الرباط - محمد الأشهب


عيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس أول من أمس المحافظ السابق في ولاية العيون، الشرقي الضريس، مديراً عاماً للأمن الوطني خلفاً للجنرال حميدو لعنيكري الذي أصبح مفتشاً للقوات المساعدة. وجاء اعفاء الاخير من منصبه بعد مرور حوالي ثلاث سنوات، عمل قبلها مديراً عاماً للاستخبارات المدنية بعد اعتلاء الملك محمد السادس عرش بلاده. وتزامن الاعفاء مع انفجار فضائح تورط مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، بينهم العميد عبدالعزيز عيزو مدير أمن القصور الملكية مع شبكات المخدرات. لكن مصادر مراقبة ربطت اعفاء رجل الأمن القومي الذي تراجع نفوذه منذ فترة بالاتجاه نحو اعادة هيكلة المجال الأمني، خصوصا بعد اعلان كشف مزيد من الخلايا الإرهابية المتطرفة، وآخرها تنظيم laquo;أنصار المهديraquo; الذي استطاع استقطاب بعض العسكريين ورجال الدرك والشرطة وشكل جناحاً عسكرياً للمرة الأولى في تنظيم مماثل في البلاد.

وبدا أن تعيين شخصية مدنية في منصب المدير العام للأمن الوطني يلغي الطابع العسكري الذي كان يمثله وجود جنرال على رأس إدارة الشرطة، بينما يعزى اختيار الشرقي الضريس الى تمرسه في العامين الأخيرين محافظاً في ولاية العيون خلال فترة اندلاع بعض القلاقل التي واجهها بقدر أكبر من الانضباط، عدا أنه عمل مسؤولاً في الشؤون العامة في الداخلية، فيما يدفع فراغ ولاية العيون الى احتمال الإعلان عن مناقلات وتعيينات جديدة في صفوف محافظي الولايات.

ورأت المصادر أنها المرة الثانية التي يزيح فيها العاهل المغربي الملك محمد السادس مسؤولين بارزين في الأمن، فقد استبدل المحافظ بن هاشم بالجنرال حميدو لعنيركي مباشرة بعد الهجمات الانتحارية التي عرفتها الدار البيضاء في 16 ايار (مايو) 2002، وعيّن أحمد حراري مسؤولاً عن الاستخبارات المدنية قبل اعفائه من منصبه منذ شهور، قبل أن يأتي الدور على لعنيكري الذي اسندت إليه مهمات الاشراف على المنطقتين الشمالية والجنوبية للقوات المساعدة التي ينحصر دورها في مهمات أمنية اجتماعية.

ويسود اعتقاد أن أوامر صارمة صدرت لمتابعة التحقيقات في ملفات شبكات المخدرات التي قد تطيح، إضافة إلى عناصر أمنية، شخصيات سياسية ضالعة بالاتجار بالمخدرات لا سيما أن آخر تقرير صدر في هذا الشأن لمح الى وجود حزام جغرافي يتحرك ضمنه المهربون من جنوب البلاد الى شمالها، وصولاً الى الضفة الجنوبية للبحر المتوسط التي تضم نقاطاً ساخنة للعبور تنشط ليلاً، بعيداً عن عيون الرقابة.

وكان شريف بن الوجدان، آخر المعتقلين في شبكات التهريب، اعترف بتورط المزيد من الشخصيات المتنفذة في تسهيل تحركاته، في حين تم في صمت قبل بضعة أسابيع اعفاء مسؤول في الاستعلامات في إدارة الأمن الوطني قد تكون له علاقة باندلاع الفضائح الراهنة، في ضوء مظاهر الغنى الفاحش التي بدت عليه، ولم يمض على تعيينه سوى سنوات قليلة.