فؤاد الهاشم


على الرغم من تفوق laquo;الدراماraquo; السورية التلفزيونية على laquo;الدراماraquo; المصرية في المجال ذاته، الا ان دراما المخابرات السورية ساذجة ومضحكة و.. ضحلة، ولعل حكاية شريط laquo;أبوعدسraquo; الذي بثته قناة الجزيرة عقب اغتيال الحريري خير دليل على ذلك عندما جاءت اجهزة الاستخبارات بفلسطيني laquo;درويشraquo; ثم جعلته يعترف بـ laquo;مسؤوليته عن وضع شاحنة بها ألف كيلو غرام من المتفجرات وبعد ان عطل ذبذبات الهواتف النقالة ليغتال رئيس وزراء لبنان السابق وخمسة عشر شخصا من.. مرافقيهraquo;، ثم.. ليموت laquo;أبوعدسraquo; بعدها في.. laquo;ظروف غامضةraquo;!

حين سمعت بخبر محاولة.. laquo;تفجير مبنى السفارة الأمريكيةraquo; في دمشق قادها.. laquo;أربعة من الارهابيينraquo; ضحكت من أعماقي لظهور laquo;أربعة ـ أبوعدسraquo;.. مرة واحدة! السفير السوري في واشنطن laquo;عماد مصطفىraquo; كشف ـ من حيث يدري أو لا يدري ـ عن حكاية laquo;فبركةraquo; هذا الهجوم عندما قال.. laquo;ان الهجوم الفاشل على السفارة يشكل مناسبة جيدة لتحسين العلاقات الأمريكية ـ السوريةraquo;!

اذن؟ هذا هو الهدف الرئيسي من العملية الاستخباراتية برمتها، فمن يعرف النظام الحاكم في دمشق والعقلية الأمنية التي يديرها البعثيون يعً تماما أن الذباب ـ ذاته ـ لا يطير في سورية فوق المزابل إلا بإذن.. laquo;ذبابةraquo; رئيسية تعمل وفق تعليمات المخابرات والأمن الخاص وأمن الرئاسة وlaquo;الضابطة الفلسطينيةraquo; ـ وهو جهاز أمني خاص بالفلسطينيين ـ حتى ينتهي التسلسل بمدير سجن.. laquo;دمّرraquo;!!

الغريب ان كل العمليات laquo;الارهابيةraquo; التي ادعت سورية انها وقعت على أراضيها laquo;الجهاد وجند الإسلام وغيرهماraquo; لا تترك أحدا حيا يشم الهواء من عناصرها حتى يظهر في وسائل الإعلام ويتحدث أمام قاض او يجلس داخل قفص في محكمة، فكلهم laquo;يقتلون ويتوفون فوراraquo; أو.. laquo;يموتون متأثرين بجراحهم في المستشفياتraquo; بعيدا عن laquo;فلاشات المصورين والرأي العام السوريraquo;.. الذي لا يعرف شيئا! المخابرات السورية laquo;فبركتraquo; ـ كما قلنا ـ العملية برمتها! لماذا؟! حتى تقول دمشق للولايات المتحدة الأمريكية.. laquo;أنا لا أرعى الارهاب، أنا أتعرض للارهابraquo; وكأن قوافل المجرمين الذين يعبرون حدود laquo;القامشليraquo; الى العراق هم laquo;طلبة جامعات ذهبوا الى أرض الرافدين للحصول على الماجستير والدكتوراهraquo;!

من هم ـ إذن ـ هؤلاء الأربعة laquo;ابوعدسraquo; الذين laquo;قتلواraquo; في محاولة تفجير السفارة؟! هناك رأي يقول انهم اربعة من المحكوم عليهم بالاعدام في قضايا جنائية قيل لهم أن يفعلوا ما فعلوا مع وعد بالافراج عنهم بعد أداء هذه التمثيلية، ورأي آخر يقول انهم من laquo;طلبة الماجستير والدكتوراه الذين يعبرون إلى العراق لتنفيذ مهامهم الاجرامية، وقد جرى ابلاغهم بأن هناك ضوءا أخضر رسمياً سورياً لتنفيذ عملية ضد السفارة الأمريكية فصدق مخابيل الزرقاوي الرواية وحصلوا على السيارة المفخخة والأسلحة لتصطادهم قوات الأمن السورية ولتظهر أمام واشنطن والعالم بأسره انها laquo;مجني عليهاraquo; وليست.. laquo;جانياraquo;!

---
.. لو كنت مستشارا لوزيرة الخارجية الأمريكية laquo;كوندليزا رايسraquo; لنصحتها بعدم الاستعجال واظهار laquo;الامتنان والشكر والتقديرraquo; لدمشق لـ laquo;حمايتها للسفارةraquo;، بل توجيه دعوة لمدير المخابرات السورية العامة لزيارة استديوهات laquo;هوليوودraquo;.. السينمائية!

---
.. قال قيادي بارز في laquo;حزب اللهraquo; اللبناني إن.. laquo;سلاح الحزب مثل الانجيل والقرآن.. باق، باق، باق، وان من يدعون الى تسليم هذا السلاح ليس أمامهم إلا.. أحذية قانا للتفاوضraquo;!! انه ـ بالفعل ـ laquo;خوش حوارraquo;، ولم يبق إلا أن يقول إن laquo;السيد رسول قد خلت من قبله الرسلraquo;.. والعياذ بالله!