الإرهاب جريمة ثم إدانته العمليات الإرهابيةrlm;,rlm; ينبغي أن يقنع أولمرت بأنه يوجد شريك فلسطيني للسلامrlm;'.rlm; وهناك من الكتاب الإسرائيليين من أكد أن العمليات التي تقوم بها فصائل فلسطينية مسلحة إنما هي رد طبيعي علي سياسات رئيس الحكومة ووزير دفاعهrlm;.(rlm; ليمور دراشrlm;,rlm; فرسان الأوهامrlm;,rlm; معاريفrlm;28rlm; يونيوrlm;2006).rlm;

ويبدو واضحا أن هناك تيارا يتبلور في إسرائيل ويرفض بوضوح عدوان الجيش علي الشعب الفلسطينيrlm;,rlm; ويطالب بالتفاوض مع أبو مازنrlm;,rlm; وقد بدأ أنصار هذا التيار المقارنة بين سياسات رئيس الوزراء الحالي أولمرت وسياسات شارونrlm;,rlm; وقدروا لأول مرة أنه يفتقد الرؤية السياسية التي تتعامل مع الموقف الراهنrlm;,rlm; وأنه لا يملك سوي رؤية أحادية تتمثل في تطبيق خطة الانطواءrlm;,rlm; ومن ثم لا يري غيرهاrlm;,rlm; كما أنه يعجز عن التعامل سياسيا مع فرصة أخري تلوح في الأفقrlm;.rlm;

وفي تقديري أيضا أن الجانب الفلسطيني وبعد أن حقق إنجازا كبيرا بالتوافق حول جوهر وثيقة الأسريrlm;,rlm; واعتماد هذه الوثيقة من خلال الحوار الوطني الفلسطينيrlm;,rlm; بات مطالبا برؤية سياسية توافقية بين جميع القوي والفصائل الفاعلةrlm;,rlm; للتعامل مع الوضع الراهنrlm;.rlm; فالمطلوب أولا البناء فوق ما تحقق في وثيقة الوفاق الوطني والتحرك نحو تشكيل حكومة وحدة وطنيةrlm;,rlm; ثم الأهم هو تشكيل مجموعة عمل من مختلف الفصائل لإدارة الأزمة الحالية وعدم منح الحكومة الإسرائيلية ذريعة لاجتياح القطاع وتدمير ما تبقي من بنية تحتيةrlm;.rlm;

وفي تقديري أن المسألة تحتاج إلي حسم سريع من جانب السلطة الوطنية الفلسطينيةrlm;,rlm; فإذا كانت الجهود الدبلوماسية المصرية قد نجحت حتي الآن في منع اجتياح القطاع برياrlm;,rlm; فإن الحكومة الإسرائيلية مازالت تتحين الفرصة لتحقيق خطة معدة سلفا لتدمير السلطة واعتقال قادة حركة حماسrlm;,rlm; وهو ما كشف عنه اليكس فيشمان في مقال له بعنوان من يؤيد تصفية حماس؟ بصحيفة يديعوت أحرونوت فيrlm;2006/6/30rlm; والذي قال فيه إنrlm;'rlm; خطة تدمير حكومة حماس بتفاصيلها كانت معدة سلفاrlm;,rlm; وجاءت عملية اختطاف الجندي الاسرائيلي لتعطي المبرر للبدء في تنفيذهاrlm;'.rlm;

وأحسب أن المطلوب حاليا هو التحلي برؤية سياسية واضحة في التعامل مع الموقف الراهن وما يحمله من تحديات بل وتهديدات للمشروع الوطني الفلسطينيrlm;,rlm;وإذا كانت الفصائل الفلسطينية قد نجحت في الاتفاق عليrlm;'rlm; وثيقة الأسريrlm;'rlm; أو وثيقة الوفاق الوطنيrlm;,rlm; فبإمكانها التوصل إلي رؤية مشتركة حول سبل إدارة الأزمة الراهنة علي النحو الذي يحرم الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ خطتها المعدة سلفا لتدمير الحكومةrlm;,rlm; وقبلها تدمير البنية التحتية ونشر الفوضي والخراب في قطاع غزةrlm;.rlm; وفي تقديري أنه يمكن تحقيق ذلك عبر الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية علي تشكيل خلية عمل من مختلف الفصائل كصورة مصغرة لحكومة وفاق وطنيrlm;,rlm;

وأن تنفتح هذه المجموعة علي الجهود التي تبذلها مصر من خلال ما يقوم به الرئيس حسني مبارك من جهود واتصالاتrlm;,rlm; وما يبذله الوفد المصري هناك من جهود أيضاrlm;,rlm; وفي هذه الحالة يمكن التوصل إلي صيغة مقبولة للتعامل مع أزمة الجندي المختطفrlm;,rlm; وفق رؤية وطنية فلسطينية تضع في الاعتبار مطالب الإفراج عن الأسيرات والمعتقلين من الأطفالrlm;,rlm; وذلك بعيدا عن الحسابات الفصائلية المحدودة أو الرضوخ لمجموعات صغيرة يحركها الانتقام من العدوان الإسرائيليrlm;,rlm; فكما أن التحرك الإسرائيلي ينطلق من رؤية تستهدف تطبيق خطة معدة سلفاrlm;,rlm; فإنه فلابد أن يتجاوز العمل الفلسطيني رد الفعل الآني إلي رؤية وطنية ترمي إلي تحقيق الهدف النهائي للنضال وهو تحرير الأرض وأن تحدد أدوات النضال ويجري التعامل معها باعتبارها أدوات تتسم بالمرونةrlm;.rlm;