الاتحاد


آثار الاشعاع على البشر، وأمن المنشآت النووية، والآثار البيئية المتعلقة بادارة النفايات، وامكانيات تحويل المواد النووية الى استخدامات غير سلميةmiddot;middot; عناوين لجملة من القضايا التي تثير القلق عندما يتم الحديث عن تطوير الطاقة النوويةmiddot;
من الناحية العلمية، تنطلق في البيئة مواد مشعة عند كل مرحلة من الدورة النووية بدءا من التعدين وطحن خام اليورانيوم في ما يعرف بـ''الكعكة الصفراء'' ومرورا بتخصيب اليورانيوم ودورة الوقود النووي لتشغيل محطات الطاقة وانتهاء باعادة تجهيز وقود اليورانيوم المشع والتخلص من النفايات النوويةmiddot;

غالبية المواد المشعة تنطلق بمعدلات متفاوتة معظمها تتلاشى بسرعة لكن بعضها يبقى ايضا مدة طويلة تكفي للانتشار في انحاء العالم وبعض ثالث ايضا يظل في البيئة الى الأبد من الناحية الفعليةmiddot; وتسلك ما يعرف بـ''النويدات المشعة'' سلوكا مختلفا في البيئة اذ ينتشر بعضها بسرعةmiddot; واجمالا فإن تشغيل دورة الوقود النووي يسهم بنحو 0,04 في المائة من جملة الاشعاع الذي يتعرض له البشر، وبالمقارنة فإن المصادر الطبيعية تسهم بحوالي 83 في المائة والمصادر الطبية التي من صنع الإنسان بنحو 17 في المائة middot;

والسكان الذين يعيشون قرب المنشآت النووية يتلقون بطبيعة الحال جرعات تفوق المتوسط بكثير جداmiddot; ومع ذلك فإن الجرعات المثالية حول المفاعلات في الوقت الحاضر تشكل جزءا من واحد في المائة من جرعات المصادر الطبيعيةmiddot; وتفترض هذه الأرقام ان المحطات النووية تعمل بصورة طبيعية إذ ان كميات اكبر كثيرا من المواد النووية يمكن ان تطلق في الحوادثmiddot;

وعلى الرغم من تراكم قدر كبير من المعلومات عن الآثار الحادة للاشعاع، الا انه لا تزال توجد جوانب كثيرة من عدم اليقين بشأن آثار التعرض لمستويات منخفضة من الاشعاع الى جانب ان هناك صعوبة باثبات السبب والنتيجة تعد بدورها مشكلة في دراسة الروابط بين الآثار الجينية البشرية والاشعاعmiddot; وقد كشفت دراسة حديثة ان حدوث سرطان الدم كان اعلى لدى الأطفال الذين ولدوا بالقرب من محطة سيلافيلد النووية في بريطانيا ولدى الأطفال الذين يعمل آباؤهم في المحطة لا سيما أولئك الذين سجل أنهم تلقوا جرعات إشعاع عالية قبل ان يولد اطفالهمmiddot;

وتتولد النفايات المشعة عند جميع مراحل الدورة النوويةmiddot; وتنتج أغلبية النفايات عند طرف بداية الدورة الذي يشمل التعدين والطحنmiddot; في حين تنتج النفايات الأكثر اشعاعا عند طرف نهاية الدورة الذي يشمل تشغيل المفاعل واعادة تجهيز الوقود، والاخيرة تقسم بوجه عام الى نفايات منخفضة المستوى ونفايات متوسطة المستوى ونفايات عالية المستوى وهي تشمل النفايات من محطات اعادة التجهيز أو الوقود المستهلك من المفاعلاتmiddot;
واذا كانت التقنيات عالجت قضية التخلص من النفايات منخفضة المستوى في المنشآت السطحية أو الضحلة أو الجوفية التي ينبغي التحكم فيها لنحو 300 سنة والنفايات متوسطة المستوى في الاسمنت او الزفت والطمر في جوف الأرضmiddot; الا انه لم يتم حتى الآن التخلص من أي نفايات عالية المستوى والتي يتم فقط تخزينهاmiddot;