القاهرة: محمد صلاح - الحياة
نفى الأصولي المصري محمد خليل الحكايمة أن يكون الرجل الثاني في تنظيم laquo;القاعدةraquo; الدكتور أيمن الظواهري أعلن انضمام زعيم laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; الدكتور عمر عبدالرحمن الموجود في أحد السجون الأميركية ورئيس مجلس شورى laquo;الجماعةraquo; رفاعي أحمد طه المسجون في مصر والقياديين في التنظيم عبدالآخر حماد المقيم في ألمانيا ومحمد مصطفى المقرئ المقيم في بريطانيا إلى تنظيم laquo;القاعدةraquo;، مشيراً إلى أن laquo;الظواهري تحدث عن أن الأربعة رفضوا مراجعات قادة الجماعة الإسلاميةraquo;.
وأكد الحكايمة في حديث إلى laquo;الحياةraquo; عبر البريد الالكتروني أنه انضم فعلاً إلى laquo;القاعدةraquo; laquo;من باب نصرتهم في الدينraquo;، وأن مطالبة laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; بإعادة تشكيل جناحها العسكري جاءت laquo;لمواجهة أعداء الأمة من اليهود والصليبيينraquo;.
ورد الحكايمة على سؤال عن نفي قادة laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; ما ورد على لسان الظواهري في شريط تلفزيوني من انضمام قادة آخرين غيره إلى laquo;القاعدةraquo;، وقال: laquo;للأسف حدث سوء فهم لا أدري عن قصد أم لا عند تناول بيان الدكتور الظواهري عند ذكره إسم فضيلة الشيخ عمر عبدالرحمن والشيخ رفاعي طه (فك الله أسرهما) والشيخ عبدالآخر حماد والشيخ محمد مصطفى المقرئ حيث كان ذكرهم من باب أنهم قيادات للجماعة عارضوا التوجه الجديد للقيادات التاريخية وليس من باب أنهم انضموا للقاعدة. فالجميع يعلم أن الاتصالات مقطوعة مع كل هؤلاء المشايخ الأفاضل لظروف الحرب ولولا الخوف عليهم وهم يعيشون الآن أسرى تحت قوانين مكافحة الارهاب لأشركناهم في الامر ولم نُحرم مشورتهمraquo;.
وعن توقيت ظهوره وإعلانه انضمامه إلى laquo;القاعدةraquo;، أشار إلى أن الوحدة والاعتصام laquo;واجب شرعي في أرض القتال حيث لا يسع المسلمين تركه، إذ أفتى كثير من العلماء بعدم جواز تعدد الجماعات الإسلامية في أرض الجهادraquo;، معتبراً أن تلك الخطوة تعتبر laquo;نصرة لأمير الجماعة الإسلامية الشيخ عمر عبدالرحمنraquo; في سجنه الأميركي. ورأى أن تنظيم laquo;القاعدةraquo; يعتبر laquo;أحد أهم طلائع الأمة الإسلامية في مواجهة laquo;هُبل العصرraquo; أميركا الصليبية وعليه فنصرتهم أصبحت واجبة شرعاً على كل مستطيعraquo;، وأن إعلان التوحد والقتال معهم laquo;هو من باب نصرتهم في الدينraquo;. وأضاف أن laquo;الجماعة الإسلامية في مصر شريكة لتنظيم القاعدة في الجهاد ضد أعداء الأمة قبل عشرين عاماً في أفغانستان لقتال الاتحاد السوفياتي، وفي البوسنة والهرسك ضد الصرب، وفي الشيشان وداغستان، والآن في أفغانستان والعراق ضد الولايات المتحدةraquo;.
ورد الحكايمة على نفي قادة laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; معرفتهم به أو كونه قيادياً في التنظيم رافضاً الدخول في مهاترات laquo;لأننا أصبحنا أجداداً ودبّ الشيب فيناraquo;، ولكنه خاطبهم قائلاً laquo;لا يهمني أن تعرفوني أو لا تعرفوني فشهادتكم لن تنفعني يوم القيامة بشيء، وأقول لمشايخنا الأفاضل إن كنتم صادقين في ذلك فاذهبوا وأسألوا المحامي منتصر الزيات كم مرة ترافع عني في المحاكم؟ وكم مرة اعتقلت؟ وأسألوا الشيخ خالد ابراهيم أمير مدينة أسوان من الذي أسس الجماعة الإسلامية في أسوان وأسألوا الشيخ رفاعي طه من أسس مجلة laquo;المرابطونraquo; وإن كانت هناك مصداقية فأرجو نشر ما يقوله المشايخ عني في موقع الجماعة الرسميraquo;.
وتناول الحكايمة في رده على أسئلة laquo;الحياةraquo; أسباب مطالبته الجماعة بإعادة تشكيل الجناح العسكري، وقال laquo;يجب ان نكون قدوة لامتنا التي نطالبها ان تهب للدفاع عن نفسها وتقف بجانب ابنائها المجاهدين، لأن الأمة الإسلامية تواجه عدواً تقاسم أدوار الحرب عليها فهم أحلاف عسكرية أعلنوا الحرب على دول ضعيفة العتاد والعدة، فبالأمس فلسطين واليوم لبنان وغداً مصرraquo;. وقال: laquo;أنظر ماذا حدث في فلسطين، أين ذهب المدافعون عن الديموقراطية وعن حق اختيار الشعوب؟ لماذا لم يقفوا لاسرائيل حتى بكلمة واحدة عندما اختطفت نصف عدد حكومة حماس المنتخبة ديموقراطياً؟ وفي لبنان تراهم يعطون للجيش اليهودي الوقت الكافي لإحداث أكبر مجازر للمدنيين العزل. وفي الصومال تدخل اثيوبيا بجيشها ولا احد يتكلم عن انتهاك سيادة الدولة، انها الحرب العالمية الثالثة على الاسلامraquo;، مؤكداً أنه طالب بإعادة تشكيل الجناح العسكري هذه المرة laquo;لمواجهة أعداء الامة من اليهود والصليبيينraquo;. وأضاف: laquo;استوعبنا التجربة الجهادية التي دفعت اليها الجماعة ولم تخترها بكامل ارادتها، دفعت الجماعة دفعاً من قبل قياداتها التاريخية ومن النظام الحاكم في وقت واحدraquo;.
وكشف الحكايمة أن laquo;رفاعي طه أبدى اعتراضه على القيادات التاريخية عندما قرروا بدء العمليات المسلحة عام 1992 وأرسل لهم laquo;الأخraquo; ضياء الدين فاروق من بيشاور بشريط صوتي له كي يقنعهم برأيه حيث كان يرى ان الأمور لا تزال تحتاج الى كثير صبر واعداد فلم يؤخذ برأيه وهو مسؤول الجناح العسكري وعضو في مجلس الشورى للجماعة في الداخل والخارج. فالقيادة التاريخية دفعت الجماعة لخوض هذه التجربة. وحتى نكون منصفين لهم فقد اعطوهم الضوء الأخضر وإشارة البدء التي لم يفهمها الشباب المتحمس للجهاد، وعليه يجب ان تحمل مسؤولية ذلك كاملاًraquo;، معتبراً النظام المصري laquo;كان يدفع للمواجهة حيث تبنى سياسة الضرب في المليان وتصفية قيادات الجماعة العاملة في الدعوةraquo;. وتابع: laquo;الآن عندما تكون الأمة في حالة حرب عالمية وفي حاجة ماسة للعلماء المجاهدين والى قيادة مخلصة تقودها لقتال أعدائها تخرج أبحاث جديدة وشروط تعجيزية لقتال العدوraquo;.
وعلق الحكايمة على كتب أصدرتها laquo;الجماعة الإسلاميةraquo; انتقدت فيها التفجيرات العشوائية التي قام بها أعضاء في laquo;القاعدةraquo;، ورأى أنها laquo;ارتكزت على أربعة أسس غير واقعية لأنها استقرئت من خلال ما ينشر في وسائل الإعلام، فلم يحدث ان تتواصل قيادات الجماعة مع أسامة بن لادن ولا الظواهري للوقوف على استراتيجية المعركة التي يخوضونهاraquo;. وأضاف: laquo;الأمر الآخر ان كتابة هذه الأبحاث كانت بعد سقوط الإمارة في أفغانستان واحتلال العراق فكتبت بنفسية القائد الذي يستشعر مرارة الهزيمة واليأس. أما الآن فتغير الأمر تماماً بعد أن اثبتت القاعدة ومن ورائها الأمة الإسلامية انها قادرة على مواجهة الأميركان وإلحاق الهزيمة بهم في العراق وأفغانستان عما قريبraquo;.
وحول الأسس الشرعية المطروحة في الأبحاث مثل laquo;شبهة امان أهل الكتابraquo; و laquo;التترس والتبييتraquo;، فتساءل الحكايمة موجهاً الحديث إلى قادة الجماعة: laquo;لماذا تحمّلون القاعدة كل الأخطاء التي تقع في كل عملية تحدث في بلاد المسلمين بالرغم من علمكم ان الشباب المجاهد يقوم بكل ترتيبات العمليات من دون إطلاع القيادة بسبب الظروف الأمنية المعقدة التي يعيشها؟ ولماذا لم تطرحوا في الأبحاث البدائل العملية لقتال العدو الصائل على الأمة وبالطرق والوسائل التي لا ترى فيها محاذير شرعية؟ هل لو أصدرت القاعدة بياناً تأمر فيه الشباب المجاهد بوقف العمليات بالمتفجرات أو غيّرت اسلوب القتال فيها ضد اليهود والصليبيين هل ستعلن القيادات التاريخية وقوفها بجانب القاعدة في حربها مع الاميركان؟raquo;.
وحول موقف الدكتور عمر عبدالرحمن، قال laquo;كان موقفه في البداية مثل كل القيادات في الخارج غير معترض على قرار وقف العمليات لثقته العمياء في ابنائه وتلاميذه. لكن حدثني الشيخ رفاعي طه ان الشيخ عمر عندما سمع بالتفاصيل أخرج بياناً شفهياً مع الأخ أحمد عبدالستار يسحب فيه تأييده للمبادرةraquo;.
وسألته laquo;الحياةraquo;: البعض يقول لو كنت تعيش في مصر لوقعت ايضاً ووافقت على المراجعات التاريخية، لأنكم تعارضون فقط لأنكم تعيشون في الخارج بعيداً عن قبضة السلطات؟ فأجاب: laquo;كنت أعترض على الشيخ رفاعي طه من أجل معارضته للقيادات التاريخية من أول بيان فكنت أقول له نصبر ونتبين الأمر، وكان يرد علي: يا ليت الأمر يقف عند هذا (يقصد بيان وقف العمليات)، وفي اليوم نفسه خرج مدير مباحث أمن الدولة الأسبق اللواء فؤاد علام على قناة الجزيرة وقال معلقاً على بيان الاخوة (كما خرجوا علينا بابحاث وفتاوى شرعية فلا بد وان يرجعوا بأبحاث وفتاوى شرعية) وبعد ثلاثة أعوام خرجت الابحاث الشرعية والفتاوى، وبالرغم من ذلك صبرنا لأن أبغض شيء للنفس السوية هو الخلاف في الدين لأن الجماعة رحمة والفرقة عذاب، كما بيّن العلماء. أما بالنسبة الى تغيير الآراء تحت قبضة السلطات فهذا أمر وارد في الشريعة ولولا هذا لما أمر الله تعالى المسلمين بالهجرة ولما وجدتَ في كتب الفقه حكم المكره، فيقال هذا مكره لا يؤخذ بقوله ولا بفتواهraquo;.
وأنهى الحكايمة حديثه بمعلومات عن كتاب انتهى من إعداده أخيراً يحمل عنوان laquo;وهم الأسطورةraquo;، وأشار إلى أن laquo;الفكرة بدأت بالبحث عن كل ما يخص الاستخبارات الاميركية وطرق عملها ونظامها الاداري ومهام كل قسم فيها والشخصيات المخضرمة أصحاب القرار وأسباب الفشل في غزوتي نيويورك وواشنطن والذي دفعني لذلك اننا نخوض حرباً تعتمد على المعلومات الاستخباراتية بنسبة 90 في المئة فكل الحرب في أفغانستان كانت ولا تزال بالمعلومات من الشماليين (الطابور الخامس) فكان الجاسوس يضع شريحة الكترونية بحجم شريحة الهاتف النقال بجوار المبنى أو في سيارة الشخص المستهدف لتقوم الطائرة بعد ذلك بالتقاط الذبذبات الصادرة من الشريحة فتقصف الهدف، هكذا بكل سهولة. فتكون عندي ارشيف ضخم من المعلومات عن الاستخبارات الاميركية استطعت أن اخرج منه شيئاً مفيدا للقراء، ويحتوي الكتاب على ثمانية فصول تناولت نشأة الاستخبارات الاميركية وكيفية تجنيد الجواسيس ووسائل التنصت على الاتصالات وملفات التجسس على العراق ومصر وايران والصراعات الداخلية وخططها المستقبلية في حربها على الاسلامraquo;.
التعليقات