جميل الذيابي

يبدو أن ظاهرة التحرش الجنسي تجتاح الوسط الإسرائيلي من الوريد إلى الوريد. فالرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف متهم بعلاقات جنسية ويبدو انه متورط، ووزير العدل متهم ويبدو أنه متورط أيضاً.

ويتزامن النبش في الفضائح الجنسية للمسؤولين الإسرائيليين مع فشل الجيش في تحقيق انتصار على laquo;حزب اللهraquo;، ثم قبول هدنة لوقف إطلاق النار laquo;غير مرضيةraquo; للشارع الإسرائيلي.

وفي إسرائيل اعتادت الصحافة على التركيز على القضايا المشينة التي تشوِّه سمعة المسؤولين، وتكشف المستور عن سلوكياتهم وممارساتهم اللاأخلاقية، ولكنها هذه المرة جاءت بفضيحة من رأس الهرم حتى بدأت تنتشر كالنار في الهشيم و laquo;تولولraquo; بين الموظفات وربات المنازل وطالبات المدارس وحراس البيوت .

ها هي موظفة عادية سابقة كانت تعمل في مقر الرئاسة، تتهم الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف بالضغط عليها لممارسة الجنس معه. ثم تتلوها مزاعم فتاة أخرى ضد وزير العدل حاييم رامون، بأنه قبَّلها بالقوة من دون رضاها. في حين ما زال الرئيس والوزير ينفيان التهمتين عن نفسيهما، ويقدمان المبررات، ويؤكدان أن ساحة القضاء ستنتصر لهما، وما يلوح في الأفق بعكس ما يقولون.

وظهور دعاوى هاتين الفتاتين، جعل فتاة يهودية متدينة أخرى، في الـ20 من العمر، تزعم أنَّ رامون مارس ضدها أيضاً الأعمال الفاحشة، مشيرة إلى انه دعاها قبل ثلاث سنوات إلى مكتبه، وحاول تقبيلها بالقوة، كما ذكرت الفتاة لصحيفة laquo;معاريفraquo; أخيراً.

وأما سكرتيرة الرئيس كتساف الشقراء الجذابة، فقدمت معلومات جديدة عن العلاقة بينهما، متهمة إياه بإقامة علاقة جنسية كاملة معها، بعد أن كانت في وقت سابق قدمت اتهاماً ضده بالتحرش الجنسي فقط، وإذا ما ثبتت التهم ضده فإن مستقبل كتساف السياسي سيكون معرّضاً للخطر، وقد يتم استبعاده من رئاسة الدولة، وانتخاب رئيس جديد للدولة العبرية وعندها سيلعن الجنس ألف مرة وربما يكره جسد الأنثى ويصفه بـ laquo;الأفعىraquo;.

ويتساءل الإسرائيليون والعارفون بالدولة العبرية، عما يحدث للكيان الصهيوني الذي كان يرعب الشرق والغرب، إذ بدا اليوم يعاني من ازمات واتهامات داخلية، ويعيش انهزامات واحباطات نفسية، ويواجه فضائح جنسية، ويسقط أمام أجساد laquo;الفتيات الفاتناتraquo; اللاتي كن في يوم من الأيام جزءاً من لعبته الاستخباراتية لجمع المعلومات من البلدان الأخرى.

هل بدأت الدولة العبرية مرحلة laquo;الشيخوخةraquo; المبكرة، وبدأ رجالاتها مرحلة laquo;المراهقةraquo; المتأخرة، بالوقوع في فخ laquo;جسد الأنثىraquo; والاستسلام للشهوات الجنسية؟

وكانت صحيفة laquo;يديعوت احرونوتraquo; نشرت قبل شهر تقريباً، صورة لرئيس إسرائيل، وهو عابس، وإلى يمينه فتاة شقراء ببنطال laquo;جينزraquo;، وقالت الصحيفة حينها ان كتساف شكا لدى المستشار القضائي للحكومة، ان موظفته السابقة تحاول ابتزازه بدفع نصف مليون دولار لقاء تكتّمها على شريط تسجيلي لمحادثة laquo;ساخنةraquo; مع الرئيس. فيما يعتبر الرئيس ادعاء الفتاة افتراء على خلفية رفضه إعادتها الى العمل في مكتبه. فيما قال بعض العاملين في ديوان الرئاسة اثناء التحقيقات، ان الفتاة اعتادت على دخول مكتب الرئيس خلال استراحة الظهيرة والبقاء فيه لساعة أو أكثر من دون ان يجرؤ أي من الموظفين على الدخول.

ويؤكد القريبون أن وراء laquo;الفضيحةraquo; شخصيات سياسية تخشى عودته الى حزبه الأم laquo;ليكودraquo;، والمنافسة على زعامته بعدما ينهي ولايته العام المقبل. هل من الممكن ان نرى كتساف في صورة laquo;كربونيةraquo; من فضيحة مونيكا لكلينتون؟ خصوصاً ان التقارير الصادرة في اسرائيل تؤكد ان حجم الاتجار بالنساء خلال السنوات الماضية يتصاعد، وتم تهريب ما بين 3000 الى 5000 امرأة من الخارج الى اسرائيل لغرض تشغيلهن في laquo;الدعارةraquo;.

وعلى ما يبدو ان على الوزراء الإسرائيليين الآخرين الاعتراف بفضائحهم الجنسية، طالما ان الرئيس وقع في قفص النساء الجميلات ثم لحق به وزير العدل، لأن الاعتراف المبكر يلجم الصحافة ولن تكون هناك laquo;مفاجأةraquo; جديدة للشارع، فيما لو ظهرت قوائم فضائحية تحمل اسماء وزراء آخرين في الحكومة الإسرائيلية.